| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الجمعة 10/5/ 2013 أمين يونس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
أبو فلمير
امين يونس
مساء يوم الأحد 5/5/2013 ، فارق الحياة " محمد صالح سياري " المُلَقب " أبو فلمير " .. الشخصية المعروفة في دهوك ، بعد صراعٍ مع مرضٍ عضال ، لم يمهله طويلاً .
أبو فلمير .. المناضل المُخضرَم ، المُعلم الذي ، شارك في النشاط السياسي ، منذ شبابه المُبّكر وإستمرَ حتى اواخر أيامه دون إنقطاع .. حيث خاضَ غمار الاحداث ، بحلوها ومُرِها ، بإنعطافاتها وصعودها وإنكساراتها ، بإنتصاراتها وهزائمها .. طيلة أكثر من نصف قرن . من أبرز خصال أبو فلمير ، الى جانب تفانيهِ ومواصلته ومثابرته .. المرح والتفاؤل والإبتسامة الدائمة المرسومة على شفتيه .
ذهبتُ الى الجامع ، الذي اُقيمتْ فيهِ مراسم التعزية ، يوم الثلاثاء 6/5 .. وكانتْ إحدى اللافتات المُعّلقة ، على الجدار الخارجي ، مكتوبٌ عليها أسمه ولقبه وتأريخ مولده ووفاته ، واللافِتة مُذّيَلة بإسم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في دهوك . على إعتبار ان أبو فلمير ، كما هو معروف ، كان من ابرز قيادات الحزب الشيوعي في المحافظة . وذلك شئٌ طبيعي .. في مثل هذه الحالات .
إلا ان مجهولاً .. كما يبدو ، لم يعجبه الأمر ، ولم يستسغ أن تُكتَب لافتة بأسم الحزب الشيوعي وتُعّلَق على جدار الجامع .. فقامَ خلسةً ، في اليوم الثالث ، برش الصبغ الأسود على عبارة : الحزب الشيوعي في دهوك !!.
.........................
للهِ دّركَ يا أبو فلمير ... حتى في مماتِكَ ، تُريد ان تترك بَصمة .. وكأنكَ كنتَ تدري ، أن مجهولاً .. سوف يقوم .. بشطب أسم الحزب الشيوعي من على لافتتِكَ .. وتريد ان تُحّولَ الأمر الى : طُرفة .. ونُكتة ! . هل تعتقد ، ان الذي فعلها .. يرى واهماً ، ان الأسم يُقّلِل من هيبة وقُدسية المكان ؟ .. أم تراهُ ، يخشى أن تُزاحمهُ على مكانهِ في الجّنة ؟ .. أو رُبما ، إلتبسَ عليهِ الامر .. وتراءى له ، انه في خِضَم حملةٍ إنتخابية مُبكرة ؟ هل ان الفشل ، في ثَنيكَ عن المواصلة ، والفشل في إغراءك والفشل في كسبك الى جانب الأطراف الأخرى ، طيلة سنوات ، هو السبب في تسويد لافتتك ؟ .
.. هنالكَ إحتمالٌ يا أبو فلمير .. أن يكونَ لك يد في هذا الأمر .. فرُبما ، إتفقتَ مع أحدهم وأنتَ على فراش الموت ، أن يقوم بهذهِ الحركة الغريبة .. لكي يصبح الحدث " نادرة " .. فلا يُعبَث ، بلافتةِ تأبينٍ على جدارِ جامع ، كُل يوم ! .
أتخّيلكُ يا أبو فلمير وأنتَ تضحك حين تقرأ المقال !
9/5/2013