|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الاربعاء 1/5/ 2013                            عبدالرزاق الصافي                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 المطلوب تعاون العقلاء لدرء الكارثة!

عبد الرزاق الصافي

كان عنوان مقالي في الاسبوع الماضي"الانتخابات انتهت والازمة تراوح في مكانها".ولم يكن يدور في خلدي او في خلد اي مراقب سياسي ما اصاب الازمة من انتكاسة،بعد كتابة المقال ،تعدت المراوحة الى الاشتداد لدرجة طغى معها الخوف والقلق على العملية السياسيةمن الإنهيار واندلاع الحرب الطائفية التي سعت وتسعى القوى المعادية للشعب والديمقراطية لإشعالها.وتمثل سبب الانتكاس في ما جرى في الحويجة في محافظة كركوك عندما لجأت قوات الجيش الى استخدام العنف المفرط في الرد على استفزازات قام بها مندسون بين المعتصمين فيها، وما قيل عن اطلاق النار من قبل هؤلاء المندسين وقتل عدد من افراد الجيش.وكان من نتائج العنف المفرط مقتل خمسين معتصماً وجرح مئتين. الامر الذي ادى الى اشتعال ساحات الاعتصام في الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وتصعيد سقف المطالب التي كان يرفعها المعتصمون وحرق كل مطالبهم السابقة ،التي جرى تنفيذ بعضها،مما لا يتعارض مع الدستور،بنظر الحكومة، واطلاق مطلب واحد وحيد هو اسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي! وجرى شفع هذا المطلب التصعيدي بالاعلان عن تشكيل "جيش عشائري"يأخذ على عاتقه"الدفاع" عن الاعتصامات بوجه جيش الدولة!وهو امر خطير بكل المقاييس يهدد وحدة الشعب والوطن التي تحرص عليها الغالبية العظمى من ابناء الشعب بكل مكوناته العرقية والدينية والطائفية ، ويثير اشد القلق من لدن غالبية ابناء الشعب.

واثار هذا التطور الخطير قلقاً واسعاً بين ابناء الشعب ومراجعه الدينية وقواه السياسية والاوساط الدولية المعنية بالشأن العراقي وفي مقدمتها ممثلية الامم المتحدة في العراق التي اعربت عل القلق ودعت الساسة العراقيين الى تدارك الامر بالحكمة واعتماد سبل التفاهم والحوار البناء للتوصل الى حلول للحالة الخطيرة التي نشأت في البلاد.

وشهدت بداية هذا الاسبوع تطوراً خطيراً تمثل بإقدام مجموعة من الذين يريدون اشعال الفتنة على اغتيال عدد من الجنود غير المسلحين الذين كانوا يتمتعون بإجازة في موقع قريب من احد الاعتصامات في محافظة الانبار،الامر الذي اثار عدداً كبيراً من العشائر المشاركة في الاعتصامات، وحملها على اعلان استنكارها لهذا العمل الجبان والانسحاب من ساحات الاعتصام والمطالبة بإعتقال المجرمين الذين قاموا بإغتيال الجنود العزّل من السلاح.

وبرغم ما رافق هذه الأحداث من مواقف متشنجة وتصريحات استفزازية من قبل كل الاطراف المتصارعة، تقريباً، وبدرجات متفاوتة ، فإن زمام الامور لم يفلت كلياً وما زال في الوقت متسع لجهود العقلاء الموجودين في كل الاطراف المتصارعة وخارج هذه الاطراف، وفي مقدمة هؤلاء المراجع الدينية التي افتت بتحريم الدم العراقي والقوى الديمقراطية وقوى المجتمع المدني لتدارك الموقف والضغط على الاطراف المتصارعة للالتقاء والبحث عن حلول سلمية تنسجم مع الدستور ومنع الانزلاق الى تصعيد الموقف واشعال الفتنة الطائفية التي يجمع الكل على انها إن حدثت لن تبقي ولن تذر. ولن يكون فيها رابح لأن الكل سيكونون خاسرين. وان الشعب العراقي الذي اكتوى بنار الفتنة في اعوام 2006-2008 اوعى من ان يقع في الفخ الذي يعده التكفيريون وفلول النظام السابق والمعادون للديمقراطية داخل العراق وفي الجوار الإقليمي.وسيحافظ الشعب على مكتسباته ويواصل نضاله من اجل استكمال بناء العراق الديمقراطي الاتحادي التعددي الموحد المستقل.
 


لندن 28/4/2013

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter