|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 18/9/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اللوحة الكئيبة

امين يونس

- رئيس الجمهورية الطالباني عادَ من الخارج .. وقبلها بساعاتٍ غادرَ رئيس أقليم كردستان البارزاني الى الخارج .. وعندما يرجع رئيس الأقليم بعد أسبوعَين إنشاء الله .. سوف يُغادر رئيس الوزراء العراقي المالكي .. ولما يعود هذا بِعَون الله .. سوف يُسافر رئيس مجلس النواب النُجيفي .. أما سماحة مقتدى الصدر ، فهو غير موجود بالأساس وهو في بلده الثاني ايران بإذن الله .. مثل رئيس القائمة العراقية علاوي ، الذي إحدى رجليه في الاردن والثانية في بريطانيا !.
المُهم .. ان هؤلاء القادة الستة الكِبار .. لايتواجدون في الوطن في نفس الوقت .. فما أن يعود أحدهم .. حتى يُغادِر الثاني .. في حين ان معظم مفاتيح حَل الأزمة المُستعصية ، بيد هؤلاء السِتة .. ولكن أصبح من الصعب بِمكان جمعهم في مكان ! . ولكن حتى إذا شاءتْ الأقدار أن يجتمعوا .. فأن محاولات بعضهم ضد بعض ، والتي تهدف الى تمزيق الكُتل وإحداث إنشقاقات كبيرة فيها .. سوف تحول دون توصلهم الى حلول جذرية .
- المالكي نجحَ الى حدٍ ما ، في " تفتيت " القائمة العراقية .. فما عدا المُنشقين تحت اسم البيضاء والحُرة والمستقلين .. فأن المالكي كما يبدو ، يحاول جاهداً كسب " النجيفي والمطلك والكربولي " الى جانبهِ .. وإذا حصلَ ذلك .. فأنه سيكون بِمثابة " شهادة وفاة " رسمية لِما كان يُسمى بالقائمة العراقية ! . وإذا حدث ذلك ، فأنه يؤكد الشكوك مرة ثانية ، حول مصداقية " النجيفي " وشعاراته وتحالفاته .. فهو كان من أشد المناوئين للتحالف الكردستاني ، ويحاول بإستماتة إقناع المالكي بالوقوف ضد السياسات الكردية في الموصل وكركوك .. وبِقُدرة قادر وبتأثير من العّراب التركي .. تصالحَ مع التحالف الكردستاني وصار يدعم التوجهات الكردية ! .. وهذه الأيام يُغازل المالكي مرة اُخرى .. وهنالك مؤشرات على إحتمال تشكيل تحالف بينهما .. بل وإمكانية إقناع قسمٍ من القوى الكردستانية أيضاً للإنظمام الى التحالف الجديد .
- بالمُقابل .. هنالك إحتمالات لإبتعاد " حزب الدعوة تنظيم العراق " عن المالكي ، وإقترابه من التيار الصدري والمجلس الاعلى .. حيث ان المالكي ، يتوقع أسوأ السيناريوهات .. والمتمثلة ، بإنشقاق التيار الصدري والمجلس الاعلى والدعوة تنظيم العراق وبعض المستقلين .. وهؤلاء يشكلون حوالي نصف التحالف الوطني .. ويُحّضِر مُسبقاً لإعلان تحالفاته الجديدة ، مع بعض أطراف العراقية وبعض أطراف التحالف الكردستاني ، إضافة الى عصائب أهل الحق وعشائر ومجالس إسناد، بحيث يصبح مجموع تحالفه الجديد [ إذا صَحَتْ هذه الأخبار ] .. اكثر من القديم ، ويوفِر له أغلبية ، يستطيع بها ، تشكيل حكومة جديدة قائمة على [ الأغلبية ] وفيها كتلة " سُنية " مهمة وكذلك فيها الكُرد والمكونات الاخرى .
- إذا لم تنجح الأحزاب الكردستانية الفاعلة ، في إيجاد حلول جذرية وحقيقية ، للمشاكل المتصاعدة فيما بينها ، وتطويق الخلافات ، ولا سيما بين الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني .. فان هنالك مخاوف من تفاقم الوضع وإتجاهه الى تكريس التقسيم الداخلي بينهما ، وتكريس ( الإدارتَين ) وعلى نحوٍ أكثر سوءاً من ذي قبل .. فتكون السليمانية وكركوك والمناطق المتنازع عليها في ديالى وصلاح الدين ، عائدة لنفوذ الإتحاد الوطني وحركة كوران ، وقريبة الى حدٍ ما من توجهات المالكي وايران .. واربيل ودهوك والمناطق المتنازع عليها في نينوى ، خاضعة لهيمنة الحزب الديمقراطي ، وبالتالي متناغمة مع سياسة تركيا .
......................................
وسط هذه اللوحة الكئيبة وتشرذم الكتل السياسية ، وتصارعها في سبيل تحقيق مكاسب حزبية ضيقة .. وعرض سلعة التحالفات في سوق المصالح .. فأن إحتمالات التوصل الى حلول معقولة في صالح الوطن والشعب .. ضعيفة .. بل وضعيفة جداً .

 

17/9/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter