|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  7  / 5 / 2015                                 علي محمد                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

ابنتا لوط .. ساذجتان أم زانيتان

علي محمد
 
قبل خلق الإنسان وبعد ذلك، قبل التمرد، كانت علاقة الله بالمخلوقات السماوية جميعاً تتسم بالحب المتبادل. ولكن لغاية غير معروفة يجبر الله كائنات السماء على السجود لآدم، وهو أمر غريب. فآدم كان حديث الصنع، ولم يزل حديث العهد بالسماء وما فيها، وهو لم يتجاوز الجنة ليعرف ما هو خارجها ولم يكن لديه وقت كاف ليتعرف على جميع الموجودين. وحسناً فعل إبليس بعدم السجود له، وهذا يظهر بأن جميع المخلوقات كانت من دون عقل ولا يحق لها التفكير، ما عدا إبليس.

كما لم تبين الكتب السماوية لنا لِمَ أعطى الله قدرة التفكير لإبليس ومن ثم للإنسان بعد خلق حواء، التي تظهر أنها تتميز عن آدم بمقدرة التفكير والتحليل وليس الطاعة المطلقة.

وبعد مرور الأزمان تتوالى انتقامات الله على البشر لأسباب مختلفة، أهمها عدم طاعة شخص اختاره ليقود الناس إلى عبادته وتنفيذ تعليماته بلا تردد.

وينتقم الرب الإله من قوم لوط بأجمعهم لعدم إتباعهم لوط واستمرارهم على إتيان الذَكَر. والتوراة ومن بعدها الإنجيل والقرآن لم يلمحوا إلى أن نساء سدوم مثليات أيضا. الأطفال، ما ذنبهم في تلقي قصاص جرم ليسوا شركاء فيه، ليتعرضوا لأسلحة الدمار الشامل؟ وهل من الواقع أن ينفرد شخص واحد بالإيمان الإلهي دون مؤيد أو مريد، حتى من أهله؟ وما ذنبهم إذا لم يستطع نبي اختاره الله لأنه متميز بعقله وخلقه، أن يكسب ولو مجرد فرد من المجتمع إلى مشروعه الاجتماعي الديني؟ ولمَ لمْ يعاقب الله لوط على سوء أدائه الرسالي؟

وجاء ذكر هذه الرواية في العديد من السور القرآنية. فعلماء الدين والمفسرون الإسلاميون يدّعون أن الله عاقب قوم لوط :
- لأنهم مارسوا اللواط بشكل علني دون استتار وفي أزقة المدينة،

-
وبعضهم يعتقد أن ذلك جاء بسبب قحط ألمَّ بالمناطق المجاورة لمدينة لوط وأنهم راحوا يغتصبون الأغراب الذين تطأ أرجلهم مدينتهم بشكل علني من أجل ردع باقي الوافدين إلى المدينة،

-
وآخرون منهم يقولون بأن قوم لوط قد خدعوا من قبل الشيطان الذي تصوَّر لهم على شكل شاب جميل يدعوهم لممارسة الجنس معه بشكل علني ثم جعلوه عرفاً لهم.

وبالإمكان العودة لتلك التفاسير في مؤلفات؛البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، محمد بن السائب الكلبي، الحسين بن مسعود البغوي، محمد بن أحمد القرطبي، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، شهاب الدين الآلوسي وغيرهم من المؤرخين والمفسرين.

وتتشابه القصة القرآنية مع التوراتية ولكن بشكل مختزل مع اختلاف العقاب بين آية وأخرى في بعض السور.

ويذكر القرآن بصريح القول أن قوم لوط كانوا يأتون الذكر.
"وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (
النمل-54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ" (النمل-55)

وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون ) (
الأعراف: 80-82).
 
أما في الإصحاح (19) من سفر التكوين في التوراة فتبدأ القصة من لحظة قدوم الملاكين الجميلين إلى سدوم بشكل علني وأمام الملأ، رغم أن الأديان تجزم على أنه لا يمكن أن يرى الملائكة إلاّ الأنبياء والرسل ومن اصطفاهم الله لسبب ما، فكيف عمد الله إلى إظهار الملاكين بتلك الصورة وإشعال فتنة بين لوط وقومه.
 
" فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض . 2  وقال يا سيّديّ ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما. ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا لا بل في الساحة نبيت. 3  فألحّ عليهما جدا. فمالا إليه ودخلا بيته. فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا".
 
لقد وصل الملاكان إلى سدوم في المساء فكيف ميّزهم لوط على أنهما ملاكان، وكيف تسنى للسدوميين رؤية وجهيهما الجميلين والطريق الذي يوصل إلى بيت لوط من دون مصابيح؟ وإذا كانا ملاكين فربما يشع وجهاهما نوراً أو يكون محاطاً بهالة نورانية فحتما سوف لا يتجرأ قوم لوط على التحرش بهما رهبة؟

ويجيء شعب سدوم عن بكرة أبيهم، كما يقال، من الصغير إلى الكبير ليحيط بالبيت. كيف تجمعوا بهذه السرعة ولا توجد مكبرات صوت ولا تلفونات في ذلك الزمن؟

ففي سورة هود يظهر القرآن مدى تذمر لوط من مجيء الملاكين واعتبار أن ذلك سيخلق معضلة كبيرة له، عكس ما ورد في التوراة من الترحيب والسجود أمامهما :

" وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (
هود-77)

ويدخلان إلى الدار على مضض بسبب إلحاح لوط ليتناولا العشاء.
 
" فأكلا 4 وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ كل الشعب من أقصاها. 5 فنادوا لوطا وقالوا له أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة.اخرجهما إلينا لنعرفهما"(
الإصحاح (19)  سفر التكوين)

وفي القرآن:
" وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (
هود-78)
 
وخرج النبي لوط إلى شعب سدوم الذين كانوا على وشك تحطيم الباب وعرض عليهم ابنتيه الباكرتين ولهم أن يفعلوا بهما ما يحلو لهم، أي مضاجعتهما من الدبر كما يفعلون مع الذكور لينقذ ملاكين بمقدورهما الدفاع عن نفسيهما باستخدام العنف أو الاحتجاب عن النظر أو الصعود إلى السماء من حيث جاءا. وكيف يحل نبي تلك المشكلة بهذه الطريقة المخجلة؟ فما ذنب هاتين الصبيتين اللتين سيتعرضان للاغتصاب من الشعب ؟
 
"فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه. 7 وقال لا تفعلوا شرا يا إخوتي. 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا. اخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم. وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي"(
الإصحاح (19) سفر التكوين)
 
وهذا أيضاً قد أكده القرآن:
" قَالَ هؤلاء بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (
الحجر-71)

وبعد التهديد تقدم السدوميون لكسر الباب وهم يوعدون لوط بعذاب أكثر مما سيحل بالضيفين إن لم يبتعد، فسحب الملاكان لوط إلى الداخل وأغلقا الباب ثم ضربا شعب سدوم بالعمى حتى أنهم لم يهتدوا إلى الباب.
 
"فقالوا ابعد إلى هناك. ثم قالوا جاء هذا الإنسان ليتغرب وهو يحكم حكما. الآن نفعل بك شرا أكثر منهما. فألحّوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب . 10 فمدّ الرجلان أيديهما وادخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب. 11  وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير إلى الكبير. فعجزوا عن أن يجدوا الباب 12"(
الاصحاح (19) سفر التكوين)

وفي القرآن جاء:
"وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ" (
القمر-37)
 
ثم طلب الملاكان من لوط أن يهرب مع عائلته وأصهاره ومعارفه لأنهما سيهلكان أهل سدوم. وحين أخبر لوط أصهاره بذلك سخروا منه غير مصدقيه.
 
" وقال الرجلان للوط من لك أيضا ههنا. أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان . 13 لأننا مهلكان هذا المكان. إذ قد عظم صراخهم أمام الرب فأرسلنا الرب لنهلكه. 14  فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان. لان الرب مهلك المدينة. فكان كمازح في أعين أصهاره. 15" (
الإصحاح (19) سفر التكوين)

وعند الفجر أمسك الملاكان بأيدي العائلة وأخرجوها من سدوم عنوة مع تحذير بعدم النظر إلى الخلف. ويدور حوار بين لوط والملاكان عن الجهة التي يجب أن يهرب إليها والملاكان يرجحان الجبل ولكن لوط يخاف أن يتعرض لشر ما ويموت فيفضل مدينة صغيرة أسمها صوغر.
 
" ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة. 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة. 17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج انه قال اهرب لحياتك.لا تنظر إلى ورائك ولا تقف في كل الدائرة.اهرب إلى الجبل لئلا تهلك. 18 فقال لهما لوط لا يا سيد. 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي.وأنا لا اقدر أن اهرب إلى الجبل.لعل الشر يدركني فأموت. 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة.اهرب إلى هناك.أليست هي صغيرة.فتحيا نفسي. 21 فقال له أني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا أن لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها. 22 أسرع اهرب إلى هناك.لأني لا أستطيع أن افعل شيئا حتى تجيء إلى هناك.لذلك دعي اسم المدينة صوغر " 24 (
الإصحاح (19) سفر التكوين)
 
ومع اشراقة الشمس ينزل الله عقابه على أهل سدوم وعمورة وما يحيط بهما، فيمطر عليهم كبريتاً وناراً ليدمر المنطقة وكل ما عليها. ومن سوء حظ امرأة لوط أن يتحرك لديها حب الاستطلاع فتنظر إلى الخلف لترى الدمار فحولها الله إلى عمود ملح. ولم عمود ملح وليس حجر أو تراب؟
 
" وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر. 24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. 25 وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض. 26 ونظرت امرأته من وراءه فصارت عمود ملح 27"(
الإصحاح (19) سفر التكوين)
 
وفي القرآن:
" قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ" (
هود-81)
" فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ" (
هود-82)
" فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ" (
الأعراف-83)
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ" (
التحريم10)
 وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (
الأعراف-84)
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلا آلَ لُوطٍ ۖ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (
القمر-34)

وتتكرر صفة العقاب في عدد آخر من الآيات.
وهنا يظهر بشكل مفاجئ النبي إبراهيم ليرى الدمار الذي حل بسدوم وعمورة وما يحيط بهما. ولا يوجد أي مبرر لإقحامه على النص، فهل هو جاء بدعوة لمشاهدة فلم رعب؟

" 27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب 28 وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل ارض الدائرة ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الاتون "

بعد ذلك صعد لوط، لسبب غير مذكور، إلى الجبل ليعيش مع بنتيه في مغارة. ويفترض أنه قد أخذ معه غير الطعام والماء، كمية كبيرة من الخمر من مدينة صوغر. فهل كان حاله يسمح بهذا التصرف؟
وفي المساء يتحرك الدافع الإنساني لدى البنتين وتفكران بطريقة لإنقاذ الجنس البشري من الانقراض. ولم يذكر الكتاب المقدس ما حل بصوغر وناسها، فهل دمرها الله هي الأخرى أيضاً، وإن حصل ذلك لأي سبب؟ وإلا لم اعتقدت الفتاتان أن الجنس البشري سينقرض؟

 " وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لأنه خاف أن يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. 31 وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. 32"(الإصحاح (19) سفر التكوين)

وهنا تجد البنت الكبرى حلا بسقي أباها ،النبي، كمية كبيرة من الخمر ليغيب فيها عن والوعي وتمارس الجنس معه لتحبل. وحين تنجح تبادر الصغرى لعمل الشيء ذاته، والنبي مستسلم، يسكرانه كما يحلوا لهما، فقد تحول دوره من هداية الناس لعبادة الله إلى السكر. ربما لينسى ما حل بهم في الأيام الفائتة! ولمَ يوافق على شرب الخمر حتى السكر وفقدان الوعي وهو نبي يرشد الناس على تجنب ذلك؟!

"وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. 32 هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من أبينا نسلا. 33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 34 وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي.نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من أبينا نسلا. 35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 36 فحبلت ابنتا لوط من أبيهما 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو أبو الموآبيين إلى اليوم. 38 والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي.وهو أبو بني عمون إلى اليوم" 37. (الإصحاح (19) سفر التكوين)

ولم يذكر لنا الكتاب المقدس رأي لوط بذلك الحبل ولم يتبادر إلى ذهنه أن يسألهما من أين جاءهما الحبل وهم معزولون في مغارة الجبل، ربما لأنه أصبح مدمناً ولم يعد يعي ما يحصل حوله. وحتى الله كان متعاطفاً مع سلوك البنتين فلم يجهضهما أو يعاقبهما ولا حتى توبيخهما على هذا السلوك الشائن الذي يعاقب عليه جميع بنات حواء لو اقترفن من مثل هذا الإثم. ولمَ لم يغفر الله لزوجة لوط وهي لم ترتكب إلا معصية خفيفة لا تضر أحداً؟ ولم يعاقب لوطاً على سكره ليكون أداة لارتكاب ذلك الفعل غير المقبول اجتماعياً ودينياً؟

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter