|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 16/9/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في إنتظار الرئيس

امين يونس

كما " تنتظر " شخصيات صموئيل بيكيت ، " غودو " الذي لا يأتي .. فنحن العراقيين ننتظر : شخصاً خارقاً ، أو نبياً ، مُخّلِصاً ، مَهدِياً ، مسيحاً ، أياً يكُنْ ... لينقذنا مِما نحنُ فيه . وإذا كانتْ هذه الإحتمالات كُلها .. غير واقعية ووهمية ومُجرد سرابٍ خادع .. فأننا عملياً .. ننتظر فخامة الرئيس جلال الطالباني .. ليعود من اوروبا .. عّلهُ يجد لنا حلولاً لمشاكلنا العويصة .. فهل نحنُ مُحقون ان نضع آمالنا العريضة .. بمجئ فخامته ؟

- قبل الأزمة الاخيرة وفي بدايتها وأثناء إشتدادها .. كان الرئيس .. موجوداً ، ولم يستطع الخروج من شرنقة الإزدواجية التي إرتضى ، ان يكون فيها منذ البداية .. فحين توافقتْ الأطراف السياسية ، ان يتسنم منصب رئيس الجمهورية .. كان من المُفترَض بهِ ان " يستقيل " من زعامة حزبه ، الإتحاد الوطني الكردستاني .. ليكون بِحَق رئيساً لكل العراقيين .. لكنه لم يفعل ! . وفي إجتماع أربيل العتيد ، كان هو من المتحمسين لإستجواب المالكي وسحب الثقة منه " بإعتباره رئيساً للإتحاد الوطني كما يبدو " ، لكنه رفض التوقيع على وثيقة أربيل " بإعتباره رئيساً للجمهورية كما يبدو ! " . أعتقد ان مُجمل سياسة الرئيس في السنوات الماضية ولحد الان .. تشكو من الإضطراب والقلق .. بسبب تصارع الولاءات عنده ، بين حزبه وموقعه كرئيس للدولة .

- لو فعل الرئيس جلال الطالباني ، ذلك وإستقال من حزبهِ .. لكانتْ سابقة تُحسَب له ، ولأحرجَ بقية الزعامات ودفعها للإقتداء بهِ .. من رئيس الوزراء الى رئيس مجلس النواب وصولاً الى رئيس أقليم كردستان . ففي الحقيقة .. كُل هؤلاء ، يعملون ليل نهار ، من اجل مصالح أحزابهم وكُتلهم السياسية وأشخاصهم .. أكثر بكثير ، مما يعملون من أجل الوطن ككُل !.

- الصراع والتنافُس بين الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني .. يخرج تدريجياً من الخفاء الى العَلَن .. وآخر مثال على ذلك .. هو التصويت الذي جرى في مجلس النواب العراقي ، قبل يومَين .. حول عدد مفوضي المفوضية العليا للإنتخابات .. حيث تقاطعتْ مواقف نواب الحزبَين بصورة واضحة لأول مرة . وقبلها الخلافات في كركوك حول لجان المادة 140. وقبلها إختلاف الموقف حول سحب الثقة من المالكي .. والموقف من الازمة السورية وحتى المواقف المتباينة في كيفية التعامل مع بغداد بصدد مجموع المشاكل الموجودة . أي بالمُجمَل .. فأن " إقتراحات " فخامة الرئيس الطالباني ، عندما يعود .. بالنسبة الى حَل الأزمات العديدة .. لن تكون ، مُرّحَباً بها " بالكامل " .. كُردستانياً ( أي من قِبَل الحزب الديمقراطي تحديداً ) .. بل سيطالب الديمقراطي .. بمزيدٍ من الوضوح في المواقف ويطالب الطالباني ، بالإصطفاف معه حسب الإتفاقات القديمة المُبرَمة بينهما .

- إذا رضخَ الطالباني ، الى طلبات " شريكه الإستراتيجي " .. وتبَنى نفس مواقف الحزب الديمقراطي .. فأنه بذلك يفقد صِفة "الحياد" التي حاولَ تكوينها في الفترة الماضية .. ولن يكون وسيطاً مقبولاً من قِبَل المالكي وجبهته .. أما لو إستمَرَ في إنتهاج " مواقف مُختلفة عن مواقف البارزاني " في المواضيع الأساسية .. فأنه سيزيد الشرخ الداخلي الكردستاني .. وبالتالي ، لن يكون مقبولاً كوسيط مِنْ قِبَل البارزاني ! .

- الحراك السياسي ، في أوجِهِ .. والإصطفافات تجري على قدمٍ وساق .. وعلى كافة الأصعدة .. أرى ان كُل الأطراف السياسية العراقية ، تُحّضِر للمرحلة القادمة وتهدر الوقت " عمداً " من أجل إجتياز الفترة المتبقية من عمر الحكومة ، إرتباطاَ بتوضح الرؤية بالنسبة الى الأزمة السورية " حيث من المُفترَض ان ترسي على بَر لغاية الصيف القادم " .. وليس من المُستبعد ان تبرز على الساحة ، تحالفات سياسية مُختلفة عن سابقاتها بصورةٍ كبيرة .

.......................................

" غودو " الذي لم يأتِ .. أصبحَ مَعلَماَ كبيراً في المسرح العالمي .. فهل سيستطيع فخامة الرئيس الذي سوف يأتي .. ان يكون رمزاً في المسرح السياسي العراقي ؟

 

15/9/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter