|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 7  / 6 / 2013                           عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 خطوة على الطريق الصحيح

عبد الرزاق الصافي

كان شهر ابريل/نيسان الماضي الشهر الاكثر دموية منذ يونيو/حزيران 2008، وقد شاركه في هذه الصفة الذميمة شهر مايو/ايار المنصرم.فقد ذكرت الامم المتحدة انه شهداستشهاد اكثر من الف عراقي واصابة اكثر من الفين ، اي ما مجموعه3442 كان 1045 منهم قتلى و2397 جرحى. وقد اسهمت هذه الارقام المريعة لضحايا الارهاب في ارتفاع درجة القلق لدى الرأي العام في الداخل والخارج ،منظمين وافراداً،الى حدود لم يسبق لها مثيل حتى ذلك الوقت، منذ العام 2008 بسبب ما شهده العامان 2006 و2007 من صراعات طائفية واعمال ارهاب وقتل على الهوية.

ولذا فقد تصاعدت الدعوات، من قبل الغالبية العظمى من المنظمات والكتل السياسية والشخصيات الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، أن لم يكن كلها الى ضرورة التبصر في ما آلت إليه الامور، والعمل من اجل وضع حد للتدهورالامني والوصول الى حافة الهاوية !

وكان الاجتماع ،الذي تم في مكتب السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي يوم السبت الماضي ، والذي حضره ممثلو الغالبية الساحقة من المنظمات والاحزاب والكتل السياسية والرئاسات الثلاث : الجمهورية والتشريعية والتنفيذية والقضائية، ثمرة ضغط الرأي العام الداخلي والخارجي من اجل وقف التصعيد الاعلامي بين الكتل المتنفذة والبحث عن سبل اللقاء في ما بينها واقرار الاجراءات الضرورية للانتهاء من الحالة المقلقة السائدة والخروقات الامنية الكبيرة، واستعادة العملية السياسية الى مسيرتها السابقة بعيداً عن التشنج والتعنت والصراعات العبثية وتبادل الاتهامات وتوتير الاجواء. وكان لما طرحه السيد الحكيم وما اعقب الاجتماع من مصافحات وعناق بين السيدين نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء واسامة النجيفي رئيس مجلس النواب صدى استحسان لدى الجمهور العراقي ولدى المعنيين بالشأن العراقي في الخارج جرى الاعراب عنه بأشكال شتى.

ويجمع المراقبون السياسيون على ان ما تحقق في الاجتماع المذكور، على اهميته ،ليس سوى خطوة واحدة في طريق طويل نسبياً يتوجب على الجميع ،مؤيدين للسيد المالكي ومعارضيه، وكل المعنيين بالشأن العام ، السير فيه بحزم ونكران ذات ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار للوقوف صفاً واحداً ضد الارهاب والفساد . فليس هناك من يجادل في ان الصراعات بين الكتل وتبادل الاتهامات في ما بين اقطابها والناطقين بإسمهاكانت وما تزال مسؤولة عن الاجواء المساعدة للارهابيين والمخربين من المنتمين الى تنظيم القاعدة والطريقة النقشبندية وايتام العهد الدكتاتوري المنها ر للقيام بأعمالهم الدنيئة ضد الشعب والامعان في التخريب وقتل الابرياء من المواطنين والسعي لإثارة الفتنة الطائفية،التي إذا ما اندلعت ستكون كارثة كبرى على الشعب والوطن.

ويقيناً ان الاجتماع وسماع الخطاب الجيد للسيد عمار الحكيم والاعلان عن تأييد مضامي والمصافحات بين المختلفين والاعراب عن التأييد لما طرحه السيد الحكيم بإسم المجلس الاعلى الاسلامي لن يكون كافياً مالم يشفع بإجراءات جدية والاقدام على تشريع قانون الاحزاب وقانون النفط والغاز واجراء الاحصاء السكاني وتعديل قانون الانتخاب بما ينسجم مع قرار المحكمة الاتحادية،اي بما يلغي النص غير الدستوري الذي يبيح سرقة اصوات الناخبين واعطائها الى الكتل الفائزة، وغيرها من الاجراءات التي تطمن الجمهرة الساحقة من ابناء الشعب الى نزاهة العملية الانتخابية المقبلة ويشجعها على المشاركة في الانتخابات وتجنب ما جرى في انتخاب مجالس المحافظات من عزوف عن المشاركة في الانتخابات بنسبة لم يسبق لها مثيل في الانتخابات التي سبقت الانتخابات الاخيرة. فهذا هو ما تصبو اليه الغالبية الساحقة من أبناء الشعب.


لندن 2/6/2013

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter