|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة 18/1/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

صِراعٌ على دستور أقليم كردستان

امين يونس

الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول ، ان إعادة مشروع دستور أقليم كردستان ، الى البرلمان ، لإعادة النظر فيه .. بحاجة الى توافق سياسي ، وان هذا التوافُق غير مُتوفِر حالياً ، لأنه أي الحزب الديمقراطي لا يُوافق على ذلك !. والمسألةُ ومافيها ، ان الغاية الرئيسية من " تغيير " الدستور ، هي جعل نظام الحُكم في الأقليم [ برلمانياً ] إسوةٍ ببغداد ، وليسَ [ رئاسياً ] كما هو الآن . أي بتعبيرٍ آخر : إنتخاب رئيس الأقليم في البرلمان ، وليسَ من خلال إنتخابات عامة مباشرة .. أي ان تكون سُلطة البرلمان أعلى من سلطة رئيس الأقليم ، أي ان يقوم البرلمان بتنصيب الرئيس او إعفاءه من منصبه . أي بترجمة ذلك كله .. سَحب البساط من تحت قَدَمي الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتالي السيد مسعود البارزاني ! .

وفي المُقابل ، ان الرئيس البارزاني ، قد اُنتُخِبَ فعلاً في إنتخابات عامة ، كان له فيها مُنافسون أشداء ، ولقد حصل على ما يُقارب ال 69% من اصوات الناخبين . ولقد جرى ذلك حينها ، بعد " الإتفاق الإستراتيجي " بين الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، وإتفاقهما على [ توزيع ] السلطة والنفوذ ، فيما بينهما ، في كُل من اربيل وبغداد . ولقد أصّرَ البارزاني ، ان يصبح رئيساً للأقليم من خلال " إنتخابات عامة " وليس من خلال البرلمان .. ورضخَ الإتحاد الوطني لذلك الشرط ، لأنه كان حينها يُعاني من ضغوطات كثيرة ويشعر بالضعف النسبي تجاه الديمقراطي ! .

أما الآن .. فلقد إختلفتْ الامور نوعما .. لا سيما بعد " الغياب الفعلي " للسيد جلال الطالباني ، عن الساحة .. وبزوغ النزعات البعيدة عن روح الإتفاق الإستراتيجي ، بين العديد من قيادات الاتحاد الوطني ، والتي تدعو " ولو بصوتٍ خافت الى حين " ، الى توحيد الجهود ، من اجل جعل نظام الحكم في الاقليم برلمانياً .. بالتماهي مع مطالب " المعارضة " المتمثلة بحركة كوران والحزبَين الإسلاميين . وبالفعل ، فأن جمع تواقيع (53) عضو برلماني " كما تقول أوساط المُعارضة " .. من اجل إعادة صياغة مشروع دستور الأقليم .. يعني ببساطة ، ان معظم نواب الإتحاد الوطني الكردستاني ، قد إصطفوا مع المُطالبين بجعل النظام برلمانياً .. والمُلفِتْ ، ان مُمثلي " الأحزاب الصغيرة " إذا جاز التعبير ، أي الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي الكردستاني وغيرهما ، والمحسوبين تقليدياً ، على الحزب الديمقراطي .. قد وّقعوا أيضاً على الطلب ! . أعتقد ان هذه الخطوة ، هي بمثابة .. تكسير فعلي ، لجزءٍ من جدار الإتفاق الإستراتيجي ، وستتبعه لاحقاً خطوات اُخرى بالتأكيد " إذا سارتْ الامور على نفس المنوال " !.

وعلى صعيدٍ آخر .. وضمن سلسلة الدعايات والدعايات المُضادة .. فأن بعض أوساط الحزب الديمقراطي الكردستاني ، تُرَوِج .. بأن هنالك شخصيات قيادية مُهمة في الإتحاد الوطني الكردستاني ، سوف تلتحق قريباً بالحزب الديمقراطي وتنظَم إليهِ رسمياً ، بعد ان وُعِدَتْ بمناصب وإمتيازات كبيرة ! .. لاسيما وان قسماً آخر سينضم الى حركة التغيير ! .

قد تكون هذه مُجّرَد إشاعات لا أساسَ لها من الصِحة . ولكن هنالك إنطباعٌ عام ، كما يبدو .. بأن الإصطفافات التي كانتْ مُناسبة كردستانياً ، قبل بضع سنوات ، بأشكالها وتوازناتها القديمة ... لم تَعُد كذلك الآن ! .

 

16/1/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter