|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  14  / 8 / 2016                               د. أكرم مطلك                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



أللهم اجعل في قضائك لطفا

د. أكرم مطلك
(موقع الناس)

ان القضاء والعدل مرتبطين مع بعضهما والفرق بينهما هو الفرق ما بين الوسيلة والغاية , فلا قضاء سليما بدون عدل حقيقي والقضاء الذي لايحقق العدل هو قضاء مؤذي ومستنكر وفيه معصية لله حيث "ان الله يأمر بالعدل" "واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل".

ان القضاء الحضاري مهمته نشر الفضيلة وحماية المجتمع وبأسم القانون من كل مخالفات المفسدين والخارجين عن القانون اللصوص وسارقي المال العام ويستلهم ضميره الحر في اصدار احكامه ويراقب الله وهو ينطق بالحكم هذا ما يجب ان يكون عليه القضاء النزيه الحقيقي المتحضر البعيد عن تأثيرات المال والسياسة , ليس كما يجري في بلدنا من مهادنة للسراق والفاسدين واحكام قضائية خاضعة للمحاصصة والرشوة والوساطة مستهينين بالرأي وبالحق العام جعل المواطن في شك كبير في نزاهة سلطتنا القضائية واصبح يعيش في قلق شديد وفي صدمة نفسية من نهجها واحكامها الصادرة بحق المخالفين للقوانين حيث خضعت الى التأثيرات السياسية منذ العهد الملكي الى يومنا هذا وكلنا نعرف المحاكم السيئة الصيت مثل محاكم امن الدولة والمجالس العرفية ومحاكم الثورة التي اصدرت احكامها الجائرة بحق الألاف من ابناء شعبنا بدأ من حكم الأعدام الى الحكم لسنين طويلة بتهم ملفقة ومدونه مسبقا اصدرها القضاة الذين ماتت ضمائرهم وباعوا انفسهم وخانوا مباديء مهنتهم وما أقسموا عليه ان ينطقوا بالحق ولا يعصون الله وتعاليم الدين الأسلامي الحنيف.

احكام جائرة ومحاكمات صورية وسريعة وجماعية ودعما لحديثي أذكر واقعة حقيقية تأريخية حدثت في احدى قاعات المحاكم العرفية السيئة الصيت حيث وقف المتهمين بالتهم السياسية يالطابور امام القاضي الذي اصدر حكمه و"بأسم الشعب" وهو كالتالي الحكم بالأعدام من الأفندي الى ابو جراوية ومن ابو الجراوية الى ابو عكال عشرين سنة وبقى ابو جراوية مذهولا مرتجفا لا يعرف اي نوع الحكم الصادر ضده هل هو الأعدام ام المؤبد فسأل القاضي سيدي "انا وين اروح اعدام لو مؤبد فاجابه القاضي روح مؤبد".

هكذا نطق القاضي الحكم وبكل بساطة وسلاسة بدون واعز من ضمير خارق القوانين التي درسها واقسم امام الله على الألتزام بها وتنفيذها, وما اشبه اليوم بالبارحة .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter