|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  12  / 9 / 2015                                 عزيز العراقي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل يدرك العبادي ثمن تردده ؟!

عزيز العراقي

سربت جبهة المالكي في حزب الدعوة ودولة القانون الى الاعلام عدة اخبار وصور خلال الايام الاخيرة , من ابرزها ان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس , وهو احد صقور هذه الجبهة الموالية لايران , قال للعبادي : " ان الامريكان جاءوا بك لهذا المنصب كي تأتمر بأوامرهم ". على خلفية اخبار العبادي له ولرئيس منظمة بدر هادي العامري , بأن الامريكان رفضوا اشتراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الفلوجة كشرط لتحريرها من قبلهم , مما اضطر العبادي لطرده من المكتب . الا ان العراب الايراني لقادة الاحزاب الشيعية العراقية الجنرال قاسم سليماني زار بعد ساعتين مقر رئيس الوزراء حيدر العبادي بشكل مفاجئ , وتحدث معه حول ضرورة عدم الانسياق وراء المخططات الامريكية , وهدده بالقول " انك لن تظل رئيسا للوزراء " وبديلك جاهز . من جانب آخر صرح القيادي في حزب الدعوة وكأنه جالس في مقهى , بان العبادي :" ساذج وعديم الخبرة وما يقوم به من تخبط سيؤدي الى الانهيار بمؤسسات الدولة ". ولعل الاوضح ما نشره المالكي على موقعه , صورة تظهر فيها قيادة الدعوة وبينهم العبادي , وهم يستمعون الى المالكي التي يظهر فيها كقائد يشمر بيديه , والجميع ينصتون ويبتسمون في حالة تبعية وخضوع . بهذه الوسائل البائسة ينتقصون من العبادي , ويحاولون ان يختزلوا الصراع الاعمق في تاريخ الشيعة , لا بل بين فقراء العراقيين جميعا وبين هذه القيادات السياسية الشيعية الفاشلة .

لقد ادرك الجميع ان المالكي وجميع الموالين للنظام الايراني من القيادات السياسية الشيعية العراقية قد شحذوا هممهم لإسقاط العبادي , الذي حصل على التفويض الشعبي من خلال المظاهرات الاسبوعية وتأييد المرجعية الكريمة في النجف الاشرف . والطرفان المرجعية الكريمة والتظاهرات شددت في الاسبوع الماضي وهذا اليوم على ضرورة تطبيق حزمة الاصلاحات وعدم ابقاءها كقرارات فقط , بعد ان اظهر العبادي الكثير من التردد في تطبيقها . وجانب المالكي يراهنون على استغلال الجانب الضعيف في شخصية العبادي . والسؤال : هل ان العبادي عزم على التطبيق وفق آليات مدروسة ؟ ام مثل ما وصفه السنيد : " ساذج وعديم الخبرة وما يقوم به من تخبط سيؤدي الى انهيار مؤسسات الدولة " . ويقصد طبعا دولة المالكي وما حملته من توجهات اوصلت العراق لهذا الحضيض , وأبقت السنيد وباقي اللصوص والفاسدين على راس السلطة .

مجنون من يعتقد ان الجماهير المكتوية بنار كل الجرائم التي ارتكبت بحقها ستتراجع امام تهديدات المالكي وكل الذين اصطفوا معه من جميع الكتل الشيعية والسنية والكردية , لا بل ستزداد اصراراً , وليس امامها للتخلص من البؤس الذي تعيشه غير الاستمرار في طريق ثورتها السلمية . ومن جانب المرجعية الكريمة في النجف الاشرف , فليس امامها ايضاً غير دعم المطالبات الجماهيرية المشروعة , وتشديد التوجيه الاسبوعي للعبادي وحكومته بالابتعاد عن التردد , والإسراع والحزم في تطبيق الاصلاحات , وتطويرها نحو اعادة بناء الدولة المدنية الحديثة . ولعل الخلاف الذي تحول الى صراع بين المرجعية الكريمة في النجف الاشرف كونها المرجع الاصيل للشيعة في العالم وضد نظرية ولي الفقيه . وبين مرجعية الولي الفقيه الايراني السيد الخامنئي , ومن خلفه جماعة المالكي والمليشيات وبعض القادة السياسين الشيعة .

العبادي وضع جميع الاطراف في حيرة تردده , وكلما طالت فترة التردد ستكون الاثمان باهظة جداً . ومجنون من يعتقد ان العبادي يمتلك طريق آخر غير طريق الاصلاح الذي يحافظ به على حياته وعلى هيبة المرجعية وأحقيتها في انحيازها للمشروع الوطني العراقي , وعلى حقن دماء الكثير من العراقيين الذين سيكونون حطبا للنار التي ستشتعل بين المشروعين العراقي والإيراني . والسؤال الاكثر حيرة : ماذا لو ذهب السيد السيستاني للقاء ربه لا سامح الله ؟ وفي هذه الفترة ؟ فهل يدرك العبادي ثمن تردده ؟!
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter