|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 10/11/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مخاضات سياسية "1" .. الساحة الكردستانية

امين يونس

أعتقد ان الوضع السياسي العام في العراق ، في خطوطه العريضة .. سيبقى كما هو لغاية مُقتبل عام 2014 .. وذلك لسببٍ بسيط ، هو ان القوى السياسية الفاعلة في الساحة ، أي التحالف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني .. كُلها تُريد حالياً .. المُحافظة على الوضع الراهن ، والتَمُسُك بالمُكتسبات والإمتيازات الكبيرة التي تحصل عليها .. وتأجيل حسم كافة الأمور المُهمة .. الى ما بعد الإنتخابات العامة القادمة . وأرى ان إنتخابات مجالس المحافظات ، التي من المزمع إجراءها في 20/4/2013 .. ستكون تمريناً جيداً لكافة القوى السياسية .. وفضاءاً واسعاً لإطلاق بالونات الإختبار .. وجَس نبض بعضها البعض .. وإستكشافاً مُبكراً لإحتمالات ، التحالف مع هذا الطرف او ذاك .

- على الجانب الكردستاني ، أرى من المُفيد الإشارة الى مايلي : كما يبدو فأن هنالكَ مناقشات وإجتماعات " علنية " بين حِزبَي السلطة وأحزاب المعارضة والأحزاب الاخرى .. وكذلك إجتماعات " سرية " أو " غير رسمية " بين كُل حزب من هذه الأحزاب ، مع حزبٍ آخر أو أكثر .. لإستمزاج الآراء وإمكانية التحالفات . علماً ان هنالك ، شكلٌ من " التفاهمات الضمنية " بين الأحزاب الثلاثة الأكبر " الديمقراطي والإتحاد والتغيير " .. حول كركوك والمناطق المتنازع عليها .. والخطوط العريضة لهذه التفاهمات الضمنية ، تدور في الفلك التالي : إقرار الحزب الديمقراطي ، بنفوذ الإتحاد الوطني وحركة التغيير في كركوك ومناطق ديالى وصلاح الدين المتنازع عليها .. في مُقابل إعتراف الاتحاد الوطني ، بنفوذ الحزب الديمقراطي ، في نينوى .. ( وفي حالة التنسيق الثنائي بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير في كركوك وبعلم الحزب الديمقراطي .. فلا مانع ، من دخول إنتخابات مجالس المحافظات في كركوك ونينوى ، في قائمة موحدة ، ورُبما مع الاتحاد الاسلامي وأحزاب اُخرى أيضاً ) .

- تجري مفاوضات مُستمرة وعلى عدة اصعدة ، بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني .. من أجل إعادة الروح الى " الإتفاق الإستراتيجي " .. أو رُبما " مُراجعة " بعض البنود فيه . وهنالك إحتمالَين لِما ستؤول اليهِ هذه المباحثات : فأما التوصل الى حلول للخلافات في وجهات النظر بين الطرفَين وبالتالي ، تمديد الاتفاق الاستراتيجي الى فترةٍ اُخرى .. والنزول في قائمة واحدة ، وتقسيم النفوذ بينهما بعد إنتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة . أو رُبما حسب الاحتمال الثاني .. عدم التوصل الى حلول مُرضية ، وتأجيل إحتمال " التحالُف " بينهما الى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات ووفقاً لنسب كُل منهما .

ان الإحتمال الاول ، تواجهه بعض المعوقات : منها .. ان الحزب الديمقراطي " مُستاء " في دخيلتهِ ، من المواقف غير الودية للإتحاد الوطني في الآونة الاخيرة ، مثل إصطفاف بعض أعضاء البرلمان في اربيل ، من منتسبي الإتحاد ، مع المعارضة ، في التصويت على التحقيق في بعض قضايا الفساد . ومنها ايضاً ، عرقلة الطالباني ، لمسألة سحب الثقة من المالكي ، وتقاطع موقفيهما بالنسبة للتعامل مع الملف التركي والايراني.. وقبلها تساهُل قوى الأمن في السليمانية مع الذين هاجموا مقر الحزب الديمقراطي . وبالمُقابل فان الإتحاد الوطني ، غير راضٍ عن حصول الحزب الديمقراطي ، على قطعٍ أكبر من الكعكة الكردستانية ، مثل حرمان الإتحاد من أي نفوذٍ في وزارة الموارد الطبيعية .. وكذلك تضييق الخناق على تنظيماته في بهدينان ونينوى حيثما أمكنَ ذلك . إضافةً الى لجوء الإتحاد الوطني في الفترة الأخيرة الى إسلوب ، إطلاق التصريحات مِنْ قبل بعض قيادييه ، بِصدد قضايا إشكالية وعُقدِية قديمة وحديثة ، تؤدي الى ردود افعال متشنجة من الطرف الآخر ، وبالتالي تساعد على التأزيم . هذا كله في جانب ، وفي الجانب الآخر .. فان الحزب الديمقراطي ، يتطّير من " تقارب " مُحتمَل بين الاتحاد وحركة التغيير ، غايته الإلتفاف على الحزب الديمقراطي وسحب البساط من تحت قدميه ! . لكل هذه الأسباب ، أعتقد أن نقاط الإفتراق بين الطرفَين أكثر من نقاط الإلتقاء " في اللحظة الراهنة " على الأقل .

بصورةٍ عامة ، الإتحاد الوطني .. يقبل كما أظُن .. ان يشترك مع الحزب الديمقراطي ، في قائمة موحدة ، في إنتخابات مجالس المحافظات وحتى الإنتخابات العامة .. بشرط .. أن يتقاسما ما يفوزان بهِ [ مُناصفةً ] .. غير ان للحزب الديمقراطي رأياً آخر .. إذ يقول ، بتقسيم المقاعد حسب عدد الاصوات التي يحصل عليها كل طرف . إذ يعتقد الحزب الديمقراطي ، انه سيحوز ( بمفرده ) على أصوات أكثر بصورةٍ واضحة ، في كل من اربيل ودهوك ونينوى ، وكذلك في الانتخابات العامة في بغداد .. وليحصل الاتحاد على نسبة أعلى منه ، في السليمانية وكركوك ( إذ سيتقاسمها على الأرجح مع حركة التغيير والأحزاب الاسلامية ) .. أي بمعنى آخر .. يقترح الحزب الديمقراطي " في حالة عدم التوصل الى إتفاق مع الإتحاد " .. بالنزول في قوائم منفصلة ، ثم التحالف بعد الانتخابات ، بشروط جديدة تعتمد على نتائج الانتخابات !.

- أغلب ما وردَ أعلاه .. هو ما يُفكر فيه الحزبان الديمقراطي والإتحاد .. لكن الساحة الكردستانية ، ليست حكراً عليهما كما هو معلوم .. فان حركة التغيير عندها ما تقوله ! .. وكذلك الإتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية .. بل والشيوعي الكردستاني والإشتراكي والكادحين أيضاً .

وزيارة " نوشيروان مصطفى " قبل يومَين ، الى كركوك ولقاءه مع المحافظ وبعض اعضاء مجلس المحافظة ، ذات رمزية مُهمة .. فهو يقول للجميع : أنا موجود ! . رُبما لاتمتلك حركة التغيير خيارات عديدة ، لكن لن تتوقف مُحاولات المالكي ، لإستمالة الحركة وشق الصف الكردي .. والسؤال هو : هل ان جمال وفتنة المالكي ، ستنجح في النهاية في إغراء وإغواء ، حركة التغيير " حتى بالتزامن مع جَر الطالباني نفسه والاتحاد الوطني ، الى جبهة : المالكي / ايران " بالضد من جبهة علاوي / البارزاني / تركيا ؟ أرى بأن تبسيط الجواب ب نعم او لا ، غير دقيق .. لأن كُل القيادات الكردستانية الحالية بلا إستثناء ، لها تأريخ ليس ببعيد ، من تحالفات ، أقل ما يُقال عنها ، انها [ غير منطقية ، وغير معقولة ، ولم يكن أحد يتوقعها ] !!.
 

يتبع ...
 

8/11/2012
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter