|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  14  / 3 / 2015                                 عدنان حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شنــاشيــــل :

سمعة الخطوط الجوية

عدنان حسين

قد ينزعج، بل قد يغضب، مدير عام الخطوط الجوية العراقية حيال أي نقد يُوجّه الى أداء مؤسسته .. هذا أمر مفهوم، وهو شأنه . لكن مهما كان انزعاج المدير العام أو غضبه فان نقد أداء المؤسسات العامة والخاصة حق لكل فرد، وهو واجب على أهل الإعلام خصوصاً، من أجل المساعدة في تقويم الأداء وتصحيح المسار.

اسطول الخطوط الجوية العراقية جرى تحديثه على نحو واضح خلال السنتين الأخيرتين، ودخلت في خدمته طائرات كبيرة ومريحة.. لا شكّ في هذا، لكنّ الطيران المدني ليس مجرد طائرات حديثة وفارهة .. إنه الخدمة في المقام الأول، وخدمة الخطوط الجوية العراقية لم تزل ضعيفة في جوانب ومتخلفة في جوانب أخرى، ولم تصل بعد الى المستوى المواكب لتحديث اسطول الطائرات.

داخل المطارات لم تزل خدمة تسجيل المسافرين بطيئة وتستغرق وقتاً طويلاً لا لزوم له.. في المطارات الأخرى تبلغ أعداد المسافرين أضعاف أعداد المسافرين في مطاراتنا وعلى رأسها مطار بغداد الدولي. ومع ذلك ، نلحظ انسيابية مريحة في حركة المسافرين بخلاف ما يجري في مطاراتنا. وعملية تفريغ ونقل الأمتعة وتسليمها الى الركاب في مطاراتنا أكثر بطئاً.. في كثير من المطارات الكبرى غالباً ما يجد الراكب ان أمتعته قد سبقته في الوصول الى القاعة عبر الحزام الناقل، بخلاف ما يجري لدينا، وبالذات في مطار بغداد، حيث يمرّ وقت طويل بعد أن ينتهي الراكب من إجراءات تسجيل الوصول فيضطر للانتظار كثيراً.

في المطار أيضا نادراً ما تجد خدمات الإتصالات مؤمنة .. لا خدمة تلفونات على الإطلاق، وخدمة الإنترنت تتوفر مرة وتنعدم مرات، وإذا ما توفرت فتكون ضعيفة للغاية.

على الطائرات تعطي طواقم الخدمة الإنطباع كما لو انها مسخّرة للعمل برغم أنفها لخدمة الركاب. وفي طائرات الرحلات المحلية على نحو خاص تُقدّم الخطوط الجوية العراقية وجبات طعام لا تصلح للاستهلاك البشري .. قطعة خبر إفرنجي أقرب الى الإسفنجة منها الى قطعة الخبز، وهي فوق ذلك باردة، وملفوفة لفاً قوياً بقطعة نايلون.. إنها في حال تعافها معها النفس.

أجورالخطوط الجوية العراقية ليست رخيصة كيما يمكن تبرير نقص الخدمات أو ضعفها .. الرحلات الداخلية على سبيل المثال تكلّف في المعدل 200 دولار للرحلة باتجاهين بين بغداد وكل من البصرة وأربيل والسليمانية.

أمس بحثت في الانترنت عن رحلات جوية في أوروبا بسعر 200 دولار فوجدت ان بوسعي أن اقوم برحلة بين لندن وباريس ولندن ودبلن (جمهورية آيرلندا) ولندن وأمستردام بمثل هذا المبلغ، على طائرات الخطوط الجوية البريطانية أو الفرنسية أو الملكية الهولندية (KLM)، مع فخامة الخدمة على طائرات هذه الشركات. علماً بأن لتذاكر هذه الشركات ميزة التعديل أو الإلغاء، فيما تذكرة الخطوط الجوية العراقية للرحلات الداخلية غير قابلة للتعديل أو الرد، ولا أعرف إن كان الأمر يشمل الرحلات الخارجية التي لم أجربها بعد.
في الماضي تمتعت الخطوط الجوية العراقية بسمعة طيبة على مدى عقود.. نستحق أن يستعيد ناقلنا الوطني تلك السمعة، فلم يبق لدينا الا القليل مما نفخر ونباهي به.


المدى
العدد (3311) 14/3/2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter