أكرم سليم بسام
asbassam@yahoo.com
الأربعاء 19/11/ 2008
مقاومة ومعارضة عراقية ... من مغاني أوربا
17اكرم سليم بسام
نضال عنيد ضد "أم الاتفاقيات"
أيامنا الراهنة هذه، هي "أُم الأيام" و"معركة المعارك" و"قادسية القادسيات" على طريقة الاعلام العفلقي البائد، والذي راح رموزه السابقون، وورثته اللاحقون يردحون في بارات ومقاهي وحانات وبعض فضائيات اوربا، وغيرها، ضد المعاهدة الأمريكية – العراقية الجائرة، المجحفة، المذلة... الخ، برغم ان بعض اولئك لم يطلع على نصوصها، بل راحوا يفترضون ويكذبون لينهشوا ويشتموا ويحرضوا على المزيد من "المقاومة الشريفة" ضد الخونة الذين وافقوا – أو سيوافقون – على تلك المعاهدة: عرباً وأكراداً من السنة والشيعة والشيوعيين والقوميين والليبراليين وغيرهم...
ويضيف صديقنا السياسي الوطني المخضرم: لا أحد يجرأ على منع اصحاب الرأي من ان يقولوا ما يقولون، او يرفضوا ما يرفضون او يقرّوا ما يقرّون، وخاصة اولئك المرابطين على تراب البلاد، في المناطق الخضراء والحمراء والصفراء وسواها... ولكن ان يزايد اولئك "العراقيين" الأوربيين على اهل البلد، فتلك هي الحالة المأساوية التي وضع سياسيو(نا) المندحرون أنفسهم فيها...
... أما صاحبنا "الصاحي"، والذي لن نوسمه بالجديد بعد الآن، اذ مرت فترة طويلة على صحوته وابتعاده عن جرائم "المقاومة الشريفة"، فبات قديماً بلغة الزمان، فيقول انه يستطيع ان يوجز حالات اولئك "المناضلين الأشداء" في ربوع اوربا، على الشكل التالي:
- مفلسون سياسيون لم يبق امامهم سوى المعارضة والمعارضة والمعارضة، حتى وان راحوا معدودين على أصابع اليدين.
- متاجرون يبيعون الموقف، كتابة او كلاماً لمن يدفع أكثر، وتلك هي حالهم منذ سنين، بل وعقود... وعدد منهم عتق كاللبن الخاثر، وصفاته.
- متحجرون ما برحوا يعيشون خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي بكل "ثورياتها" و"احلامها"... وكذلك شوفينيتها وتعصبها...
- آخرون يستحون من الاعتراف بالخطأ، وفضيلته، فأصروا – وان بصوت متهدج، خافت – على مواصلة مسيرتهم التي ستنتصر، ولكن لا أحد يدري متى وكيف واين... وربما في جيبوتي وجزر القمر...
... وأخيراً أضيف على "صديقنا" و"صاحبنا" فأقول: لابد ان تهدأً هذه العاصفة ايضاً، عاصفة المعاهدة الأمريكية – العراقية، مثلما هدأت، ووئدت عواصف "ثورية" مزعومة عديدة أخرى... وعندها سيجد العديد من المتبطرين والمتاجرين بالوطن والشعب بديلاً يفيد تجارتهم، وان راح مردودها يقل يوماً بعد آخر على طريق الانكفاء والافلاس. وحينها سيغيرون البدلات والحناجر والافكار مثلما هي حالهم التي تعودوا عليها فصارت سمة ملازمة لهم أينما حلّوا أو أقاموا...
وللحديث صلة