|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 21/3/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الموصل ... مدينةٌ خطيرة

امين يونس

طالما قُلتُ مِراراً ان " الموصل " مفتاح الإستقرار للعراق كُله .. وان الموصل إذا كانتْ آمنة ، فأن بغداد وأربيل تكونان آمنتَين .. ولكن للأسف الشديد ، فأنها أي الموصل ، هي أبعدُ ما تكون عن الطُمانينة والسلام .. وتعكسُ بواقعها المُتردي .. إضطراب العراق وبؤسه ، من أقصاه الى أقصاه . فالمدينة تزخرُ بالآلاف من الكفاءات الكبيرة والعقول النّيرة والمُستنيرة وعشرات الآلاف من الكادحين والعُمال المهرة المُنتجين والكثير من الناس البُسطاء الطيبين ، ولكن أصوات هؤلاء جميعاً ، خافتة ومقموعة وتكادُ لا تُسمَع .. وسط ضجيج التطرُف وصراخ السياسيين الإنتهازيين وزعيق شيوخ العشائر وصياح رجال الدين والدُعاة .. وسط صَخب المجاميع الإرهابية العاملة في المدينة ومُحيطها .. ان أصوات الخّيرين الكُثُر في الموصل ، لا يُسمَع .. ليسَ لأنهم ساكتون ، ولا لأنهم جُبناء .. لكنهم يرزحون تحت سياط الإرهاب ، تلك السياط التي تلسع ظهورهم ليل نهار .. بينما معظم السياسيين المُنافقين متواطئون ضمنياً مع الإرهاب .
وصل الأمر الى مَدياتٍ خطيرة في الآونة الاخيرة .. فرسائل " التهديد بالقتل " وصلتْ الى عددٍ كبير من " المُرشحين " لإنتخابات مجالس المُحافظات ، قائلةً : أما إعلان الإنسحاب من الترشيح أو تعرضه هو وأفراد عائلته للقتل ! . ان عصابات ما يُسمى دولة العراق الإسلامية والمتواطئين معها ، الناشطة في الموصل ، لا تَمزح .. فأنها بالفعل إغتالتْ لحد البارحة ثلاثة من المُرشحين .. وسحبَ أربعة عشر مُرشحاً ، ترشيحهم . والمُصيبة ان هذه العصابات ، لاتكتفي بتهديد المُرشحين فقط ، بل تُهّدِد العاملين في مفوضية الإنتخابات والمُراقبين والوكلاء .. حيث أعلنتْ المفوضية رسمياً ، يوم أمس : ( ان [ 1050 ] من العاملين والمتعاقدين مع فرع المفوضية في نينوى ، قدموا إستقالاتهم ! ) .. وان موجة الإستقالات مُستمرة بإضطراد . وقال مسؤول في المفوضية ، ان هنالك شكوك في إمكانية إجراء الإنتخابات في الموصل ، إذا إستمرت الإستقالات والإنسحابات .. إذ ان ذلك ينسف عمل المفوضية الذي قامتْ به طيلة الفترة الماضية ! .
أما عن الأتاوات والضرائب والخاوات ، التي تفرضها هذه العصابات ، على مُختلف أصحاب المهن من مقاولين وأطباء وتُجار وأصحاب المحلات المختلفة ومحطات التعبئة ... الخ . فحّدِث ولا حرج ! .. إذ ان الجهات الأمنية والتنفيذية الحكومية ، تعلم جيداً ، كَم الملايين العديدة من الدولارات التي تحصل عليها المجاميع الإرهابية شهرياً ، عن هذا الطريق .
بعض كبار ضُباط الشرطة المحلية ، يشترون سلامتهم وسلامة عوائلهم ، إما بِدفع الاتاوة للإرهابيين ، أو بالسكوت والصمت والتواطؤ . والعديد من موظفي الحكومة المحلية ينحون نفس المنحى ! .
..............................
لو لم تكن هنالك أرضية مُناسبة وبيئة حاضنة جيدة ، في الموصل .. لما إستطاع الإرهابيون بِمُختلف مُسمياتهم .. الإستمرار بأفعالهم الإجرامية . ولو كانتْ الاجهزة الامنية من جيش وشرطة إتحادية ، صادقة في مساعيها وتتعامل بِحرفية ومِهنية ، لتمكنتْ من القضاء على بؤر الإرهاب في الموصل وتجفيف مصادرها . ولو شعرتْ غالبية أهالي الموصل الأصلاء الطيبين ، ان لهم ( ظهرٌ ) قوي يدافع عنهم ويسهر على حمايتهم ولو كانوا واثقين من إخلاص ونزاهة الشرطة المحلية والحكومة المحلية .. لما إستمروا في دفع الأتاوات الى العصابات الإرهابية . ولما آثرَ المرشحون للإنتخابات ، الإنسحاب ، ولا العاملين في مفوضية الإنتخابات للإستقالة ! .
...........................
هنالك العديد من المُرشحين في الموصل .. لا يستطيعون الذهاب بِحرية من الجانب الأيمن الى الجانب الأيسر ، وبالعكس أيضاً .. بل هنالك مرشحون يخافون من التجول في أي مكانٍ في مركز الموصل ، ويقتصر تحركهُم في بعض الاقضية والنواحي .
أخشى فعلاً ، على سلامة العديد من أصدقائي المُرشحين .

 

18/3/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter