|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 22/5/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ومن الفرَحِ ما يجرح !

امين يونس

ليلة الجمعة 17/5 .. سَبَبَتْ أخبار التحّسُن المزعوم ، لصحة فخامة الرئيس جلال االطالباني ، في جرح ( 17 ) مواطناً في أنحاء مُحافظة السليمانية وكرميان ، من بينهم ثلاثة أطفال ، وحالة بعض الجرحى خطرة ! ... نعم ، صّدِق ذلك أو لا تُصّدِق .. لأن الأمر غريب ، على الرغم من انه من كلاسيكيات الحالة العراقية العامة ، التي تتسم بتفّشي التراجيكوميديا .
- فما أن أعلنتْ بعض محطات التلفزة ، خبر تحسُن حالة الرئيس ، وإحتمال عودته القريبة الى بغداد ، لمواصلة مهامه الرئاسية .. حتى إنطلقتْ المظاهر الإحتفالية ( العراقية التقليدية ) في شوارع ومحلات مدينة السليمانية وبعض القصبات والمُدن الأخرى ، حيث ينتشر مؤيدو الطالباني . ولقد أثبتَ هؤلاء المُحتفلون ، أنهم عراقيون للعظم .. لأنه لا أحد غيرنا نحن العراقيين ، يحتفل ب " إطلاق الرصاص " بكثافة ، وعشوائية ، في مناسبات الحزن ومناسبات الفرح أيضاً !.
- أعتقد لو ان مسؤولي الإعلام الرسمي ومسؤولي الاجهزة الأمنية كافة ، في السليمانية ، والذين كُلهم والحمد لله ، من منتسبي الحزب الحاكم هناك ، أي الإتحاد الوطني الكردستاني .. لو أراد هؤلاء ، أن يُنشَر الخبر بطريقةٍ أقل إستعراضية ، وطُلِبَ من الجماهير أن لا يُطلَق الرصاص ، مُسبقاً ، بإسلوبٍ حازم .. لِما حدث ما حدث . ولكن كما يبدو ، فأن الإدارة هناك ، هي التي تعمدتْ ان يكون الأمر ، إحتفالياً ودعائياً على أوسع نطاق ! .
- ظهرَ ان الدعايات السابقة ، والإشاعات المُغرِضة التي كانتْ المُعارضة ترّوجها ، في الآونة الاخيرة ، بصدد وجود أزمة وقود في السليمانية وغلاء أسعار البنزين .. ظهرَ ان ذلك تلفيق ومُبالغة ، ومحاولة لتشويه وجه الإدارة الناصع ! . والدليل على ذلك ، هو الآلاف المؤلفة من السيارات التي خرجتْ الى الشوارع ، وهي تطلق الهورنات وتحدث ضجيجا وصخباً ! . فمن أينَ أتَتْ بالبانزين ، إذا كانتْ هنالك أزمة ؟
- سُئِلَ أحد القياديين في الإتحاد الوطني : لماذا لم يتحدث فخامة الرئيس ولو بِجُملةٍ واحدة ، الى جماهيرهِ ؟ أجاب : أن الصمتَ أحياناً أبلغُ من الكلام ! .
- بّرَرَ أحد المسؤولين الغاية من إصابة كل هؤلاء الجرحى ، قائلاً : ان في ذلك نوع من التضامُن مع بقية أنحاء العراق .. فنسمع يومياً سقوط قتلى وجرحى في بغداد والمحافظات جراء العمليات الإرهابية .. فنريد أيضاً أن نشعر بعراقيتنا وأننا أيضاً لدينا خسائر وجرحى ! .
- أعربَ بعض الخُبثاء عن خشيتهم ، إذا تحسنَتْ صحة الرئيس أكثر وأكثر ، وإستقّرَ وضعه بحيث يتمكن من العودة والحديث ، فعلاً ، ومزاولة مهامه الرئاسية .. ولّما سُئلوا عن سبب خشيتهم ، قالوا : ان مُجّرَد ظهور ( صورة ) فخامة الرئيس في التلفزيون ، قد تسَببَ بسقوط " 17 " جريح جراء إطلاق الرصاص العشوائي في السليمانية وأنحاءها كتعبير عن الفرح .. فماذا ستكون النتائج ، لو عاد الرئيس مُعافى ، وكَمْ ستكلفنا مظاهر الفرح ؟! .

 

20/5/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter