|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  25  / 3 / 2015                                 عدنان حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شنــاشيــــل :

وزارة المرأة .. صحّ النوم!

عدنان حسين

ربما في وقت آخر ما كان إعلان وزارة المرأة هذا سيستفزني كما فعل الآن.. يبدو ان سوء حظ الوزارة وسوء حظي شخصياً هو ما جعل إذاعة الإعلان تتزامن مع تقرير محلي عن تفشّي ظاهرة الزواج المتعدد خارج القانون، ومع خبر عن تكريم الرئيس المصري عدداً من الأمهات المثاليات بينهن واحدة تنكّرت عشرات السنين في هيئة رجل لتُعيل نفسها وابنتها الوحيدة ثم أحفادها.

وزارة المرأة دعت في إعلانها وسائل الإعلام والإعلاميين والطالبات والطلاب الى المشاركة في جائزة منظمة المرأة العربية لأفضل إنتاج إعلامي عن المرأة مقروء أو مرئي أو مسموع.

ما كان على وزارة المرأة أن تتعب حالها بإعلان كهذا، فهذا واجب وسائل الإعلام المختلفة، فالوزارة أنشئت للمساعدة في حلّ المشكلات المزمنة التي تعاني منها المرأة العراقية، وهي مشكلات لا عدّ لها ولا حصر، ولا أصعب منها ولا أعقد في مجتمع يتيسر فيه انتهاك حقوق النساء وإنسانيتهن بسهولة شرب الماء، تحت سمع وبصر الدولة.

بالتزامن مع إعلان الوزارة، أظهر تقرير للسلطة القضائية العراقية زيادة ملحوظة في حالات تعدد الزوجات التي يتم معظمها خارج المحكمة خلافاً للقانون وبالتواطؤ بين المتزوجين غير الشرعيين ورجال دين ينظمون عقود الزواج غير الشرعية (
شفق نيوز).

الزواج خارج المحكمة بغرض تعدد الزوجات له تبعات اجتماعية خطيرة، ولست أدري إن كانت وزارة المرأة مدركة هذا الأمر، فمن المفروض أن تكون هذه الوزارة أول من يعلم بتفشي هذه الظاهرة لتعمل بالتعاون مع وزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية على معالجتها.

قيام أشخاص بالزواج المتعدد خارج المحاكم يعدّ انتهاكاً للقانون، يضاعف من وطأته تواطؤ رجال دين فيه .. هذا الانتهاك للقانون عدا عن خطورته من هذه الناحية، فانه يشجّع على انتهاك القانون في نواح أخرى عديدة وعلى إطاحة هيبة الدولة وسلطتها. نرجو أن تكون وزارة المرأة مهتمة بهذا الأمر، في الأقل بدرجة اهتمامها بحثّ الإعلاميين والطلبة على المشاركة في مسابقة منظمة المرأة العربية.

وفي هذه الأيام كان من المفترض أن تهتم وزارة المرأة بالاحتفاء بيوم الأم وان تكرّم بأعلى المستويات عدداً من الأمهات المثاليات، وهنّ في بلادنا بعشرات الآلاف، مثلما اهتمت دول أخرى كمصر مثلاً التي استقبل رئيسها في مكتبه الرسمي عدداً من الأمهات المصريات المثاليات، بينهن واحدة اضطرت إلى ارتداء ملابس الرجال لأكثر من أربعين سنة كيما تستطيع أن تعمل في المهن ذات العائد المجزي، وهي التي اعتاد الرجال على العمل فيها، لتوفير حياة كريمة لها ولابنتها الوحيدة التي توفي والدها وهي لم تزل في بطن أمها.

وكل يوم والأمهات العراقيات، اللائي نسيتهن وزارة المرأة في يومهن، بخير.


المدى
العدد (3320) 25/3/2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter