|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 15 / 6 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !

امين يونس

" إجتمع السُلطان مع مُستشاريهِ .. طالباً منهم ، إستصدار قوانين جديدة ، لزيادة الضرائب على الناس ، بأي طريقةٍ كانتْ . فإقترحَ أحدهم .. أن يُؤخَذ درهم من كُل واحد يدخل المدينة ، يكون إسمه محمد ، وأردف ، لكي يُثبت إخلاصه : ودرهمٌ مِمَن أسم والده مصطفى .. وقال آخر : ودرهم من كُل شخصٍ يحمل أكثر من عشر بيضات .. وآخر إقترح : ودرهم من أي شخصٍ مُصاب بالبواسير ! . في اليوم التالي .. إصطفتْ شرطة السلطان عند مدخل المدينة ، لتنفيذ الأوامر السُلطانية . وكانوا يوقفون الناس ويسألونهم أو يحققون معهم ويجبون الدراهم . فوصل رجلٌ ومعه زوجته .. فقالتْ المرأة أن زوجها مريض ويُعاني من إلتهابٍ حاد في الفم والحنجرة ، بحيث لايستطيع الكلام . فسألوها ماهو أسمه : قالتْ ببراءة : محمد .. قالوا : عليكم ان تدفعوا درهماً بأمر السُلطان ! .. فدفعوا . وما أسم أبيهِ : قالتْ : انه إبن عمي ، مُصطفى ! . أوه مصطفى .. هاتوا درهما آخر . فإعترضتْ المرأة ، فحاولَ شُرطي دفعها ، لكنها زاغتْ قائلة : ويحك .. كُدتَ تكسر البيض الذي معنا ! . قالوا : كم عدد البيض ؟ قالتْ : ثلاثين . عليكم ان تدفعوا ثلاثة دراهم بأمر السُلطان ! . فإغتاظَ الرجل وأبدى إستياءه . فركله الشُرطي على مؤخرتهِ . صاحتْ المرأة : حرامٌ عليكم .. انه مصابٌ بالبواسير . قالوا : حسناً : هاتوا درهماً آخر أيضاً .. بأمر مولانا السُلطان ! .. على أية حال ، إضطرَ الرجل وزوجته ، ان يدفعا كُل ما معهما ، ولَعَنا اليوم الذي قَررا فيه دخول المدينة ! " .
يوجدُ مَقرٌ لحركة كوران " التغيير " في مدينة دهوك .. ومقرٌ آخر في زاخو وبعض المُدن الاخرى أيضاً ، في منطقة بهدينان . كذلك تنتشر مقرات الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية ، في العديد من مُدن وقصبات المنطقة . أي انه من الناحية " الشَكلية " ، هنالك تواجُد لمقرات أحزاب المُعارضة ، في محافظة دهوك . لكن في الواقع .. نشاط هذه المقرات ، محدود ومتواضِع .. ولا تستطيع إقامة فعاليات جماهيرية واسعة [ ليسَ لإفتقارِها للمُؤيدين .. بل بسبب ، ان الذاكرة الجمعية ، لا تزال طازجة ، حين اُحرِقَتْ تلك المقرات عن بكرة أبيها ، وفي أكثر من مناسبة ] .. ونُكِلَ بالعديد من منتسبي هذه الأحزاب .
مما لاشكَ فيهِ .. ان جميع احزاب المُعارضة ، تمتلك حداً معقولاً من الشعبية في منطقة بهدينان .. لكني ، أرى ان الضغوط النفسية ، عليها .. والحصار مُتعّدِد الجوانب المفروض عليها .. جَعلَ قيادات هذه الأحزاب .. تترّدَد في المُواجهة .. وتتريث في إتخاذ خطوات عملية ، يُشْتَمُ منها رائحة التَحّدي لسُلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني ! . فما عدا ظهور المسؤولين المحليين لهذه الاحزاب في بعض وسائل الإعلام " المُعارِضة " .. ولا سيما في الفترة الاخيرة .. وتصريحات قادة المعارضة ، من قبيل .. توّقُع قيادي في الإتحاد الإسلامي : ان الإنتخابات القادمة سوف تشهَد تحولات كبيرة لصالح الأحزاب الإسلامية . وتصريح السيد نوشيروان مصطفى : ان حركة كوران في منطقة بهدينان ، ستُفّجِر مُفاجأة في الإنتخابات المُقبلة ، وستكسر إحتكار السُلطة ! .
ما عدا .. المعركة الإعلامية المُبَكِرة .. بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من جهة .. وأحزاب المُعارضة ، من جهةٍ اُخرى .. في منطقة بهدينان .. فليسَ هنالكَ على الأرض .. نشاطٌ علني ملحوظ لأحزاب المُعارضة . فأما ان يكون ذلك : تحصيل حاصل ، يُشير الى ضُعف هذه الأحزاب في الواقع .. أو ان قيادات هذه الاحزاب ، إرتأتْ أن لا تستفز السلطات في المنطقة ، ووجهتْ جماهيرها ومُؤيديها ، الركون الى الهدوء ، والإكتفاء بالمُشاركة الواسعة في يوم الإنتخاب ! .
............................

عموماً .. رغم كُل " الدراهم " التي أُخِذَتْ منهم .. أتمنى من كُل قلبي ، أن لا يندموا على اليوم الذي قرروا فيه دخول المدينة ! .

 

12/6/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter