|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 20/3/ 2013                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الازمة تتعمق والمخاطر تشتد!

عبد الرزاق الصافي

يكاد يجمع المراقبون السياسيون على ان الازمة التي تأخذ بخناق العملية السياسية وتهدد بإنفجار الوضع واندلاع حرب طائفية ، قد بلغت حداً بالغ الخطورة قد يسفرعن انهيار العملية السياسية وتفجر صراعات دامية تكلف الشعب عشرات الوف الضحايا، اذا لم يجر تدارك الموقف قبل فوات الاوان.

كما يجمع المراقبون السياسيون على ان تعمق الازمة هذاواشتداد الصراعات بين الكتل السياسية المتنفذة يصب في مصلحة القوى المعادية للشعب ،التي تحلم بالعودة بالبلد الى ايام النظام المنهار .الامر الذي يحمـّل الكتل البرلمانية المتنفذة وقادتها مسؤولية جسيمة امام الشعب المتضرر الوحيد من استمرار الازمة وتعمقها ونتائجها الكارثية المحتمل زيادتها بسبب عجز الكتل المذكورة عن الالتقاء والبحث الجاد المسؤول عن حلول مقبولة من جميع الاطراف.

لقد بدأت المرحلة الاخيرة من الازمة ، كما هو معروف، قبل ما يقارب الثلاثة اشهر عندما تحركت جماهير الانبار ورفعت مطالب تتعلق بحياتها اليومية من خدمات متلكئة وفساد مستشري وحرياتها الدستورية وغير ذلك من المطالب المشروعة . وسرعان ما تجاوبت جماهير محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك وبعض احياء بغداد مع هذا التحرك .

وكان من الممكن معالجة هذه المطالب بالتجاوب الإيجابي معهامن جانب الحكومة . غير ان ماحصل هو الاهمال والرد بشكل سلبي على المطالب ، ومن ثم المبادرة الى الاعتراف بشرعية بعضها وتشكيل اللجان الحكومية والسياسية للبحث في الاستجابة للمطالب المشروعة . هذه الاستجابة التي كانت جزئية وبطيئة جدا منذ بدايتها حتى الآنً.

الامر الذي اتاح للعناصر المعادية للعملية السياسية المتربصة استغلال ساحات الاعتصامات للاندساس بين الجموع ورفع شعارات القاعدة والاعلام الصدامية واعتلاء منابر الساحات للمطالبة بإلغاء الدستور واسقاط العملية السياسية برمتها.وهي مطالب لا تحظى بتأييدغالبية الجماهير .والحديث بنفس طائفي بغيض بأمل اشعال الفتنة الطائفية . الامر الذي تصدت له المراجع الدينية السنية المعتدلة.

وقد حذرت القوى الديمقراطية والكثيرين من الحريصين على المصلحة الوطنية من ان التأخر في معالجة المطالب الجماهيرية المشروعة يتيح للعناصر المعادية رفع سقف المطالب . وهو ما حصل فعلاً.

ورافقت هذه التطورات المؤسفة تصرفات حكومية لا تتصف بالحكمة ذات طابع استفزازي كان من نتائجها ازدياد حدة الوضع وتزايد مخاطره . واقدام عناصر الارهاب والتخريب في تنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق ،التي ما تزال تمتلك قدرة على التحرك ، بسبب اختراقها الاجهزة الامنية ، على ارتكاب جرائمها البشعة التي كان في مقدمتها مهاجمة وزارة العدل وايقاع العشرات من الضحايا البريئة شهداء وجرحى وفي مدينة البصرة وغيرها من الاماكن.

كما كان اقرار الميزانية بالاغلبية بعيداً عن التوافق مع حكومة اقليم كردستان عاملاً في تزايد الخلاف بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية .

وبرغم هذه اللوحة القاتمة إلا ان الوضع غير ميئوس منه . إذ ما تزال الغالبية من ابناء الشعب تطالب بالتهدئة والكف عن التصريحات الاستفزازية والمواقف الحمقاءمن قبل البعض، وبإمكان العناصر المعتدلة الموجودة في جميع الكتل المتصارعة ان تتدارك الانزلاق نحو الهاوية ووقف التدهور في الوضع عن طريق العمل على الالتقاء بين قادة الكتل للبحث الجاد والمسؤول عن حلول مقبولة من جميع الاطراف تجنب الشعب والوطن من الكارثة المحدقة!

ومن الضروري ان تشدد القوى الديمقراطية و منظمات المجتمع المدني ووجوه الرأي العام والصحافة الوطنية من مساعيها في الجهود الرامية لتحقيق مطمح الشعب هذا.
 


لندن 17/3/2013

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter