|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  3  / 10 / 2021                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الجذور الداخلية والخارجية لنمو طالبان
حوار مع محمد محق سفير أفغانستان السابق في مصر

المصدر: يورو نيوز
ترجمة : عادل حبه
(موقع الناس)

محمد محق

من بين العوامل المؤثرة في نمو وتوسع نفوذ جماعة طالبان الجهادية في أفغانستان، إنشاء المدارس الدينية ونمو الأفكار المتطرفة لجماعات الجمود العقائدي، وتشجيع الميول المتطرفة بين شباب الريف من قبل الجماعات المتعصبة والمناهضة للعقلانية.

وقد تحدثنا عن هذا الأمر مع محمد محق، السفير الأفغاني السابق في مصر، والباحث في الشؤون الدينية ، والأستاذ السابق بجامعة هيرات والمستشار الثقافي السابق للحكومة الأفغانية:

أين تكمن القاعدة النظرية لطالبان الأفغانية وما هو أصلها؟
- القاعدة النظرية لطالبان متجذرة في مدرسة الديوبندية. والديوبندية هي تيار أيديولوجي يهيمن على فئة واسعة من الإسلام السلفي. وهي تختلف في التفاصيل عن السلفية الرسمية في السعودية. لأن الطالبان ظهروا في مجتمع وبيئة حنفية وعلى ما يبدو بخلفية صوفية. لكنهم لا يختلفون كثيراً في الطريقة التي يقرأون بها النصوص الدينية (القرآن والسنة)، وإذا كان المرء يعرف السلفية بشكل صحيح، فهو يعرف أيضاً الطالبانية".

من هو المنظر والعقل المدبر لطالبان الأفغانية؟
-
طالبان جماعة أمية أو شبه أمية، على عكس العديد من الجماعات والحركات الأخرى، وليس لها عقل مدبر، وهم يتلقون معظم الأوامر والتعليمات من ملالي محليين، وفي بعض الحالات من ملالي باكستانيين مثل مدرسة حقاني".

الى اي مدى لعبت دول الجوار دورا في نمو طالبان؟
- باكستان حاضنة لكل هذه الجماعات السياسية الإسلامية والمتطرفة ، وإن هوية هذا البلد أيديولوجية دينية. ولا يوجد الكثير من التدين الخالص في هذا البلد. ومع ذلك ، فإن مؤسس هذه المجموعة هي باكستان. فهي سعت إلى تحقيق أهدافها في المنطقة بهذه الطريقة. بالطبع ، اقتربت إيران لاحقاً من هذه المجموعة كواحدة من دول المنطقة".

ما هو هدف إيران من التقارب من الطالبان؟
-
"اقتربت إيران من طالبان لتحقيق هدفين: الوصول إلى موارد المياه في أفغانستان وقمع الجماعات التي تعارض سياسات إيران في المنطقة".

إلى أي حد تغلغلت أفكار الطالبان بين الناس، وما سبب ذلك؟
-
للأسف إن أفكار الطالبان متجذرة بشكل أو بآخر في الشعب الأفغاني. وإذا لم تكن الجذور المحلية لطالبان في القرى وضواحيها ؛ فلا تتوفر القدرة لطالبان على البقاء. لأنه لم يتم بذل أي جهد في مواجهة فكر الطالبان فحسب، بل أن كلا الحكومتين السابقتين (حامد كرزاي وأشرف غني) دفعتا فدية. إن أي عنصر في حركة الطالبان هو موضع ترحيب من قبل الحكومات على مدار العشرين عاماً الماضية طالما لم يحمل السلاح ، وحصل على فرص عمل داخل الهيكل الحكومي. "خارج الحكومة ، وأتيحت لهم الفرصة لإنشاء عدة مؤسسات خارج الإطار الحكومي، بما في ذلك في إذاعة وتلفزيون الجامعة".

ما مدى مساهمة العناصر ذات العقلية الطالبانية داخل الحكومة والمؤسسات الخاصة في نمو طالبان؟
-
هؤلاء كانوا في الواقع القوة الفكرية الناعمة لحركة طالبان، والذين كان لهم حضور طوال العشرين عامًا الماضية، وهم الذين مهدوا الطريق إلى حد كبير لانتصار طالبان المسلحة. لذلك، فإن النضال ضد حركة الطالبان غير ممكن ما لم يكن هناك فكر ثقافي في المجتمع الأفغاني يؤدي إلى ثورة فكرية. القوى المتعلمة والمتعلمين والمطلعين على الأفكار الجديدة ، تغدو هذه الثورة ممكنة إذا ما خاضوا صراعا أساسيا . وإذا لم يحدث ذلك، فإن طالبان ستحكم الشعب طوال عقود".

إلى أي مدى وفر ضعف الحكومات السابقة في القضاء على الفساد الفرصة لطالبان للتباهي؟
-
الفساد في السنوات العشرين الماضية كسر ظهر النظام. ولم تكن هناك إرادة لمكافحة الفساد في أية فترة من فترات النظام الجمهوري، لكن مكافحة الفساد استُخدمت كأداة للتنافس السياسي والفدية والابتزاز. إن الفساد هو الذي جعل الناس يكفرون بالنظام وشعارات الحكومات في محاربة الفساد. وبالإضافة إلى ذلك، ساعد الفساد المستشري طالبان على نشر طروحاتهم. ومن الجدير بالذكر ان نظام طالبان سيصبح فاسدا ايضا ، وقد ارسيت الارضية لمثل هذا الفساد بفعل الحروب ، والآن إتخذ الفساد وضعاً هيكلياً.

كيف تنظر النساء والشباب الأفغان تجاه طالبان؟
-
لا توجد نظرة واحدة بين الرجال والنساء الأفغان تجاه طالبان. وذلك لأن قسم من النساء الأفغانيات لا يملكن المعرفة والوعي السياسي اللازمين، خاصة وأنهن نشأن في أجواء تقليدية، و فُرض عليهن أن يتقبلن واقع المجتمع التقليدي. من هذا المنظور، ليس للمرأة الأفغانية رأي خاص، لا إيجابي ولا سلبي. لكن النساء المتعلمات اللائي وضعن آمالاً وطموحات لمستقبلهن سيتضررن بالتأكيد من قبل طالبان. لذلك، نشهد بالفعل استياء هذه المجموعة. وهذا الاستياء سيستمر في المستقبل بشرط عدم قمعه.

هناك حديث عن تغيير طرأ على طالبان في الأوساط والبرامج الإعلامية. هل حقاً تغيرت حركة طالبان ؟
- لا أؤمن بحدوث تغيير جوهري بين أعضاء هذه المجموعة. هناك تغييرات، لكن هذه التغييرات سطحية وصغيرة وليست إيجابية. لقد أصبحوا أكثر ذكاءً وتعلموا مهارات الخداع أكثر من أي وقت مضى. إمتهنوا مهارات حول كيفية اللعب مع المجتمع الدولي والرأي العام. لقد حققوا تحسينات في مهارات التمثيل بصورة أكثر من التغيير الفعلي الإيجابي. في رأيي ، لا يوجد تغيير إيجابي في هذه المجموعة من حيث الفكر والأيديولوجية وموضوعات حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية".

ما هي عواقب الفصل بين الجنسين في الجامعات وعدم سماح طالبان للمرأة في المشاركة؟
-
إن نهج طالبان في الفصل بين الجنسين في المؤسسات التعليمية خطير للغاية، لأنه يؤسس للتمييز بين الرجل والمرأة، ويحوله إلى مسألة هيكلية تنتج عنها طبقات اجتماعية متباينة في المستقبل. ويغدو هذا كأمر مسلم به لا يستدعي التفكير بتغييره. من ناحية أخرى، في مجتمع تسوده النزعة الأبوية، فإنه يحرم المرأة من مبدأ تكافؤ الفرص.

إن موقف طالبان تجاه النساء والفتيات سيقود المجتمع بطريقة غير طبيعية. كما أن هذا الفصل في المؤسسات التعليمية (الجامعات) يوفر أرضية للإغراء والفساد الأخلاقي المعقد. ويشهد التاريخ أنه في أي مجتمع يسود فيه القمع، يتحول الفساد في المجتمع إلى القواعد الدنيا. وفي رأيي ان تنظيف الوجه لن يحل المشكلة".
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter