|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاثنين 25/3/ 2013                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 الحوار الطريق المضمون لتخفيف التوتر والبحث عن حل!

عبد الرزاق الصافي

في هذا الاسبوع دخلت المرحلة الجديدة من الازمة التي تعصف بالوضع في العراق، شهرها الرابع، من دون ان تلوح في الافق بوادر لحلها او تخفيف التوتر الذي نجم عنها، واقلق الغالبية من ابناء الشعب وتخوفهم من تطور الازمة نحو الاسوأ، نتيجة محاولة القوى المعادية للشعب والديمقراطية ، ركوب الموجة واخراج الاعتصامات عن طابعها السلمي وطرح مطالب لا دستورية ولا تعبر عن رأي الغالبية الساحقة من المعتصمين في مدن الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك وبعض احياء بغداد.

وان تباين مواقف الكتل البرلمانية تجاه الاعتصامات ومطالب المعتصمين وكيفية معالجة الازمة ادت الى انشقاقات الكتل كلها تقريباً بسبب تباين مواقف مكوناتها ورؤاها في كيفية الخروج من الازمة.

فالقائمة العراقية التي يترأسها الدكتوراياد علاوي التي دعمت الاعتصامات وما تطالب به منذ بدايتها حتى وقت قريب بدت غير موحدة في الاسبوع المنصرم. فقد استقال عدد من وزرائها من الحكومة، وهم رافع العيساوي وعز الدين الدولة ووزير آخرمن بين وزرائها الثمانية وتاسعهم صالح المطلك الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. ولم تستطع القائمة ان تبلور موقفاً موحداً من مطلب ازاحة المالكي عن رئاسة الوزراء.فالسيد صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني والنائب الكربولي من كتلة الحل وقفاضد ازاحة المالكي بل وتطوعا لمحاولة اقناع السيد مقتدى الصدر بإبقاء وزرائه في الحكومة .

ولم يكن وضع كتلة التحالف الوطني التي تضم ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رئيس الوزراء والكتلة الصدرية التي تمتلك اربعين مقعداً في البرلمان والمجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم ومنظمة بدر وحزب الفضيلة والاصلاح الوطني بقيادة ابراهيم الجعفري والمجموعة التي يقودها الدكتور خالد العطية ،لم يكن وضعها افضل من الكتلة العراقية . فقد خرج رئيس الكتلة الصدرية مقتدى الصدربموقف حاد من رئيس الوزراء المالكي واوعز الى وزرائه بالانسحاب من اجتماعات الوزارة. واعرب السيد عمار الحكيم عن موقف لا يحوي دعماً للمالكي. اما كتلة التحالف الكردستاني الاكثر تماسكاً بين الكتل فلم تخلُ مواقفها من تباينات اقل حدة بكثير عن الكتل الاخرى.

وفي خضم هذه اللوحة المعقدة للوضع السياسي ظلت ترتفع اصوات بضرورة اللجوء الى الحوار بإعتباره الطريق الأسلم للوصول الى تحقيق المطالب المشروعة للمعتصمين التي اقرتها الحكومة وتباطأت في الاستجابة لها بشكل غير مبرر.

لقد سعت القوى المعادية للعملية السياسية الى رفع سقف مطالب الاعتصامات الى المطالبة بإسقاط الحكومة والغاء الدستوركما تحدثت بنفس طائفي مقيت ،الامر الذي حمل المرجعيات الدينية الى التصدي الحازم للوقوف بوجه النعرات الطائفية ومخاطر الصراعات التي تنجم عنها . ولذا افتت بحرمة الدم العراقي سنياً كان او شيعياً. الامر الذي حمل المعتصمين في الانبار على التعامل بحزم مع دعاة الفتنة واخراجهم من التجمعات . فقد ورد في الانباء ان عدداً من هؤلاء راحوا يهتفون " حربية ..حربية" فكان ان اسكتوهم وهتفوا " سلمية ..سلمية". وهو موقف ينم عن وعي للمخاطر الجسيمة لإخراج الاعتصامات عن طابعها السلمي الذي حظى ويحظى بتأييدالغالبية من ابناء الشعب وقواهم السياسية ومراجعهم الدينية .

وبرغم التدهور الذي شهده الوضع السياسي فإن هذا الموقف يتيح للمراقب السياسي الامل في وقف التدهور والتوصل الى حلول وسط مقبولة من جميع الاطراف لدفع الخطر المحدق وترصين الوحدة الوطنية .
 


لندن 24/3/2013

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter