|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 24/4/ 2013                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 الانتخابات المحلية انتهت والازمة تراوح في مكانها

عبد الرزاق الصافي

في ظل ازمة مستعصية استمرت ثلاث سنين جرت انتخابات مجالس المحافظات في العراق يوم السبت الماضي ، في اثني عشر محافظة من محافظات العراق الثماني عشر، لأن محافظات الاقليم الثلاث ومحافظة كركوك المتنازع عليها مستثناة من الانتخابات ومحافظتي الانبار ونينوى جرى تأجيل الانتخابات فيهما بذريعة الامن.

وكانت المشاركة في الانتخابات اضعف من السابق رغم الحاح القوى السياسية والمراجع الدينية الشيعية والسنية كلهاعلى ضرورة ممارسة هذا الحق الدستوري تعزيزاً للمسيرة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، وكبحاً لميول الاستئثار بالسلطة وتعطيل المسيرة الديمقراطية.

وقد تباينت نسب المشاركة في الانتخابات في بيانات المفوضية المستقلة عنها في بيانات منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها منظمة تموزللتنمية الاجتماعية ، التي دأبت على رصد الانتخابات السابقة ولها خبرة مشهودة في هذا المجال.

وعزا مختلف المحللين السياسيين ضعف المشاركة في الانتخابات الى عوامل عدة تقف في مقدمتها خيبة امل الناخبين من اداء الكتل السياسية التي سيطرت على مجالس المحافظات خلال السنوات الاربع المنصرمة وإخلالها بوعودها لجماهير الناخبين وفساد الكثير من المنتسبين اليهاواهتمامهم بمصالحهم الضيقة على حساب الصالح العام.كما كان للنشاط الارهابي التخريبي والتهديدات التي اطلقتها المنظمات الارهابية واقدامها على اغتيال بضعة عشر مرشحاً في الانتخابات دوره في ذلك.

وبرغم ماشاب الانتخابات من شوائب وخروقات ليست قليلة يمكن اعتبار الانتخابات مقبولة نسبياً. فقد جرت تحت رقابة ستة آلاف مراقب محلي و313 مراقب دولي بمن فيهم مراقبون من الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ودول اخرى.

وفي تقييم الانتخابات ونتائجها يمكن القول انها تظل،رغم ما شابها من شوائب وخروقات، خطوة على الطريق الصحيح، الطريق الدستوري والرجوع الى الشعب في انتخاب ممثليه للحكومات المحلية ولمجلس النواب الذي سيحل موعد انتخابه في ربيع العام القادم.

اكتب هذه الاسطر قبل اعلان النتائج النهائية للانتخابات واسماء من فازوا فيها والكتل التي ينتمون اليها لمعرفة ما حصل من تغيير في اللوحة السياسية في العراق . وإن كان من غير المتوقع ان يكون هناك تغيير جذري في اللوحة السياسية بسبب ما بذلته الكتل المتنفذة المسيطرة عل اللوحة السياسية من جهود لإبقاء الانتماءات الثانوية من طائفية وعرقية وجهوية وعشائرية هي الاساس في تحديد سلوك غالبية الناخبين ، على حساب الانتماء للوطن. كما يرد في البال في هذا الصدد عرقلة الكتل المتنفذة لتشريع قانون الاحزاب لكي تظل بعيداً عن المساءلة عن مئات ملايين الدولارات التي صرفت في الدعاية الانتخابية ورشوة الناخبين.وكذلك عرقلة الاحصاء العام للنفوس وتشريع قانون انتخابي ديمقراطي وغير ذلك من مستلزمات اجراء انتخابات ديمقراطية شفافة تعكس مصالح الجمهور بعيداً عن الانتماءات الضيقة كما كان الحال في كل الانتخابات السابقة تقريباً.

ومهما كانت النتائج النهائية للإنتخابات ،التي من المؤمل ان تعلن قبل ظهور هذا المقال، فإنها تضع على عاتق القوى الديمقراطية مهمات جسيمة لتوحيد جهودها وتنشيط قواعدها الواسعة لإستعادة مكانتها في الحياة الساسية العراقية بإعتبارها الاخلص والانظف والانزه في التعبير عن مصالح الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب ورعاية المصالح العليا للوطن.
 


لندن 21/4/2013

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter