|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  7  / 1 / 2017                                 عزيز العراقي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وقفة مع زيارة السيد المالكي الى طهران

عزيز العراقي
(موقع الناس)

يؤكد البلاغ الصادر عن زيارة نائب رئيس الجمهورية ورئيس حزب الدعوة وتحالف دولة القانون السيد نوري المالكي الى جمهورية ايران الاسلامية , الذي نشرته وكالة (ارنا) الرسمية الايرانية يوم الخميس 5 / 1 / 2017 على : ان الطرفين اتفقا على ضرورة الحفاظ على استمرار وحدة القائمة الشيعية العراقية . في اشارة واضحة على ان المالكي – بعد ان قابل السيد الخامنئي , وباقي كبار المسؤولين الايرانيين الذين اكدوا له عدم موافقتهم على ترشحه الجديد لولاية ثالثة – قد ادرك ان مكاسبه ستكون اكبر في استمرار سيطرة القائمة الشيعية , بدل ترشحه لرئلسة ثالثة ستخلق اشكالات قد تكون دموية من قبل حلفائه (التيار الصدري و المجلس الاعلى) . وستؤدي ليس بوحدة القائمة الشيعية فقط , وانما ستخلق حرب اهلية بين الشيعة انفسهم قبل ان تكون مع غيرهم .

ايران دولة نظام ومؤسسات , وتعرف جيدا ما الذي يخدمها ويحقق مصالحها . بعكس العراق الذي لا يمتلك نظام , ولا دولة تحدد توجهه في تحقيق مصالحه - ودع عنك مصالح الشعب - . ايران لم تجد ما يحقق مصالحها في العراق اكثر من وحدة القائمة الشيعية , التي ستبقى تقود العملية السياسية ما دامت هذه العملية مبنية على اسس التحاصص الطائفي . ايران لا تستطيع بشكل مباشر ان تلملم السنة الرافضين لحكم الاغلبية الشيعية , ولا الاكراد الذين انجزوا فيدراليتهم وباتوا يتطلعون الى الاستقلال تحت عباءتها مثلما تفعل مع القائمة الشيعية . ومن هذه النقطة بالذات جاء توافق مصالح ايران مع مصالح المالكي , الذي اكد ان قائمته ستمتلك الاكثرية , وسيكون مؤثرا , وسيستمر قائدا بعد الانتخابات القادمة , (على الاقل) سيبعد المحاسبة التي تترصده عن المهالك التي اسقط العراقيين فيها .

الاكثرية السياسية تحت قبة البرلمان , هي ليست الاكثرية (الطائفية) كما يريدها المالكي وايران . وحتى لو تمكن في الانتخابات القادمة تحقيق هذه (الاغلبية) , فسيصطدم بمعارضة قوية من السنة والاكراد واطراف في القائمة الشيعية ذاتها , سواءا التيار الصدري او آخرين سوف لن يتمكنوا من الانجرار وراء المالكي بسبب الخوف او الانتهازية مثلما حدث في السابق . المالكي يدرك جيدا ان ايران ليست اسيرة هذا التوجه الذي يمكن وصفه بآخر خشبة انقاذ له , اذا تطلب الوضع انفتاح القائمة الشيعية على باقي المكونات باتجاة اصلاح يضمن منع التفجر الشعبي الكفيل باعادة صياغة دستور جديد , وانهاء المحاصصة الطائفية سبب البلاء الحقيقي التي اتت بالمالكي , وستأتي بامثاله ان استمرت تحكم العراق .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter