|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 21/1/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المالكي يُهنئ خليفة بن زايد

امين يونس

رئيس الوزراء ، السيد " نوري المالكي " بعثَ ببرقية تهنئة الى الشيخ خليفة بن زايد رئيس الامارات العربية المتحدة ، بِفوز الإمارات بكأس الخليج 21 ، وتغلبها على العراق . وبهذا الفعل ، فأن المالكي ، يثبت مجموعة أمور :

- انه يتمتع بِروحٍ رياضية عالية ، وأخلاق نبيلة .. ومثل أي مُدّرِبٍ مُحتَرِف ، أو لاعبٍ يحترم نفسه .. فأنه بادرَ الى الإعتراف بالخسارة ، وتقدمَ لِيُصافِح خصمهُ الذي إنتصرَ عليهِ وأرسلَ له تهاني وتبريكات . ولم يلجأ الى الأساليب الملتوية ، والاعذار السخيفة ، من قبيل ، ان الحَكَم كان مُتحيزاً ، او ان الجمهور كان يصيح مُؤازِراً لفريق الامارات ، او ان الساحة لم تكن مُستوية و " الكَاع عوجة " ! .

حّبذا ، لو ان المالكي كان يمتلك " روح سياسية عالية " مثل روحه " الرياضية " .. وتصرفَ على نفس الشاكلة بعد الإنتخابات العامة في 2010 ، وأرسلَ برقية تهنئة الى " أياد علاوي " بفوزه في الانتخابات ب 91 مقعد ، أو أجرى معه إتصالاً هاتفياً بهذا الصدد .. لكان بذلك ، يُغنينا عن الكثير من الأزمات ويُجنبنا العديد من المشاكل والمطبات . لكن كما يبدو ، فأن علو روحه ، يقتصر على الرياضة فقط ، ولا يتعدى الى الامور الاخرى .. ففي السياسة فأن روحه ناصية ! .

- كما اننا نُبالغ في كُل شئ .. فأننا أفرطنا في تكريم المنتخب بعد خسارته ، وإستقبلناه إستقبال الفاتحين اليوم السبت ، وكِلنا له المديح والثناء بشكلٍ كبير .. وذلك بُرهان آخر على التطرُف والبُعد عن الرصانة ! .. فحين كُنا نفوز بأية مُباراة ، حتى ولو كانتْ مع فريق اليمن المتواضع او منتخب فلسطين الضعيف .. يصرخ المُعّلِق حين نُسجل هدفا : هذا هو العراق العظيم ! .. هؤلاء هُم أسود الرافدَين ! هاهُم أبطالنا الميامين ! ... سجلنا هدفاً بصاروخ أرض أرض .. انه قذيفة مدفع عيار 82 ! . ان إحتفاءنا بتسجيل هدفٍ في مباراة كرة قدم بسيطة ومع فريقٍ صغير .. يُصّوَر كأنه إنتصارٌ حربي ، وبتعابير عسكرية وإقتباسات عنيفة .

كان يكفي ، ان نتعامل بواقعية ، مع خسارتنا امام الامارات .. ولا نلقي اللوم على المُدرب او اللاعبين .. وندرك ان الجميع بذل قصارى جهده . أما ان نحتفي بهذا الشكل المُبالغ به ، رسميا وشعبياً .. فذلك ما لا أفهمه في الحقيقة ! . إذ ان بطولة الخليج ، ليستْ من البطولات الكبيرة او التي يُحسَب لها حساب دولياً .. وعلى كل حال ، فان حصولنا على المركز الثاني لا بأس به ، أمام فُرق مُستقرة مثل الامارات والسعودية والكويت .

- مثل كُل شئ آخر .. فأن كرة القدم العراقية خلال الثلاثين سنة الماضية ، تراوحتْ بين نزوات عُدي صدام ، الصبيانية والوقحة ، وتعامله الإجرامي مع الكادر التدريبي واللاعبين ، وفق مزاجه الشخصي المريض .. وبين الفساد والفوضى بعد 2003 ، التي إمتدتْ الى الرياضة وكرة القدم ، التي تداخلتْ معها السياسة والمحاصصة والتدخلات الفجة .. فأن هذا القطاع أي كرة القدم ، يُعاني من العديد من المشاكل البنيوية ، والذي هو بحاجة الى مُراجعة شاملة ، وإعادة هيكلة على اُسسٍ علمية صحيحة ، وتنقيته من الفساد بأشكاله .

نحنُ بحاجة ، الى " الإعتدال " في تعاملنا مع كرة القدم ، ووصفنا وتشبيهاتنا وتعليقاتنا .. فلا يجب ان ننتقد بتهور ولا ان نمدح بمبالغة !.

19/1/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter