| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 18/12/ 2012 أمين يونس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
إنتخابات مجالس المُحافظات ، وجيل الشباب
امين يونس
كَم من الوقت ، تحتاج الجماهير ، لكي تمتلك حداً معقولاً من الوعي .. يُمّكِنها من الإختيارات الصائبة ؟ وكمْ من التجارب ينبغي ان تَمُر بها ، قبلَ أن تتمكن من تشخيص المرشحين المخلصين ، دون المنافقين والفاسدين ؟ ولتطبيق هذا الكلام على المجتمع العراقي ، أدناه بعض الملاحظات :
- من المفترض ان تجري إنتخابات مجالس المحافظات في نيسان 2013 ، والإنتخابات العامة في 2014 . ومن قِلة حظنا ، وسوء تصّرف حكوماتنا وسياسيينا ، فأنه لم تجري عملية إحصاء سكانية منذ 1997 . وجميع الأرقام التي تعتمد على البطاقة التموينية ، أو على إستبيانات وزارة التخطيط او منظمات المجتمع المدني .. هي أرقامٌ غير دقيقة ، وتقريبية في أحسن الاحوال . عموماُ ان مواليد 1995 سوف يُشاركون في إنتخابات مجالس المحافظات ، وكذلك مواليد 1996 سيدلون بأصواتهم في الإنتخابات العامة في 2014 . وهذا يعني ، ان جيلاً كاملاً كانوا أطفالاً صغاراً في 2003 عندما حدث التغيير .. ولم يعاصروا حُكم صدام والبعث ، ولا يتذكرون عملياً ، الحروب وقواطع الجيش الشعبي والأجهزة الامنية ... الخ . هذا الجيل الذين أعمارهم من 18/ الى 20 سنة ( الذي تُقّدَر أعداده بالملايين ) .. تَرّبى في كنف الإحتلال الامريكي ، ثٌم حُكُم أحزاب الاسلام السياسي ، وفوضى الميليشيات الطائفية ، ورُعب المجاميع الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة .. هذا الجيل الذي إفتقد الأمان والخدمات والقانون .. الذي عايشَ الفساد المتفاقم في جميع قطاعات الدولة والمجتمع . هذا الجيل سوف يكون لهُ تأثيرهُ البارز في الإنتخابات القادمة .. وصوته الذي سيُرّجح الكفة . نعم ... فأطفال 2003 الذين كانوا في الثامنة فقط ، سيدلون بدلوهم في 2013 . فهل سيكون تأثيرهم إيجابياً أم سلبياُ ، بالنسبة الى التغيير وإختيار الأكفأ والأفضل ؟.
- أعتقد ان الأجيال الأخرى ، أي الذين اعمارهم من 35 سنة فما فوق .. والذين شهدوا " أو على الأصح غالبيتهم " تجارب مريرة في العهد السابق ، وتفاقمتْ هذه التجارب بعد 2003 .. فأن نسبة كبيرة منهم ، تُعاني من الإحباط المُزمن ، والشعور باليأس والملل ، والوصول الى حافة اللامُبالاة .. فأن الكثير منهم .. كما أرى ، أما لن يُشاركوا في الإنتخابات أصلاً .. أو سيستمرون في إختيار الفاسدين والمغامرين ، مُنساقين خلف نفس الشعارات ، التي تُسّوِق لهم الوهم ، تحت يافطات دينية ومذهبية وقومية وعشائرية .. علماً ان " ومرةً ثانية ، لعدم وجود إحصائيات دقيقة " ، فأجازف بالقول ، ان نسبةً مهمة من هؤلاء ، اُمِيون او أشباه أميين .. ولم تتوفر لهم فُرص الإرتقاء بوعيهم بشكلٍ كافٍ .. ولهذا لا يزال من السهل ، ان تُؤثر عليهم ، شعارات أحزاب الاسلام السياسي المُخادعة ، والأحزاب التي تّدعي الوطنية والقومية .. رغم تَمّرُغ هذه الاحزاب ، عموماً .. في بُركة الفساد العَفِنة . [ طبعاً انا لا اعني النُخبة المثقفة الواعية ، والتي هي تُشكل قِلّة في إعتقادي .. بل أعني الكُتلة الإنتخابية الواسعة ] .
- هنالكَ أملٌ ، في الشباب الذين ذكرتهم في الفقرة الاولى .. من الذين اعمارهم بين 18 / 25 سنة .. هؤلاء لم يتلوثوا كثيراً ، بآيدلوجية صدام وحكمه الفاشي .. وكذلك لم يلحقوا ان يُصابوا بالإحباط ، او اليأس من التغيير ، حتى اليوم .. فما زالَ المُستقبل أمامهم واسعاً .. والأبواب مُشّرعة لهم إذا قرروا الحركة والعمل المُنظَم . لاسيما انهم ، بعكسنا نحنُ العجائز .. انهم جيل الكومبيوتر والأنترنيت والهواتف النقالة .. جيل الفيسبوك ووسائل الإتصال السريعة والمعلوماتية .
صحيحٌ انهم نِتاج مجتمعنا المتخلف ... لكنهم بالمُقابل ، يمتلكون أدوات التغيير نحو الاحسن : إندفاع وحماس الشباب ، زائداً وسائل الإتصال وتكنولوجيا المعلومات ولوبحدودها الدُنيا .. شخصياً ، أعتقد ان هؤلاء الشباب ، لن يرتضوا الواقع الفاسد بكل جوانبه ، ولا التضييق على حرياتهم .. فقط هُم بحاجة الى معرفة مَنْ هُم المُرشحون الأنزَه والأكفأ .
15/12/2012