|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  19 / 4 / 2015                                 عباس طريم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



الدواعش.. والحرب النفسية

عباس طريم - اريزونا

الحرب النفسية : لا تختلف بمفهومها العام عن الحرب التقليدية .. والتي تشترك فيها مختلف صنوف الاليات الحربية وجميع صنوف الجيش .. البري والبحري والجوي . فالغاية الاولى والاخيرة من اي حرب , هي دحر العدو , ونيل النصر . والمراد من الحرب النفسية هنا , هو زعزعة ثقة العدو بنفسه , ومحاولة تصوير انتصار وهمي , يتسرب الى عقول الاعداء ويمتلك افكارهم كحالة واقعية .. ينعكس سلبا على معنوياتهم فيحبطها ويؤدي بها الى الانكسار .

والحرب النفسية تهدف إلى تحطيم الإرادة الفردية ، وهدفها أكثر اتساعاً من الدعاية ، فهي تسعى للقضاء على الإرادة وتتجه إلى الخصم أو العدو ). وقد استخدم العلماء الفرنسيون , مصطلح التسميم السياسي في تعريف الحرب النفسية .

ويعرفها البعض على انها : الاستخدام المخطط لإجراءات موجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة ، بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة - التي توجهها - أهدافها .

ويمكن أن نعرّف الحرب النفسية أيضاً بأنها : عملية منظمة شاملة يستخدم فيها من الأدوات والوسائل ما يؤثر على عقول ونفوس واتجاهات الخصم بهدف تحطيم الإرادة والإخضاع ، وتغييرها وإبدالها بأخرى بما يؤدي لسلوكيات تتفق مع أهداف ومصالح منظم العملية .

غايتها شل عقل الخصم وتفكيره ونفسيته وتحطيم معنوياته وبث اليأس ، والتشجيع على الاستسلام والقضاء على كل أشكال المقاومة عنده . ( فرداً أو جماعة أو مجتمعاً ) . وقد استخدم[ داعش ] ذلك الاسلوب الخبيث .. ونجح فيه الى حد ما . خاصة في هجومه على الموصل . بعد ان وقف الحظ الى جانبه مؤازرا مع بعض الخونة الذين شاركوا في ذلك السيناريو .. الذي اعد في الاردن . ووزعت فيه الادوار على المتخاذلين والمتآمرين , واصحاب المصالح الضيقة .. الذين ظنوا ان العراق سيقع , وعليهم ان يقطعوا اوصاله [ ليصيبهم من الطيب نصيب ] لكن الامور انقلبت الان .. بعد ان شاهد الجميع جرائمه اللاانسانية , وايغاله بهتك الاعراض وذبح الاطفال وقتل الشيوخ , وهدم اضرحة الاولياء . وبعد ان جاء صوت الحق ونداء الوطن .. من افواه المرجعية الرشيدة التي قلبت الطاولة على رؤوس اعداء العراق والمتربصين به من الخونة .

ان الحرب النفسية : تحتاج الى رادع يفند ادعاءاتها , والى اعلام مقاتل , يرد الصاع صاعين ويكشف الحقائق امام الشعب العراقي الذي لم تعد تنطلي عليه الحيل والاكاذيب .

ان الجيش العراقي والحشد الشعبي , يسيطران على ميادين القتال , ويبليان بلاء حسنا . وانتصارات القوات العراقية تبث على القنوات , ولا يمكن لاي احد ان يدحض تلك الحقائق التي لا تقبل التأويل . والمعنويات عالية والحمد لله ! والجنود في تزايد استجابة لدعوة المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف . وبغداد صامدة تحيط بها الجيوش العراقية , والحشود الشعبية [كما السوار في المعصم] وعلينا ان نتعظ من الدروس الماضية وان لا تؤثر فينا تلك الاقاويل التي يراد منها زعزعة الثقة بالنفس . فداعش محاصر دوليا ولا يستطيع التحرك .. وهو مرصود من الارض والجو , والطائرات المقاتلات , تحوم حوله وتنزل به الموت والدمار كل يوم . والجيش العراقي البطل , يلقنه الدروس ويبطش بمقاتليه كل يوم . حتى اصبحت جثثهم طعما للوحوش والكواسر . وقد ضاقت بداعش الحيل , وما علينا الا ان ننتظر نهايته المأساوية المتوقعة , هو ومن يدعمه بالمال والسلاح .. غدا [ ان غدا لناظره قريب ]

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter