|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 5/12/ 2012                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 العملية السياسية في العراق هل هي عرضة للانهيار؟!

عبد الرزاق الصافي

بعد ثلاثة اشهر وخمسة ايام من الآن تكون الازمة السياسية، التي عمت البلاد نتيجة انتخابات العاشر من آذار/مارس 2010 ، قد اكملت ثلاث سنوات من عمرها المرشح للاستمرار حتى ربيع العام 2014 ، موعد الانتخابات البرلمانية القادمة. وذلك بسبب تعنت القوى السياسية المتنفذة التي تتحكم بالعملية السياسية حتى الآن بمواقفها ، في عدم الاستجابة لما تطالب به الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب ،المكتوية بنار الارهاب والتخريب وضعف الخدمات والفساد المستشري في كل نواحي الحياة العراقية السياسية والاقتصادية والماليةوالادارية ،من ضرورة التوصل الى حلول تنهي التوتر السائد في البلاد . فقد شهد الوضع خلال الإسبوعين الماضيين تدهور امنياً اكثر من مرة وتفجيرات دامية شملت عدة مدن منها الموصل وبغداد والحلة وكربلاءوفي محافظتيالانبارو ديالى وغيرها اودت بحياة المئات من المواطنين الابرياء واصابةاكثر منهم من الجرحى.

والامر الاخطر من هذا الذي اقلق ابناء الشعب هو التوتر الذي نجم جراء تقابل القوى العسكرية التابعة لإقليم كردستان والقوى العسكرية التابعة لقوات عمليات دجلة التي شكلتها الحكومة الاتحادية ، وذلك في منطقة طوز خورماتو جنوب كركوك ، وهي من المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. وحدوث صدام بالسلاح بين الطرفين كاد يؤدي الى اشعال فتيل قتال واسع، اودى بحياة احد عشر عسكرياً غالبيتهم من ابناء الجيش،لولا تطويق الصدام بأمل التوصل الى حل يخفف التوتر الحاصل بين اربيل وبغداد .غير ان الحل الذي جرى التوصل اليه بين عسكريين ينتمون الى الطرفين سرعان ماجرى نسفه بسبب عدم موافقة السيد رئيس الوزراء على 11 بنداً من بنود الاتفاق المكون من 14 بنداً ،كما اعلن الجانب الكردستاني.

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل اعقب ذلك تصاعد حدة التصريحات بين ممثلي الطرفين على ارفع المستويات دون مراعاة لما يمكن ان يسببه هذا التصعيد من توتر يقلق الرأي العام على اوسع نطاق.

واضافة الى التوتر بين بغداد واربيل استمر التوتر بين ائتلاف دولة القانون بقيادة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء والقائمة العراقية بقيادة الدكتور اياد علاوي في مجلس النواب ، ووصل الى مستوى لم يسبق له مثيل حتى قيل انه حصل اشتباك بالايدي داخل قاعة البرلمان، وتعطيل عمل مجلس النواب. وهو امر يحدث لأول مرة في البرلمان العراقي.

من كل هذا يتبين كم هو خطر الوضع الذي تعيشه البلاد في ظل الارهاب التخريبي وهذه الازمة السياسية والتوتر الناجم عنها بين القوى المتنفذة التي تتألف منها الحكومة الحالية . التوتر الذي تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية المشاركة فيها ، التي عجزت حتى الآن عن ايجاد الحلول التي تحفظ أمن البلد وتتيح الفرصة للانصراف الى وضع حد للارهاب الدموي المتفاقم والفساد المتعاظم والشروع بإعمار البلد وتخليصه من الخراب الذي ورثه من النظام السابق وزاده الاحتلال والارهاب والتخريب ونهج المحاصصة البغيض.

ان ابسط مستلزمات الشعور بالمسؤولية الوطنية يتطلب من كل القوى المسؤولة عما وصلت اليه الاحوال من تدهور وتوترالعمل بجد من اجل العودة بالبلاد الى الوضع الذي سبق التدهور الحالي وتشكيل عمليات دجلة ، وتوقف جميع الاطراف المنخرطة في التصعيد الاعلامي الذي يزيد التوتر والكف عن اطلاق التصريحات غير المسؤولة التي تزيد التوتر وتهدد بما لا تحمد عقباه.
 


لندن 2/12/2012
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter