|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 13/12/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مُجّرَد دعايات مُغرِضة

امين يونس

تواردتْ أنباءٌ ، على ان " نوري المالكي " قامَ من خلال أحد وكلاءهِ ، ببيع قطعة الأرض العائدة له ، في مدينة أربيل ، والبالغة مساحتها 600 متر مربع ، في شارع الوزراء .. بتسعمئة ألف دولار فقط لاغيرها ! .. ويُقال ان " نيجيرفان البارزاني " كان قد قّدمَ هذه القطعة ، هدية الى نوري المالكي في عام 2005 . طبعاً من المُمكن ان تكون هذه كُلها إشاعات مُغرِضة ودعايات لا أساسَ لها من الصِحة .. ومن الممكن ايضاً ان تكون صحيحة .

ولندعو ونتمنى ، ان تكون هذه الأقاويل ، مُلّفقة وكاذبة ولا تعدو ان تكون إلا جُزءاً من الحرب الإعلامية الشاملة بين المالكي والاقليم . ولكن من باب الإحتياط ، يجب ان لانهمُل [ إحتمال ان تكون هذه الاخبار صحيحة وذات مصداقية ] .. وحينها أرى ان نُلاحظ ما يلي :

- قطعة الأرض المزعومة تلك ، تقع في أرقى منطقة في أربيل .. وقد يُفّكَر بعض المُشككين ان السعر الذي بيعتْ به غير معقول وعالٍ جداً .. فأقول لهم ان المتر المُربع بيعَ ب "1500" دولار .. وهذا شئ طبيعي ، وهي أسعار شائعة كذلك في السليمانية ودهوك ! .

- في 2005 ، كان نوري المالكي ، مُجرد احد قيادات حزب الدعوة ولم يكُن الرجُل الاول لا في الحزب ولا في الحكومة .. ومع هذا بادرَ القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ورئيس الوزراء المخضرم " نيجيرفان بارزاني " .. بتكريم المالكي ، بقطعة أرض ممتازة في وسط أربيل ! . ترى كم قطعة أرض اُخرى ، قّدمها السيد نيجيرفان وغيره من مسؤولي وقياديي الحزبَين الحاكِمَين ، الى العديد من الشخصيات العراقية ؟ . فمن المُتوقع ان يكون الرئيس طالباني ، قد أثبتَ انه كريم ومعطاء أيضاً .. فأهدى قطع أراضي وقصوراً ، الى العديد من المسؤولين السابقين او الحاليين في بغداد .. ومن المتوقع أيضاً ، ان يكون السيد مسعود البارزاني ، قد فعلَ ذلك أيضاً .

- يُقال [ ومعظم الأخبار عندنا ، تشبه الأقاويل والدعايات ، التي لا تعتمد على وثائق وإثباتات ] .. ان أياد علاوي / ومحمود المشهداني / وطارق الهاشمي / وميسون الدملوجي / وصفية السهيل وعادل عبد المهدي / واسامة النجيفي وأثيل النجيفي / وبهاء الأعرجي / واياد السامرائي / وباقر جبر صولاغ / والعديد من أعضاء مجلس النواب العراقي من الأحزاب غير الكردية ، والكثير من الكُتاب والصحفيين العراقيين والعرب ... الخ . كُل هؤلاء قد حصلوا على قصور أو قُطع أراضي في اربيل والسليمانية ، وفي مواقع ممتازة او جيدة ، حسب أهمية الشخصية المعنِية . ويُقال أيضاً ، ان الحجة او الذريعة ، التي يستند عليها قادة أقليم كردستان ، في هذه الإهداءات : " ان الأقليم يستفيد كثيراً من الخدمات التي تُقدمها هذه الشخصيات من خلال مواقعها الرسمية او الحزبية ، ومواقفها المُساندة للكُرد! " .

- ويُقال كذلك ، ان قادة أقليم كردستان أنفسهم ، وحسب درجة أهميتهم ونفوذهم وتسلسلهم في هرم السلطة .. في أربيل والسليمانية .. قد إستحوذوا على مساحات شاسعة ، من احسن الأراضي وأغلاها ، في كافة مُدن الاقليم .. وأقاموا عليها قصوراً فخمة ضخمة .

فلو إفترضنا جدلاً ، ان " مصلحة الأقليم " تقتضي ان تُهدى بعض القصور والأراضي ، الى شخصيات عربية متنفذة في بغداد والموصل وغيرها .. فما هي الحجة التي يستندون عليها ، في إستحواذهم ، أي مسؤولي الأقليم ، على كُل هذه الاراضي لأنفُسِهم ؟!

....................................

[[ إذا ]] كانتْ معلومة ، ان المالكي باع قطعة الأرض المُعطاة له في اربيل ، صحيحة .. فذلك يُشير الى أمرَين : الأول ، هو بُطلان إدعاءات المالكي بأنه نزيه وعفيف .. والثاني ، هو التصّرُف غير القانوني لقادة الأقليم بالممتلكات العامة .

و [[ إذا ]] كانتْ معلومة ، ان مسؤولي الأقليم يحصلون على أراضي ذات مساحات كبيرة ، في أفضل المواقع في طول الأقليم وعرضه ، بأساليب مُلتوية .. فذلك مؤشرٌ خطير ، على حنثهم بالقَسَم ، حول محافظتهم وسهرهم على الممتلكات العامة .. ودليلٌ على وجود فسادٍ كبير .. حيث ان الأرض وما تحتها وما عليها ، ليستْ مُلكاً للمسؤولين والأحزاب الحاكمة .. وليستْ مُلكاً للناس الموجودين حالياً فقط .. بل هي مُلك الاجيال القادمة أيضاً .. فليسَ من حَق أحد التصرُف بها ، بِهذهِ الخِفة !.

...............................

حّبذا لو كانتْ كُل هذه " الأقاويل " مُجرَد أكاذيب وإفتراءات ومُبالغات .

 

11/12/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter