|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 15/9/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بين العقل والعاطفة

امين يونس

مرةً ثانية .. أثبتَ المسلمون " المتعصبون " .. أنهم مُستعدون وعن طيب خاطر .. ان تتلاعب بهم .. الجهات المخابراتية الغربية ، التي تَفتعل بين الحين والحين ، قضية سخيفة هُنا وهناك .. كأن يقوم شخصٌ معتوه بحرق القرآن أو ينشر آخر رسومات عن الاسلام ورموزه .. او كما يجري هذه الأيام .. من ضّجةٍ لا معنى لها ، عن فلمٍ تافهٍ .. قام المتأسلمون ، بخلق دعايةٍ مجانية له .. لم تكن تستطيع ، أرقى مكاتب الدعاية والإعلان ، فعل ذلك ! .

- أنا مُتأكِد .. انه لو كانَ رَد فعل المسلمين في البلدان الاسلامية او المهجر ، حول موضوع الفلم السينمائي .. مُنحصراً .. في مُجابهتهِ ( إعلامياً ) .. وفضح غاياته السيئة وأهدافه المشبوهة الداعية الى نشر الكراهية بين الاديان .. فأنهم اي المسلمين كانوا نجحوا بسهولةٍ تامة .. ولأنتصروا على الجهات التي رتبتْ ودعمتْ إنتاج الفلم ، وأفشلوا مراميهم الخبيثة . أي بعبارةٍ اُخرى .. لو جنحَ المسلمون الى [ العقل ] في مُعالجة الامر ، لحصلوا على نتائج ممتازة . لكن الذين خططوا للموضوع برمتهِ .. كانوا يعرفون .. بل كانوا مُتأكدين .. ان صوت المسلمين العقلاء ضعيف وباهت .. وان الصوت الذي سيعلو ، هو صوت المتطرفين والمتزمتين .. أي اللاجئين الى [ العاطفة ] وليس العقل .. ولا سيما في الدول التي مَرتْ بتجربة ما يُسمى " الربيع العربي " مثل تونس وليبيا ومصر واليمن .. ناهيك عن الدول الاسلامية الاخرى .

- كُل ( السُلطات ) إستفادتْ من قضية الفلم العتيد .. فالشعب المصري الذي يعاني من عشرات المشاكل المعيشية اليومية ، والذي يتم تضييق حرياته يوماً بعد يوم .. اُلهِيَ بمظاهرات وتجمعات في محيط السفارة الامريكية .. وكأن ذلك أهم من حَل أزماته المستفحلة . في ليبيا ، تتكرس الفوضى العارمة في كُل المرافق .. وتُنَحى كافة مطالب الإصلاح الجذري ، ليتصدر المشهد ، إقتحام السفارة الامريكية وقتل السفير " منذ سنتَين والولايات المتحدة كانتْ عاجزة عن تقديم ذريعة لإستقدام قطع حربية كبيرة قرب السواحل الليبية .. واليوم وبكل هدوء جاءت مدمرتين بحجة مُراقبة الوضع ! " .. في تونس والمغرب واليمن وايران والصومال والسودان ... الخ .. دفعتْ الجماهير العريضة ، بِكُل إحتياجاتها للخُبز والحرية والكرامة .. الى الخلف .. وأصبحتْ المُظاهرات العنيفة ضد الغرب والولايات المتحدة تحديداً ، هي الأولوية ! . الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها ، أعلنتْ بوضوح انها لا تؤيد مثل هذه الأفلام المسيئة ولا تقبل إهانة أي من الأديان . وكأن هذه المظاهرات تُحارب طواحين الهواء !.

- لماذا المظاهرات كبيرة و" عنيفة " ومنفلتة ، في مصر وليبيا واليمن والسودان والصومال وباكستان وافغانستان .. وضعيفة ومُسيطر عليها وعقلانية الى حدٍ ما ، في ايران وبعض مدن تركيا واندونيسيا وماليزيا.. وشُبه معدومة في السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى " وفيها  أكبر القواعد العسكرية الامريكية وأهم السفارات " ؟ . أعتقد .. ان البلدان التي وارداتها عالية ، ونسبة الفقر والبطالة قليلة .. " مثل قطر والسعودية " ورغم انهما منبع وممول الأفكار المتطرفة .. فأن إحتمالات خروج مظاهرات " عنيفة " ضد السفارات والقواعد الامريكية ، شُبه مُستحيلة .. للترابط العضوي بين هذه الانظمة والغرب عموماً . بينما بلدان تُعاني من أزمات شديدة ، إقتصادية وسياسية وامنية .. فأن إلهاء الجماهير بمثل هذه الامور .. يُفيد السلطات عموماً .. ولا تؤثر بالنتيجة ، لا على الولايات المتحدة الامريكية ولا الغرب .

 

13/9/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter