عدنان حسين
     


|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  10 / 6 / 2015                                 عدنان حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شنــاشيــــل :

الموصل .. الفاعل مجهول .. الى الأبد!

عدنان حسين

نعم، بعد سنة كاملة لم تزل القضية مسجّلة ضد مجهول، ولم يزل الفاعل مجهولاً.. وبعد سنة من الآن سنجد ان ملف هذه القضية لم يزل مفتوحاً مرة ومغلقاً مرات، والفاعل ما فتئ مجهولاً، وكذا الحال بعد سنتين وثلاثاً وعشراً.

لا يُراد للفاعل أن يكون معلوماً في جريمة سقوط الموصل التي مهّدت لعدد لا يحصى من الجرائم الكبرى (إحتلال ثلث مساحة البلاد ومقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف وسبي وإغتصاب الآلاف.. وسوى ذلك).

ولا عجب فكل جرائم القتل بالمفخخات والهاونات والبنادق والمسدسات الكاتمة والمجلجلة التي شهدناها منذ العام 2003 بقيت مجهولة الفاعلين .. سياسيون بارزون بالعشرات وأكاديميون مرموقون بالعشرات ومهنيون محترفون بالعشرات وإعلاميون معروفون بالعشرات وأناس عاديون بالآلاف قُتلوا غيلةً عن عمد وسابق إصرار، وفي غضون ذلك أحترقت أسواق وتهدمت مدارس ومستشفيات وبيوت ومساجد وكنائس، ولم تهتد مؤسسات دولتنا إلى الفاعلين في هذه القضايا، وقد ملّ أهالي الضحايا من المراجعات وتكاليفها المادية والنفسية، فاستسلموا للأمر الواقع، والأمر الواقع هو ان أحداً لا يريد أن يكون الفاعل معلوماً، ذلك ان رفع غطاء المجهولية سيعني ان الأرض ستزلزل زلزالها وانها ستُخرج أثقالها وينقلب عاليها سافلها، ويومها لن ينفع مال حرام أو حلال ولا بنون، والكل حريص على ماله الحرام والحلال وعلى البنين.

لا عجب فكل قضايا التزوير في الانتخابات العامة والمحلية سُجّلت ضد مجهولين، ومثلها قضايا تزوير الشهادات الدراسية والوثائق الرسمية التي مكّنت الآلاف من الفاشلين دراسياً من تبوء مناصب ومراكز قيادية في الدولة بعلم كامل وحماية تامة وصيانة مكينة من أحزاب مؤمنة وأخرى غير مؤمنة وثالثة بين بين اندس في صفوفها قتلة سابقون وصداميون سابقون!

لا عجب، فقد بقيت كل قضايا الفساد المالي والإداري الكبرى التي أبطالها وزراء ونواب ووكلاء وزارات ورؤساء مؤسسات ومدراء عامون ومصرفيون وتجار ومقاولون وقادة في الجيش والشرطة والأمن .. بقيت ملفاتها مغلقة فيما الملفات المفتوحة اقتصرت على صغار الحرامية وعلى مجهولي مكان السكن، وهذه كناية عن الفرار الى خارج البلاد بمساعدة وتسهيلات من الشركاء في جهاز الدولة.

لا عجب أن تبقى قضية سقوط الموصل وتكريت والرمادي مجهولة الفاعلين سنة كاملة .. ولن يكون عجباً ان تبقى كذلك سنتين وثلاثا وعشراً أيضاً.. وعلى الأرجح الى أبد الآبدين، فنحن في بلاد العجب ودولة العجب وبرلمان العجب وحكومة العجب وقضاء العجب!


المدى
العدد (3382) 10/6/2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter