|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  9  / 9 / 2020                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المجاميع الموالية لإيران تقف مانعاً أمام تنفيذ الإصلاحات في العراق

وكالة دويچه ڤيلا الألمانية
ترجمة : عادل حبه
(موقع الناس)

السلاح المنفلت خطر يهدد العراق

وعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتحسين الوضع وإحلال السلام والازدهار في البلاد من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية منذ توليه منصبه في بغداد في أيار الماضي ، ولكن تواجهه عدة عقبات في تحقيق هذا الهدف.

لقد تحول العراق إلى ساحة معارك لعدة عقود، وهو الآن في أمس الحاجة إلى إصلاح جذري. إلاّ أن الخصوم السياسيين، ولا سيما الجماعات الموالية لإيران، يعرقلون أي مسعى صوب الإصلاح.

وعبّر عدد من كبار المسؤولين العراقيين لوكالة فرانس برس إن الجماعات الموالية لإيران أصبحت مشكلة أمام إجراء الإصلاح الحكومي في العراق. وقال مسؤول كبير: "إن هذه الجماعات تشرع بالتخريب بإطلاق الصواريخ أو الحملات الدعائية متى ما يرون أننا نقترب من المس بمصالحهم السياسية أو الاقتصادية".

في منتصف آب، زار الكاظمي واشنطن، وأجرى محادثات مع دونالد ترامب، وأعرب عن أمله في أن تعزز الرحلة من تنفيذ برنامجه ، ولكن العنف تصاعد بشكل يثير الإنتباه منذ ذلك الحين.

ففي 3 أيلول ، قصفت طائرة مسيّرة مبنى شركة أمنية أمريكية بريطانية بالمتفجرات، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم؛ لكن الميليشيات الموالية لإيران هي التي تحمل الشركة مسؤولية اغتيال قاسم سليماني.

وفي وقت سابق أصيب موظف بالامم المتحدة في هجوم على قافلة اغاثة في مدينة الموصل الشمالية. وشنت مجموعات مجهولة تحت اسم "المقاومة الإسلامية" هجمات مماثلة في مناطق مختلفة.

رسائل مختلفة من "المقاومة الإسلامية".
ووفقاً لمسؤول أمني عراقي، على الرغم من أن الجماعات المسلحة تعمل تحت أسماء مختلفة، إلا أنها جميعًا مرتبطة بـ "الحشد الشعبي" ، وهو جيش من المتشددين المتطرفين المعترف بهم من قبل الحكومة ولكنهم في الأساس من الموالين للحكومة الإيرانية. وأردف المسؤول الأمني قائلاً: "بعد اغتيال سليماني ، شكلت هذه الجماعات جبهة موحدة وبدأت العمل تحت مسميات مجهولة". وتتهم هذه الجماعات ذاتها الكاظمي بالتآمر لاغتيال سليماني أثناء توليه رئاسة جهاز الأمن العراقي.

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أيضاً أن الهجمات على المؤسسات الأمريكية تنفذ من قبل مجموعات مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ، وهي مليشيات موالية لإيران.

حملة إعلانية
وشنت جماعات موالية لإيران على علم بنوايا الكاظمي لاحتواء السلاح المنفلت، حملة دعائية ضده بالتزامن مع الحملات الدعائية التي شنتها صحف ايرانية متشددة. كما راحت هذه الجماعات بمهاجمة القنوات التلفزيونية المناهضة لأهدافهم عبر الإنترنت وتوجيه التهديدات ضد السلطات العراقية.

وقال المتحدث باسم الكاظمي احمد الملا طلال لوكالة فرانس برس:"ان الحكومة لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع الجماعات المسلحة، وبدلا من ذلك نحاول قطع التمويل عن طريق السيطرة على المعابر الحدودية". وهي الواردات عالية الدخل عبر التهريب من الحدود الإيرانية.

وتعارض الجماعات المسلحة بشدة جهود حكومة الكاظمي للسيطرة على حدود البلاد. وصرح مسؤول كبير لوكالة فرانس برس في تموز أنه كلما سعت الحكومة للسيطرة على المنافذ "فإن هذه الجماعات تقوم بتهديد الموظفين وترهيب عائلاتهم وتحرض البدو لقتلهم".

بعد سنوات من الحرب والاضطرابات، يمر العراق الآن بأزمة اقتصادية عميقة بسبب انخفاض أسعار النفط وانتشار وباء الكوفيت-19، ويحتاج إلى إصلاح جذري، لكن الحكومة تواجه مقاومة قوية.

وكان البرلمان العراقي قد أمهل وزير المالية علي علاوي مهلة حتى 24 آب لتقديم خطة للإصلاح الاقتصادي، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الاضطرابات المستمرة.

وفي الأسبوع الماضي، شكل الكاظمي لجنة لمكافحة الفساد، وأذن لوحدات خاصة من كتيبة مكافحة الإرهاب باعتقال حتى الأشخاص من ذوي النفوذ. كما نفذوا عمليات في البصرة وبغداد للاستيلاء على أسلحة ممنوعة لكن دون نجاح كبير.

يعتقد الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف أن البلاد في وضع "خطير". إنه يعتقد بأنه من أجل تجنب الصراع ، يجب أن يجري الكاظمي حواراً جاداً مع القادة الروحيين لهذه الجماعات.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter