|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  17  / 2 / 2016                               د. أكرم مطلك                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



أصلاحات حقيقية ام خطب سياسية

د. أكرم مطلك
(موقع الناس)

الأصلاح يعني التغيير والتغيير يراد منه نقل الحالة السيئة الى حالة افضل والبدء في عملية الأصلاح ليس سهلاً بتاتا ، اذ يحتاج الى من يؤمن به ويعمل بجد واخلاص في تنفيذه حتى آخر مراحله ويحتاج الى قائد ورمز له ويتطلب شروطا متوفرة في شخصيته وبناءه الفكري والسياسي وان يكون وطنيا غيورا بأمتياز وشجاعا حازما غير متردد يضع مصلحة الشعب والوطن فوق الجميع يلزم ويلتزم بأحترام وتنفيذ القانون, يمتلك برنامجا واضحا له رؤيا متكاملة ومقسم الى عدة مراحل في عمليات تنفيذه , اذ لا يمكننا القضاء بصورة مطلقة على الفساد واصلاح البلاد بالخطب والكلمات لأن اللصوص والفاسدين هم من اكثر الأشخاص لهم القدرة والحيله والتضليل في القائها لذا يجب ان يكون اصلاحنا حقيقياً ، فأما ان يكون اصلاحا صادقا ووطنيا وشجاعا وغير مهادن يقفز فوق كل الحواجز والمعوقات او يكون اصلاحا كاذبا مهادنا مزورا وهو اصلاح المنافقين والمفسدين ممن كذبوا ويكذبون على الأمة بتسمية افسادهم اصلاحا ,كما قال الله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون) وبين الله كذبهم بقوله تعالى (الا انهم المفسدون ولكن لا يشعرون).

مفهوم الأصلاح اصبحت في الآونه الأخيرة اكثر المصطلحات تناولا في الساحة العراقية اعلاميا وحزبيا ولم تسلم من العبث والتحريف واحيانا التضليل والأستغفال وطرح الكثير من مشاريع الأصلاح لتبرير السياسات الفاشلة والفاسدة وفي حالات اخرى يستخدم مفهوم الأصلاح للدفاع عن بعض السياسيين المتنفذين سلطويا وتحيل الأصلاح الى مجرد ترديد خطابات دونما وعي حقيقي وادراك لمعنى وابعاد هذه الحكمة . ان الأصلاح الذي نريده ونحتاجه كضرورة قصوى لأنتشال الوطن من الأنهيار هو اصلاحا حقيقيا لا تبريرا ولا تزويرا ولا ترقيعا ولا تسويفا .

نعرف جيدا بأن المجيء فقط باشخاص تكنوقراط لا يحل المشكلة لأن الفاسدين والعابثين قد غرزوا اعوانهم واتباعهم في كل مفاصل الدولة العراقية واصبح الفساد ثقافة وممارسة تمت شرعنتها بأساليب شتى بدءاً من ممارسات قادة الكتل السياسية المتسلطة او من بعض رجال الدين .

ان استمرار الفساد وانتشاره كالفطريات في جميع مجالات حياتنا صّعب المهمة لذا يجب ان يكون اصلاحنا كاصلاح الأنبياء والرسل ورجالات التاريخ البارزين لا اصلاحات اللصوص وسراق المال العام .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter