|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 12/9/ 2012                                 عبدالرزاق الصافي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العتب مقبول .. ولكن !

عبد الرزاق الصافي

ابدى بعض قراء مقالي في الاسبوع الفائت المعنون "الاصلاح المتعذر في العراق" عتبهم عليًّ على اعتبار انه يشيع التشاؤم ! وغفل هذا البعض عن الانتباه الى ان خاتمة المقال كانت ما يلي:"ان الاصلاح متعذر على ايدي من بيدهم الامور حالياً لأنهم يرونه متعارضا ًمع مصالحهم الضيقة". وقد جاءت مجريات الايام التي اعقبت نشر المقال لتؤكد ان الطبقة السياسية ، التي تتحكم بأمور البلاد والعباد في وطننا المنكوب بتسلطها وجشعها وفساد الكثيرين من منتسبيها ،لا يهمها استمرار الازمة المستعصية، الناجمة عن اعمالها وسلوكها الخالي من اي شعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الشعب والوطن ، وتجاه من صوتوا لها لتحتل المواقع التي تشغلها في ادارة البلاد واجهزتها التي تؤمِّن لها النفوذ والمغانم والامتيازات.واكثر من هذا ان اقطابها يتعمدون إطالة الازمة . فبرغم ما سعت اليه اطراف في التحالف الوطني الذي يترأسه السيد ابراهيم الجعفري ، وهو - اي التحالف- التكتل الاكبر في البرلمان ، وهو الذي يقود الحكومة ، الى إشاعة نوع من التفاؤل بالزعم بأن ورقة الاصلاح التي لم تكتب ولم تعلن لجماهير الشعب ، بل وحتى للأطراف الاخرى في الحكومة ، حتى كتابة هذه السطور ، اقول برغم هذا فإن الامور لم تتحرك قيد انملة نحو الحل .

واكثر من هذافإن احد اقطاب ائتلاف دولة القانون الذي يقوده السيد نوري المالكي رئيس الوزراء ، المسؤول اكثر من اي أحد آخر عن تفاقم الازمة واستمرارها حتى الآن ، واقصد بهذا القطب النائب السيد سامي العسكري طلع علينا في بداية هذا الاسبوع بتصريح يقول ان لا حل للازمة حتى الانتخابات القادمة في العام 2014 !

واستبعد عضو في دولة القانون عقد المؤتمر الوطني بسبب للعراقيل التي تضعها جميع الكتل دون استثناء ! فلماذا إذن يجري إلهاء الناس بالحديث عن الاصلاح المزعوم ، وضرب المواعيد للاجتماع الوطني والحديث عن قرب عودة السيد جلال الطالباني ليتولى جمع الاطراف المتخاصمة وحل الاشكالات القائمة ؟!

وينبري السيد جواد الشهيلي وهو احد نواب الكتلة الصدرية ، التي هي جزء من التحالف الوطني، الذي يتحدث بإسمه السيد ابراهيم الجعفري، للاعلان عن ان ورقة الاصلاح التي يجري الحديث عنها دون اعلان نصها، ورقة بائسة وحلها للمشاكل ترقيعي وليس جذري.

اما التحالف الكردستاني  فيتهم المالكي بإفتعال الازمات . ولا توجد لديه نية حقيقية لحل القضايا من خلال مطالبته بترحيل معظم المشاكل الى الدورة المقبلة للبرلمان.ويعلن احد نواب هذا التحالف ان انعقاد المؤتمر الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية لن يحل المشكلة لأنه ليس لديه عصا سحرية وغالبية الكتل غير مستعدة لحل حقيقي!

ولا حاجة للحديث عن موقف الكتلة العراقية بقيادة الدكتور اياد علاوي السلبي بالمطلق مما يعلنه التحالف الوطني وتواصل غالبية اعضاء الكتلة مساعيهم لإستجواب المالكي وسحب الثقة منه . الامر الذي يعني ان الدوران في الحلقة المفرغة سيستمر كما سبق وذكرت قبل عدة اشهر.

وان الاصلاح المنشود لا يمكن ان يتم من دون ضغط شعبي كبير لتغيير الاساس الخاطىء الذي قامت عليه العملية السياسية ، اساس المحاصصة الطائفية والاثنية الذي هو اس البلاء.

وقبل ان انهي مقالي هذا تواردت اخبار اليوم الدامي الجديد، يوم الاحد الماضي 9/9/2012،الذي شهد تفجيرات شملت العراق من الموصل حتى البصرة مروراً بكركوك وصلاح الدين وبعقوبة والفلوجة وبغداد ، التي كانت لها حصة الاسد ستة انفجارات،وعلي الشرقي في محافظة ميسان والناصرية  ومواقع اخرى كانت حصيلتها عشرات الشهداء الابرياء واكثر من ثلاثمئة جريح . هذه الخسائر في الارواح والدماء البريئة التي اهدرت في هذا اليوم الدامي تقع مسؤوليتها في رقاب المتسلطين على الحكم الى جانب المجرمين القتلة والدوائر المعادية لشعبنا . فمتى يصحو ضمير المسؤولين ليتناسوا خلافاتهم وصراعاتهم العبثية ويقومون بواجبهم في حفظ أمن الشعب وصيانة ارواح ودماء ابنائه  الابرياء؟!

 

لندن 9/9/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter