|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت   / 2 / 2021                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وفاة البارون بنيامين روتشيلد

البرفسور فالنتين كاتاسونوف *
ترجمة :عادل حبه

(موقع الناس)

المصدر:  صندوق الثقافة الستراتيجية الروسية

البرفسور فالنتين كاتاسونوف

وفاة أحد أفراد عائلة روتشيلد.... ونتف من نظرية المؤامرة
في الخامش عشر من كانون الثاني 2021، توفي المصرفي البارون بنيامين دي روتشيلد عن عمر يناهز 57 عاماً بسبب نوبة قلبية في قصر العائلة في شاتو دي بريني في سويسرا. البارون بنيامين دي روتشيلد هو نجل المصرفي إدموند دي روتشيلد (1926-1997)، أحد أكبر الشخصيات في عائلة روتشيلد، ورئيس الفرع السويسري للعائلة، والثالث من حيث الأهمية بعد فرعي العائلة الإنجليزية والفرنسية.

بعد وفاة والده في عام 1997، قام بنيامين البالغ من العمر 35 عاماً بوراثة والده، حيث تولى رئاسة شركة إدموند دي روتشيلد القابضة، التي تدير أصولاً تزيد قيمتها على 175 مليار دولار (وتشمل البنوك الفرنسية والسويسرية والمطاعم والفنادق والمؤسسات الخيرية، وما إلى ذلك). قدرت ثروة بنيامين الشخصية حين وفاته بنحو 1.5 مليار دولار. وبالمقارنة مع أغنى أثرياء العالم، فإن الرقم يبدو متواضعاً.



البارون بنيامين روتشيلد

ولكن على الرغم من ذلك، فإن بنيامين دي روتشيلد احتل المرتبة 1349 فقط في قائمة فوربس (2019)، وكان يُطلق عليه غالباً الشخص الأكثر نفوذاً في النخبة المالية العالمية. كل ما في الأمر أن عائلة روتشيلد لا تحب أن تكون تحت الضوء، حيث يتم إخفاء جزء كبير من أصولها في الظل.

تذكر قائمة أكثر القصص شهرةً المرتبطة بإسم بنيامين اندماج أصول الفرعين الفرنسي والبريطاني لعائلة روتشيلد في عام 2007. وينسب الفضل في ذلك إلى بنيامين. وإرتبط إسمه أيضاً بإفلاس بنك وول ستريت وبنك ليمان براذرز في عام 2008. وكان انهيار هذا البنك هو السبب في اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008-2009. إنخرط بنيامين في السياسة. وهكذا، غدا الرئيس الفرنسي ماكرون هو أحد رعايا عائلة روتشيلد. ويُعتقد أن بنيامين كان مسؤولاً بشكل خاص عن ترقيته إلى سدة الرئاسة.

أود أن ألفت انتباهكم إلى ميزتين "عائليتين" لعائلة روتشيلد: وهي معدل الوفيات المرتفع لأفراد العشيرة، والضباب الذي يحيط بقصص موت أفرادها. وهناك سببان لهذا. أولاً، هناك محاولات اغتيال شخصيات بارزة من عشيرة روتشيلد من قبل المنافسين والمعارضين السياسيين. ثانياً، الانتهاكات الجسيمة والمتكررة من قبل أفراد العائلة لـ "الميثاق الداخلي" للأسرة، الذي وضعه مؤسس العائلة، مائير أمشيل روتشيلد (1744-1812)، ونتيجة لذلك، فبالإمكان أن يقرر "مجلس العائلة" الحكم بإعدام الجاني من أفراد العائلة.



مئير أمشيل روتشيلد

لقد حدثت في العائلة واحدة من أسوأ الوفيات قبل ربع قرن، والحديث يدور حول وفاة أمشيل روتشيلد (1955-1996)، نجل البارون الشهير فيكتور روتشيلد (1910-1990). ففي الثامن من تموز عام 1996، عثر عليه ميتاً في حمام غرفته في فندق بريستول في باريس. وحسب الرواية الرسمية، شُخِّص الانتحار سبباً للوفاة. فقد شنق نفسه بحزام سرواله. وأمر روبرت مردوخ المحررين والناشرين حول العالم بإلتزام الصمت حول القصة. واقتصرت وسائل الإعلام على تقارير موجزة عن حادث الانتحار. ولم يتم الإعلان بعد ذلك عن نتائج تحقيق الشرطة في وسائل الإعلام الرئيسية.

وكما يبدو فإن وفاة بنيامين روتشيلد هي الأخرى تثير الريبة. فقد توفي البارون في أوج عطائه ولم يشك أحد في سوء صحته. وأدت وفاته إلى ظهور ردود أفعال مختلفة. تقريباً الجميع يفترض أنه تعرض للقتل. وتربط معظم الصحف هذا الحدث بالتطورات الراهنة في الولايات المتحدة. وفقاً لبعض الروايات، كان بنيامين وجميع أفراد عائلة روتشيلد من أنصار ترامب. أما أولئك الذين يدعمون بايدن فيعتبرون أن"الدولة العميقة" هي التي إغتالت البارون. بينما يعتقد آخرون، على العكس من ذلك ، إن عائلة روتشيلد دعمت جو بايدن، وكان بنيامين أحد المساعدين غير المرئيين الرئيسيين للمرشح الديمقراطي (كان يقدم لبايدن المساعدة المالية). لا أفترض أن أي من الأحكام صحيحة، فهناك القليل من المعلومات. لم يكن هناك إجماع بين عائلة روتشيلد فيما يتعلق بالمرشحين للرئاسة الأمريكية. إنني أتجرأ على الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي لعائلة روتشيلد كان إضعاف أمريكا. وللقيام بذلك، يجب أن يهتز موقعها بمساعدة الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وأن تقطع رؤوسهم معاً.

يخفي جميع ذرية عائلة روتشيلد تقريباً موقفهم تجاه ترامب وبايدن، ولكن هناك استثناءات. فعلى سبيل المثال، دعم لين دي روتشيلد في 2016 علناً المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الإنتخابات السابقة.

ومن أجل فهم موقف عائلة روتشيلد تجاه أمريكا، من الأفضل الاستماع إلى ما يقوله جاك أتالي. وهو لسان حالهم غير الرسمي وهو في خدمتهم. فعند تصفح كتاب "التنبؤ :تاريخ موجز للمستقبل" (2006) ، قسّم أتالي أحداث نصف القرن التالي إلى خمس مراحل. المرحلة الأولى هي إضعاف أمريكا وفقدان مكانتها كقوة عظمى. والمرحلة الأخيرة هي إنشاء حكومة عالمية (حيث تخضع جميع المناصب، بطبيعة الحال ، إلى عائلة روتشيلد).

في عام 1979 ، اقترح الشاب أتالي استخدام "الحجج الطبية" في الانتقال إلى نظام عالمي جديد. وفي عام 2009، رحب على صفحات صحيفة أيكسبريس بظهور جائحة فيروس كورونا.

من الجاني.
هناك العديد من الدلائل غير المباشرة على أن عائلة روتشيلد كانت متورطة في التحضير لاستفزاز على النطاق العالمي ذي علاقة بـفيروس
COVID-19. واسمحوا لي في هذا السياق أن أذكركم بغلاف مجلة The Economist اللندنية التي صدرت عشية العام الجديد (2019)، وهي جزء من إمبراطورية روتشيلد. بعد ذلك، وفقاً للخبراء في فك رموز الأغلفة الباطنية لهذه المجلة، أُعُطي للقراء إشارة إلى حدوث جائحة فيروسية وشيكة. وأظهر الغلاف الفرسان الأربعة في سفر الرؤيا. وتم تصوير الفارس، الذي هو "الطاعون" ، وعلى رأسه تاج (انظر إلى شكل فيروس كورونا)، والفارس الذي يحمل اسم "الحرب" ويشبه تمثال الحرية الأمريكي، ووجهه مغطى بقناع طبي.

هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن المتوفى (قتل؟) كان متورطاً في التحضير لعملية فيروس
COVID-19. ويكتب أحد منظري المؤامرة من ذوي الخبرة هو بنيامين فولفورد عن هذا الموضوع. ففي الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) ، نشر على موقعه على الإنترنت مقالاً أشار فيه إلى أنه سيتم اختيار الجدول الزمني لمستقبل العالم هذا الأسبوع. وتقدم المقالة مسحاً لبراءة اختراع لاختبار PCR مسجل بواسطة أحد أعضاء العائلة هو ريتشارد روتشيلد. وتم تسجيل براءة الاختراع قبل ثلاث سنوات ونصف من بدء الهستيريا حول فيروس كورونا. ويقول فولفورد أن لديه وكلاء في جميع أنحاء العالم يزودونه بالمعلومات. ومن بين هذه المعلومات رسالة سرية من المخابرات البريطانية MI6، أرسلت إلى أجهزة استخبارات الحلفاء، وتشير الرسالة (غير المؤرخة) إلى أنه يتم التحضير لعملية عالمية خاصة في مجال الصحة العامة في العالم لتحقيق أهداف لم يفهمها البريطانيون تماماً. ويُشار إلى براءة اختراع ريتشارد روتشيلد كإحدى علامات الاستفزاز الوشيك.

ووفقًا لـفوفورد، يرمز
COVID-19 إلى شهادة تحديد التطعيم 2019. إنه يعتقد أن عملية COVID-19 فيروس كان يجب أن تبدأ في عام 2019، لكنها حدثت بعد تأخير. ويعتقد فولفورد أنه من خلال فك شفرة الاسم الذي يتبعه أيضاً، يجب أن ينتهي بالتطعيم الشامل والتعريف الرقمي العالمي للأشخاص. ووفقاً لفولفورد، يشارك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التسويات الدولية (BIS) في تمويل عملية COVID-19.

بالمناسبة ، لفت الخبراء الانتباه إلى حقيقة أن هناك علاقة غير مرئية بين رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا والمتوفى (المقتول) بنيامين روتشيلد. كانت جورجيفا ابنة أخت الزوجة الأولى لوالد المتوفى، إدموند روتشيلد، ثم أطلق عليها اسم
Veselinka Georgieva ثم طلق Veselinka. أما بالنسبة للبنك الدولي، فقد كتبت بالفعل أن هذه المنظمة المالية قد استثمرت أموالها في تنفيذ برنامج "مكافحة جائحة COVID-19". وتم تصميم المرحلة الأولى من البرنامج لمدة خمس سنوات، حتى عام 2025.

وخلاصة لهذه الحقائق، توصل بنيامين فولفورد إلى الاستنتاجات التالية. أولاً، شارك بنجامين دي روتشيلد في إعداد العملية الخاصة الحالية
COVID-19. ثانياً، جمع خصومه ومنافسوه وشركاؤه معلومات كافية حول تورط المتوفى في هذه العملية. وثالثاً، لم تقع جريمة قتل في 15 كانون الثاني: كان الموت جراء نوبة قلبية مجرد أوهام. لاحظ أن المعلومات حول وفاة البارون قليلة جداً، فقد جاءت من صوب الأقارب، وأن الجنازة جرت في دائرة ضيقة جداً، ولم يُسمح بمشاركة الأجانب.

إذن، إما أن البارون كان خائفاً من فشل عملية
COVID-19، وسينتهي به الأمر في محكمة نورمبرغ جديدة. إو أنه شعر أن شركاءه غير موثوق بهم. بشكل عام، وإن البارون لم يمت أو يقتل، وربما اختار أن يختفي.

لقد تابعت قصة بنيامين دي روتشيلد كما قدمها فولفورد، ولكن فقط كنسخة عملية؛ يبدو لي أنها أكثر احتمالا من الآخرين. ففي تاريخ سلالة روتشيلد، تلوح في الأفق اتجاهات واضحة: التحضير المستمر للثورات والمؤامرات والحروب ... وكوفيد -19 و "إعادة التنضيد الكبرى" في نفس الصف. وهي الاتجاهات نفسها التي يمليها الهدف الواضح المتمثل في أن يصبحوا سادة العالم.

 

* فالنتنين يوريفيتش كاتاسونوف اقتصادي روسي، ولد في الخامس من نيسان عام 1950 في الاتحاد السوفييتي، يحمل لقب الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، خبير في ميدان استثمار الموارد الطبيعية والشؤون المالية الدولية (البنوك ودور الذهب في الشؤون المالية الدولية). مؤلف العديد من الكتب والكتب التعليمية، ومساهم نشط في وسائل الإعلام المحلية والخارجية.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter