|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 13/3/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شعبُ أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً

امين يونس

- إلتقيتُ في أربيل ، بأحد معارفي .. وهو من أهالي بغداد ، عربي شيعي المذهب .. خرجَ من العراق في 2005 ، ولأنه ميسور الحال نوعَما ، فلقد تنقلَ بين عمان ولندن في البداية ، لكنه إستقر في دمشق لعدة سنوات .. وأخيراً إضطرَ الى ترك سوريا أيضاً بعد بدء القلاقل هناك .. وهو الان في أربيل منذ أكثر من سنة .. خلال أحاديثنا .. كنتُ بين الحين والحين ، اُشيرُ الى السلبيات والنواقص الموجودة عندنا في الأقليم .. من قبيل الفساد وسوء الإدارة .. لكنهُ قالَ : هل تخاف من الإختطاف او السلب او القتل او إنفجار عبوة او سيارة مُفخخة .. حين تتمشى في مُدن الاقليم ؟ قلتُ له : كلا . قال : هل انتَ آمِن في منزلك على حياتك ومالك ؟ قلتُ : نعم . أجابَ فوراً : إذنْ إحمد الله ليلاً ونهاراً على هذه النعمة ، رغم الفساد وسوء الإدارة ! .

- إجتمعتُ في الموصل مع أستاذٍ جامعي ، من اهالي الموصل ، عربي سُني المذهب .. وكالعادة تطرقنا الى تبادل الآراء حول الوضع السياسي وإحتمالات إجراء إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها ، والنتائج المتوقعة للقوائم المُختلفة .. ثم عرجنا الى الوضع الامني في الموصل ، فقال : رغم الصورة الوردية التي تُرسَم في بعض وسائل الإعلام .. فأن الواقع العملي عكس ذلك .. صحيح ان العمليات الإرهابية المُباشرة ، رُبما خفتَتْ وقّلّتْ ، مُقارنةً بالأعوام السابقة .. لكن المجاميع الإرهابية ، ولاسيما ما يُسمى بدولة العراق الإسلامية والطريقة النقشبندية ، ما تزال تفرض الاتاوات وتجبي الاموال من الكثير من أهالي الموصل .. وهنالك مناطق ومحلات تحت سيطرتها الفعلية ولا سيما في الليل ! . ياعزيزي ، أقول لك الحَق .. نسبة كبيرة من الموصلليين ، يتمنونَ ان يتمتعوا ب " الأمان والإستقرار " الموجود عندكم في الأقليم ! .

- صديقٌ لي ، من أهالي قرية " الجُبة " في الرمادي .. عُبيدي أصيل .. حّدثني عن الأوضاع الصعبة والمأساوية التي تعيشها منطقتهم .. ليستْ قريتهم تحديداً ، لكن الأنبار عموماً .. فهُم بين فّكَين لايرحمان : الحكومة بأجهزتِها الأمنية التي تتجاوز عليهم في كثير من الأحيان وتأخذ الأخضر بسعر اليابس كما يُقال .. وإدارة المُحافظة التي يُعشش فيها الفساد وتنخر فيها التنافسات الداخلية بين مراكز القوى .. والخلايا الإرهابية النائمة والتي صَحَتْ مُؤخراً .. قالَ لي : بصراحة ، نحنُ نغبطكم على أوضاعكم في اقليم كردستان .. تتحدث عن الفساد وسوء الإدارة ؟ ياعزيزي ، يا ريت جماعَتْنا هنا، يوفرون لنا بعض الأمان والطُمأنينة وقليلاً من الخدمات ، وليستمروا في سرقاتهم ونهبهم .. لا نريد شيئاً أكثر من بعض الأمان والكرامة ! ... يا أخي أنتُم طّماعون ، ما ذا تريدون أكثر ؟ ليس عندكم إنفجارات ولا مُفخخات ولا إغتيالات يومية ! .
...............................................
أعلاه .. نماذج ثلاثة من المواطنين العراقيين من خارج أقليم كردستان ، أشخاص أعرفهم جيداً .. إضافة الى العشرات غيرهم مِمَن ألتقي بهم من مُختلف المحافظات .. رُبما البعض منهم ، يمتعضون أحياناً ، من الإجراءات المُتشددة عند دخولهم للأقليم .. لكنهم يجمعون على شعورهم بالأمان والراحة في الأقليم .

لكن الخطورة تكمن ، أن تستكين إدارتنا هنا في الأقليم ، الى " إنطباعات " العراقيين من خارج الأقليم ، وتستريح الى مدح إستقرار الحالة الأمنية عندنا ... وتتلكأ من جراء ذلك ، في إجراء إصلاحات جذرية ضرورية .. نعم كما قال صديقي أعلاه ، نحنُ نطمع بالمزيد : نُريد الحَد من الفساد ، نُريد الشفافية في الأداء الحكومي ، نريد العدالة في توزيع الثروات .. وتكافُؤ الفُرص .. وسَريان القانون على الجميع .

 

12/3/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter