|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 12/3/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مُستقِل وليسَ مُحايِد

امين يونس

كما يبدو ، فأنهُ من الصعوبةِ بِمكان ، أن تتعايشَ مع " الجميع " وتُرضيهُم .. دون ان تكون مُتملقاً ومُتزلفاً أو تغمض عينيك عن سلبياتهم . والمُشكلة ، ان " الصديق " يفترض ، انك ينبغي ان تتساهلَ مع أخطاءه لأنه صديقك .. و " الزميل " يعتبر ان التغاضي عن مُخالفاتهِ شئ طبيعي ، لأنه زميلك .. و " القريب " يُفّكر بأنكَ من المُستبعَد أن تنتقده ، لأنه قريبك .. والمُدير او المسؤول او الرئيس ، يعتقد انه من البديهي ، أن تسكت عن أخطاءه وتصمت عن زّلاتهِ وتَطْرَش عن أصواتهِ القبيحة وتعمى عن أفعالهِ الفاسدة .. لأنهُ مسؤولكَ او رئيسك ! . لهذا .. شخصِياً أعتقد ان [ المَرضي عنهُ من الجميع ] هو واحدٌ من إثنيَن : أما ان يكون عديم الشخصية ، خنوعاً ، سلبياً .. يوافق الجميع على آراءهم حتى لو كانتْ مُتعاكسة .. أو مُداهناً ماسحاً للأجواخ حاملاً للأباريق للكُل حتى لو كانوا مُتناقضين ! .
يمُرُ المرءُ بالعديد من الأحداث في الحياة اليومية ، ينبغي ان يكون له فيها [ موقِف ] .. حتى في الأشياء البسيطة والتي يعتبرها البعض تافهة .. حيث ان التراكمات الكَمية الصغيرة ، تُؤدي عادةً الى ظاهرةٍ " نوعِية " .. فإذا كذبَ إبنك الصغير كذبةً ما ، فضحكتَ وإعتبرتْها شطارة ، فأنك بذلك تُقدم له إنموذجاً خاطئاً ، وتُشجِعهُ على المزيد من الكذب ، سواء في البيت او في الخارج . ولو شاهدتَ في طريقكَ المُعتاد زُجاجاً مُتكسراً ، ولم تجمعه وتبعده عن الطريق ، فأنك تُثبت بأنك سلبي وتُساهم في أذية الآخرين .. ناهيك عن عشرات المواقف الأخرى الصغيرة .. مثل إمتناعك عن " اللجوء للواسطة " ، سواء لنفسك أو حتى للآخرين .. فعلى الرغم من القول غير المأثور والخاطئ : ( لا تذهب الى دائرة ، ليسَ عندكَ فيها أحَد ! ) .. فأن الواسطة مَهما تكُن حسنة المقاصد ، فانها بالنتيجة ، إستيلاءٌ على حَق الغير بدون وجه حَق .. وكذلك لل " التحايُل " ألف وجهٍ ووَجه .. فأحياناً تتوفرُ فُرَصٌ فيها خَيارَين ، كِلاهُما شرعِيَين : الأول تستفيد وحدكَ وبصورةٍ كبيرة .. والثاني تستفيد أنتَ قليلاً وبصورةٍ معقولة ويستفيد الآخرون أيضاً .. فلو إخترتَ الخيار الأول ، ورغم قانونيته وشرعيته ، تكون أنانياً وجَشعاً ولا تُبالي بالمصلحة العامة ! . قَد يكون لصوتِكَ تأثيرٌ على نتائج التصويت .. وقد تدرك تمام الإدراك ، ان المُرشَح س نزيهٌ وشريف ، وهو أفضل كثيراً من المُرشح الآخر ص .. لكنك مع ذلك ، تعطي صوتك لِصاد ، لأنه من حزبك او عشيرتك او دينك او مذهبك .. فتُساهم بفعلتكَ هذه ، في تكريس الفساد ! .
.......................
هنالك فرقٌ شاسع ، بين أن تكون [ مُستقِلاً ] وان تكون [ مُحايداً ] .. فالمُستقلُ ، غالباً ، يعني أنه ليسَ مُنظماً الى حزبٍ سياسي ، وذلك شئٌ طبيعي وشائع .. لكن في أحوال العراق الحالية ، يكاد من المُستحيل ، ان تكون " مُحايداً " .. لان الحياد هُنا هو صنو الجُبن ، وهو رديف السلبية ، وهو يشبه التواطُؤ ، وهو التهرُب من إتخاذ موقف ..
أعتقد ان الإنسان المُستقل ، يجب ان لايكون مُحايداً .. بل صاحب مَوقف في كُل صغيرةٍ وكبيرة .

 

11/3/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter