|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 13/11/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اللاجئين السوريين في مُخيم " دوميز "

امين يونس

مُخّيَم اللاجئين السوريين في أطراف محافظة دهوك ، يضُم أكثر من ثلاثين ألف شخص .. ترعاهُم من الناحية الرسمية ، حكومة أقليم كردستان ، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين العائدة للأمم المتحدة ، والهلال الأحمر العراقي .. إضافةً الى العديد من منظمات المجتمع المدني  والجمعيات الخيرية . علماً ان الغالبية العُظمى من هؤلاء اللاجئين هُم من كُرد سوريا . ويُمكن القول ، ان أوضاعهم بصورةٍ عامة ، رُبما تكون أفضل من أوضاع أقرانهم اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا والأردن ولبنان وحتى القائم .  من الطبيعي ، ان هذا لايعني .. ان الأمور ممتازة وليست هنالك نواقص وسلبيات .. بل ان فيها الكثير في الواقع ، وهذه بعض الملاحظات العامة :

- ان العراق عموماً ، وكردستان خصوصاً .. خلال النصف قرن الماضي ، لم يشهد حركة لاجئين واسعة من دول الجوار بإتجاه العراق . بل على العكس من ذلك .. كان العراقيين عادةً ، هُم الذين يهربون من حكوماتهم المُستبدة ، ويلجئون الى دول الجوار خوفاً من الملاحقة والحروب المجانية المتكررة . وهذه هي المرة الاولى ، التي يستقبل فيها الأقليم ، مثل هذا العدد الكبير نسبياً من اللاجئين " حيث قَدِم لاجئون سوريون أكراد الى الأقليم قبل حوالي ثمانية سنوات ، بعد ألأحداث العنيفة في القامشلي ومدن اُخرى ، وجاوز عددهم بضعة آلاف فقط " .

- قبل أشهُر ، سُمِحَ للكثير من اللاجئين السوريين ، الدخول الى مُدن الاقليم للعمل ، علماً ان معظمهم يمتلكون مهارات العمل في قطاعات البناء المختلفة .. ولكن تَبّينَ سريعاً ، ان هذه الخطوة كانتْ إرتجالية ، لأنهم أثّروا سلباً على القوى العاملة في تلك المُدن .. حيث ان اللاجئين عملوا بأجور أدنى من المُعتاد .. مما وّلَد إستياءاً وعدم رضى لدى العمال المحليين ! .. ولم تقتصر هذه الظاهرة على مُدن محافظة دهوك ، بل ان هنالك العديد من العمال السوريين يعملون أيضاً في محافظتَي أربيل والسليمانية . [ علماً انه في الأشهُر الاخيرة ، وبعد هبوط قيمة العُملة الإيرانية والأزمة الإقتصادية هناك ، فأن مئات العمال الإيرانيين يدخلون الى الأقليم يومياً ، من اجل العمل ، ولا سيما في محافظة السليمانية .. ولا يستطيع العمال المحليون منافستهم ] .

- على الرغم من فتح بعض المدارس ، في المُخّيم .. وعدد من الساحات والملاعب ، وبعض القاعات لتدريب الفتيات والشُبان على تعلُم المهن والحرف .. إلا انها غير كافية بالطيع لإستيعاب الغالبية . إضافةً ، الى ان الآليات المُتبعة ، لجمع وتوزيع المساعدات القادمة من مُختلف الجهات ، ليست في المستوى المطلوب ولا الكفاءة المرجوة .. وتفتقر أحيانا الى العدالة .. فأن بعض المشاكل والإضطرابات تحدث في المخيم ، بين الحين والحين .

- سأُغامِر بالقول .. ان هنالك بعض اللاجئين السوريين في المُخّيم ، لايمتلكون الطبيعة المُسالمة والوديعة التي يتسِم بها أهالي المنطقة ، بصورةٍ عامة . وأقول [[ البعض القليل ]] .. حتى لا اُتَهَم بالتعميم .. فليس جميع اللاجئين ذوي طبائع سيئة ، كما انه ، ليسَ كُل أهالي دهوك والأقليم ، ملائكة ومُحترمون . ولكن في الواقع ، حدثتْ في الآونة الاخيرة ، العديد من جرائم السرقة من البيوت ، واُلقيَ القبض على بعضهم ، وكانوا للأسف من اللاجئين .. كما حدثت عمليات خطف وسلب سيارات الأجرة ، بوتيرةٍ لم تشهدها المنطقة من قبل ! .

- من الجانب الآخر .. لنعترِف بأننا ، لانمتلك إرثاً ولا تجربة طويلة ، ولا ثقافة .. إستيعاب " اللاجئين " .. فاللاجئ أي لاجئ .. لايهرب ويترك داره وأملاكه ووطنه ، مُخّيَراً على الإطلاق .. بل هو مُجبَر على ذلك بالتأكيد . وحين يلجأ إليك ، فأنه يتوقع ، الأمان وبعضاً من الكرامة على الاقل . ونحن العراقيين عموماً .. والكُرد خصوصاً .. خبرنا ذلك طوال سنوات .. حين لجأنا الى إيران وسوريا وحتى تركيا .. وللحق أقول وأدّعي .. ان تعامُل الناس العاديين في هذه الدول ، كان ممتازاً مع اللاجئين العراقيين عموماً ، وقدموا الكثير لنا قدر المستطاع .. بل ان حتى حكوماتها ، ولا سيما في سوريا وإيران ، كانتْ متفهمة الى حدٍ ما .

..............................

ان حكومة أقليم كردستان ، بحاجة الى بذل جهود أكثر ، وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة ، من مكاتب الأمم المتحدة والصليب الاحمر والمنظمات المختلفة والحكومة الإتحادية .. الخ . لتحسين طروف المعيشة في مُخيم دوميز ، لاسيما ونحن في بداية فصل الشتاء .. وإيجاد آليات مناسبة ، لتشغيل الراغبين في العمل ، بحيث لايؤثرون على العمال المحليين .. وتكريس المعاملة الإنسانية مع اللاجئين ، بما يحفظ لهم كرامتهم .

11/11/2012
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter