|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 7/11/ 2012                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وحدة الشعب العراقي سلاحه المجرب في النضال

عبد الرزاق الصافي

يشهد التاريخ الحديث في العراق ان وحدة الشعب كانت الاساس المتين للانتصار في معاركه الكبرى. هكذا كان الامر في ايام ثورة العشرين المجيدة ،التي احبطت المشروع البريطاني بجعل العراق مستعمرة بريطانية تابعة للادارة البريطانية الاستعمارية في الهند. وايام وثبة السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير 1948التي احبطت معاهدة بورتسموث واسقطت الوزارة التي ارادت فرضها بقوة الحديد والنار.

غير ان هذه الوحدة لم تكن متينة على الدوام ، إذ اضعفها السلوك الطائفي للفئة الحاكمة ايام الحكم الملكي. الامر الذي لحظه المرحوم الملك فيصل الاول وسجله في مذكرته التي كتبها قبل وفاته. وظلت محصورة بين عدد من القادة السياسيين الى ان نشرها المؤرخ العراقي الفقيد عبد الرزاق الحسني في مؤلفه تاريخ الوزارات العراقية في ما بعد. ومن الجدير بالذكر في هذا الخصوص موقف الزعيم الوطني الفقيد جعفر ابو التمن الذي وقف بحزم ضد تأسيس حزب خاص بالشيعة حماية لوحدة نضال الشعب العراقي.

وقد اصيبت وحدة الشعب العراقي بضرر  كبير جراء السلوك العنصري للحكام ،في مختلف العهود الماضية، ضد الشعب الكردي الذي يشكل القومية الثانية في العراق ، وشن الحملات القمعية والحرب الظالمة ضده وكذلك السلوك الطائفي البغيض ضد الشيعة ، وخصوصاً ايام حكم صدام حسين الدكتاتوري حيث بلغ هذا السلوك مديات فظيعة مكنت الطائفيين من الإسلاموين الشيعة والسنة  على تعزيز احزابهم الطائفية التي افلحت في جر جماهير واسعة وراءهم.

وكانت المعارضة العراقية للنظام الدكتاتوري المنهار قد رفعت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان"، ضماناً لوحدة نضال الشعب العراقي في سبيل الخلاص من الدكتاتورية وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد المستقل. غير ان الادارة الامريكية التي تدخلت ، بشكل فظ ، في شؤون المعارضة العراقية روّجت لمفهوم يمزق الوحدة العراقية ، حين صارت تتحدث عن ان الشعب العراقي " سنة وشيعة واكراد" وسعت الى تطبيقه في الواقع بعد اسقاط النظام الدكتاتوري

في الغزو الامريكي البريطاني في نيسان/ابريل 2003.وقامت ادارة بريمر على تثبيته في الواقع . ومما يؤسف له ان قوى المعارضة العراقية التي تصدرت المشهد في العملية السياسية التي جرت في العراق قبلت ، في غالبيتها الساحقة هذا التشويه للواقع العراقي . واستمرأت المكاسب التي حققها لها هذا التصنيف الضار بوحدة الشعب العراقي في نضاله من اجل الديمقراطية الحقة وتصفية مخلفات الحكم الدكتاتوري البغيض. واعتمدت صيغة المحاصصة الطائفية والاثنية لتوزيع المغانم والنفوذ ونهب المال العام .الامرالذي اتاح الفرصة للارهابيين والفساد والمفسدين ان يعيثوا في الارض فساداً،و ادخل العملية السياسية في طريق مسدود وجعلها تعيش ازمتها الحالية ، التي تحولت من ازمة حكومة الى ازمة نظام تهدد بعواقب وخيمة في حالة استمرارها.

ان افتضاح المحاصصة بإعتبارها السبب الرئيسي للازمة المستعصية الحالية جعل القوى المتنفذة المتحكمة بالعملية السياسية تتنصل منها قولاً ، في حين ان ممارساتها العملية تفضح تمسكها بالمحاصصة .الامر الذي يثير سخط اوساط واسعة في الرأي العام العراقي المتمثلة بقوى التيار الديمقراطي ذي الجذور العميقة في الواقع العراقي ،رغم الضعف التنظيمي الذي يعيشه حالياً. هذه القوى التي بادرت الى العمل من اجل الاستعداد لخوض معركة انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في ربيع العام القادم والانتخابات البرلمانية في العام 2014من اجل تحقيق تغيير في اللوحة السياسية يتيح الحد من نفوذ القوى الطائفية والقوى التي تريد مواصلة المحاصصة الطائفية والاثنية ، وتعزيز مكانة القوى المخلصة لبناء العراق الديمقراطي الإتحادي الموحد المستقل.      

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter