|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  20 / 6 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

متى نتعّلم من المصريين ؟

امين يونس

في الثلاثين من هذا الشهر .. أي بعد أقل من إسبوعَين .. سنشهدُ فصلاً عبقرياً من نضال الشعب المصري الشُجاع .. محطة فاصلة من كفاح الجماهير المصرية المِقدامة .. تَتِمة لثورة الخامس والعشرين من يناير .. في نهاية هذا الشهر .. ستقول الجموع الهادرة ، كلمتها الفَصل : [ نُريد إنتخابات رئاسية مُبّكِرة ] .. في الثلاثين سيُسّطِر المصريون الأُباة ، مَلحمة مُؤداها : لن نستكين لِحُكم الفاشية الدينية ! . قبلَ شهرَين فقط .. بدأتْ هذه الحركة الشعبية العارمة .. قامَ بها شبابٌ مُستقلون .. غير منتمين للأحزاب .. أسمَوا حركتهُم [[ تَمّرُد ]] .. وبادروا لجمع التواقيع ، الداعية ، الى إجراء إنتخابات رئاسية مُبكرة .. لأن سنة كاملة مّرَتْ ، منذ إنتخاب " محمد مرسي " .. دونَ أن يُحّقِق أي من وعودهِ على الإطلاق .. بل أنه سعى حثيثاً ، الى أخونة الدولة ، وإنتهك الدستور .. وفاقمَ من الازمات ، الإقتصادية والإجتماعية والسياسية .. وإستغل منصبه ، من أجل جماعة الإخوان المسلمين وأجندتهم ، وليسَ من أجل مصر والمصريين .. وأدى بسياساته الرعناء ، الى تقسيم المجتمع المصري بصورةٍ دراماتيكية .
لِحد اليوم ، جمعَتْ الحركة ، أكثر من خمسة عشر مليون توقيع .. والعملية مُستمرة .. وسوف يخرج الملايين ، في الثلاثين من حزيران الجاري ، في القاهرة والمحافظات المصرية ، في مسيراتٍ سلمية ومُظاهراتٍ سلمية ، ليُمارسوا حقهم الدستوري ، بِقَول : لا .. لمُرسي .. لا لِحُكم المُرشد .. نعم لإنتخاباتٍ رئاسية مُبكِرة .
نّظمَ مُرسي وأخوانه ، في الايام الأخيرة ، مؤتمراتٍ ظاهرها عن النيل وأثيوبيا وأزمة المياه ، وكذلك عن الوضع في سوريا .. ولكن حقيقتها وباطنها : تهديد الشعب المصري بالوَيل والثبور ، وإطلاق صيحات الحرب والجهاد ، ضد حركة ( تمّرُد ) .. وتسمية الملايين التي سوف تخرج في الثلاثين من حزيران : بالكُفار والمُلحدين والأباحيين .. الخ .
لكن المُدهِش .. أن هنالك الآلاف من أشجع الشباب المصريين ، الذين لايهابون من تهديدات الفاشية الدينية الإسلامية .. وهنالك العديد من المحطات التلفزيونية الرصينة ، التي يعمل فيها ألمع الإعلاميين ، وأكثرهم ثقافة ، وإستعداداً للتضحية .. من الجِنسَين .. هؤلاء الإعلاميين الشُجعان .. الواقفين بالمرصاد للمَد الديني المُتطرِف .. والذين يُديرون على مدار الساعة ، البرامج الحوارية الهادفة ، الى فضح ممارسات حُكم مرسي ، والى دعم حركة " تمرُد " .
أثبتَ الشعب المصري ، أنه من أشجع الشعوب في العالم ، وأكثرهم إصراراً على " إستكمال " فصول الثورة .. وعدم الإستكانة وعدم الخوف من العُنف ومن بلطجة الإخوان المسلمين .. وان الذي يقود حركة " تمرُد " السلمية الآن .. هُم شبابٌ مُتحمسون ، لم يتلوثوا بالإنتماء الى أحزاب السُلطة ، ولا حتى الى أحزاب المُعارضة ! . في نهاية هذا الشهر ، ستكون هنالك : معركة إرادات : بين مَنْ يُتاجِر بالدِين وبالإسلام ، وهُم مُرسي والإخوان المسلمين .. وبين المسلمين الحقيقيين ، وهُم جماهير الشعب المصري الأبي الشُجاع ! .
....................
كَم أغبط المصريين ، على إمتلاكهم لإعلاميين شُجعان ، من النساء والرجال ، لايتوانون عن مُقارعة الفاشية الدينية ، علناً وعلى رؤوس الأشهاد . كَمْ أغبطهم .. على عشرات الآلاف من الشابات والشباب ، المُستعدين للنزول الى الشارع ، بصدورهم ، مُتَحَدِين صرخاتْ الجهاد التي يُطلقها مُتشّدِدوا مُرسي وإخوانه المسلمين .
..........................
لا يكفي ان يكون مُرسي ( مُنتَخباً ) بصورةٍ ديمقراطية .. فأنه نكثَ بجميع عهوده التي أطلقها قبيل الإنتخابات .. بل وقاد مصر وشعبها ، الى حافة الهاوية بسياساته الخاطئة ، خلال السنة الماضية .. والشعب لن يتحمل بقاءه ثلاث سنوات اُخرى .. ويريد إنتخابات مُبكرة .
متى سنتعلم نحن من المصريين ؟! .

 

17/6/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter