|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 20/2/ 2013                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 العراق: الازمة مستمرة والمخاطر تشتد!

عبد الرزاق الصافي

من الواضح ان المرحلة الحالية في ازمة النظام العراقي هي الاشد بين الازمات المتلاحقة لهذا النظام . وخصوصاً بعد انبثاقها في اعقاب اعتقال عدد من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القطب المهم في الكتلة العراقية في مجلس النواب. فقد بدأت بتحرك واسع في محافظة الانبار ، لتتسع وتشمل محافظات اخرى هي صلاح الدين (تكريت)وديالى ونينوى(الموصل) . كانت المطالب الاولى لهذا التحرك هي المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين المذكورين والمعتقلات بسبب إتهامهن بالمشاركة في الاعمال الارهابية مما يجعلهن تحت طائلة المادة اربعة ارهاب ،التي طالب التحرك بإلغائها وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة التي خلفت هيئة اجتثاث البعث الصدامي المحذور دستورياً.

غير ان التأخر والتلكؤ الذي جابهت به الحكومة التحرك الواسع لجماهيرالمحافظات المذكورة ذات الطابع السني ، الذي اكمل اليوم شهره الثاني ، اعطى الفرصة لأعداء العملية السياسية في تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا حزب البعث الصدامي الى التصعيد في مطالب هذا التحرك الى حد المطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء الدستور! ولم يقف الامر عند هذا الحد بل والدعوة الى الزحف على بغداد تحت ذريعة اقامة صلاة موحدة بين الشيعة والسنة في مرقد الامام ابو حنيفة النعمان في الاعظمية ذات الاغلبية السنية.

الامر الذي وجد فيه بعض المراجع الدينية السنية المتعقلة التي ساندت المطالب المشروعة للمتظاهرين المعتصمين في المحافظات التي سبق ذكرها ،والتي سبق للحكومة ان اعترفت بمشروعيتها،وكذلك عدد من رؤساء العشائر الذين ساندوا التحرك،الى الوقوف بوجه الدعوة الى الزحف على بغداد ، نظراً لما تحمله هذه الدعوة من اهداف شريرة يمكن ان تشعل الحرب الطائفية ، كما كان الحال في سنوات 2005 و2006 و2007 في اعقاب تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء.ومما يلفت النظر ان هذه القوى عمدت بعد فشل مخططها بالزحف على بغدادالى حملة التفجيرات الاجرامية يوم الاحد الماضي ،حيث فجرت ثماني سيارات مفخخة حصدت ارواح العشرات من الضحايا البريئة وجرح مايزيد عن المئة من المواطنين الابرياء في المحلات الشعبية ذات الطابع ىالشيعي .

ولاشك في اهمية احباط مخطط القوى الشريرة التي تقف وراء الدعوة للزحف على بغداد ، غير ان هذا غير كافي، فالوضع ما يزال خطراً ما لم تكف القوى المتصارعة التي تتشكل منها الحكومة الحالية عن التصعيد وتبادل الاتهامات واصدار التصريحات المتشنجة ،وما لم تلتق في مؤتمر وطني عام مع كل القوى المعنية بالعملية السياسية وبتجنيب الشعب والوطن مخاطر الصراع العبثي، للبحث في سبيل الخروج من الازمة وابداء الاستعداد لتقديم التنازلات المطلوبة والاسراع في تلبية المطالب المشروعة التي رفعتها الجماهير في جميع المحافظات العربية ،والتخلي عن التعنت والاصرار على المصالح الفئوية الضيقة .

ومن المعروف ان هذا هو ليس فقط مطلب الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب العراقي ،بل وكذلك الاوساط الدولية بما فيها الامم المتحدة والاقليمية التي يقلقها التوتر الحاصل في العراق بين القوى التي تتشكل منها الحكومة العراقية. وورد في الانباء ان المسعي الدولية اثمرت عن احتمال انعقاد لقاء في اربيل في نهاية هذا الشهر ، الامر الذي تترقبه الاوساط الشعبية بإهتمام بالغ لما له من علاقة وثيقة بمستقبل الوطن والشعب.
 


لندن 17/2/2013
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter