|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  2 / 4 / 2021                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العسكريون الأمريكان يسعون إلى الانتشار في سائر أنحاء العالم

المعلق الروسي ليونيد ساڤين
ترجمة : عادل حبه
(موقع الناس)



ليونيد ساڤين




يستقر الآن خمسة آلاف مقاتل من القوات الخاصة الأمريكية في 62 دولة

في أوائل مارس ، بمبادرة من البيت الأبيض في الولايات المتحدة، تم نشر دليل مؤقت للأمن القومي. وأشار الجنرال المتقاعد توماس سبور، مدير مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة هيريتيج، إلى التناقضات التي نشأت فيما يتعلق بهذه الوثيقة، لكن القيادة السياسية العسكرية الأمريكية لم ينتابها الخجل من مثل هذه التناقضات. يقال، على سبيل المثال، أن الولايات المتحدة تقلل من دور الأسلحة النووية في نظامها الأمني. ويشير رئيس البنتاغون، لويد أوستن، في كلمة ألقاها في الكونجرس: إلى أن "الردع النووي هو أحد الأولويات الرئيسية في مهمات وزارة الدفاع". وهناك تناقض آخر يمكن ان ينعكس في تصريحات مفادها أن الولايات المتحدة ستتجنب "الحروب طويلة الأمد"، بينما هي تستمر في توجيه ضرباتها في الوقت نفسه صوب أهدافٍ في سوريا.

ويتم الإشارة في الوثيقة إلى أن مصدر التهديدات الرئيسية الموجهة ضد الولايات المتحدة في مجال الأمن القومي هي نفسها التي كانت تحت حكم ترامب: أي روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران. وتعاود إدارة بايدن إنتهاج مسار الترويج لـ "القيم الديمقراطية" حول العالم، وهذا لا يعني سوى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أي ذريعة. وتركز توجيهات الأمن القومي الجديدة على أوروبا ونصف الكرة الغربي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع تحديد المملكة المتحدة وكندا والمكسيك والهند وفيتنام وسنغافورة ونيوزيلندا ورابطة دول جنوب شرق آسيا كشركاء لها. وتم تخصيص جزء كبير من الوثيقة للتقنيات الجديدة، وخاصة الفضاء الإلكتروني و 5 G.

إن دليل الأمن القومي المؤقت الجديد هو ليس الوثيقة العقائدية الوحيدة للبنتاغون التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة. فقد تم إصدار استراتيجية التحول متعددة المجالات للجيش الأمريكي الجديدة في 16 آذار حول جهوزية القوات الأمريكية في المنافسة والصراع، والذي يتضمن توسيع إنتشار القوات البرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم. ومن الملاحظ أن "الجيش يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في دعم الأهداف المشتركة بين الإدارات للولايات المتحدة في إطار نهج شامل للحكومة". ولطالما استخدم الجيش الأمريكي مبدأ "القوة الناعمة داخل القوة الصلبة".

يقول الجنرال ماكونفيل، قائد جيش الولايات المتحدة، إن الأساليب الحربية غير العسكرية مطلوبة بشكل إستثنائي الآن. فهناك صراع عالمي من أجل كسب قلوب وعقول الجماهير في مختلف البلدان. ويستطرد الجنرال قائلاً: "إنه صراع للتعريف بتاريخ أمريكا وتجميل سمعتها، حيث يحاول المعارضون التشويه والتضليل". وتميز العقيدة العسكرية الأمريكية بين المواجهة المباشرة وغير المباشرة، اعتماداً على ما إذا كان الأمريكان أنفسهم أو حلفاؤهم ووكلاءهم يستخدمون القوة المسلحة. وعليه، فإن تزويد المجاهدين الأفغان بصواريخ ستينغر في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي يعتبر "صراعاً غير مباشر"، بغض النظر عن أن إطلاق الصواريخ موجه ضد من وتسبب في قتل هذا الشخص أم ذاك.

من المفترض، حسب العقيدة الأمريكية، أن يجري القيام بأعمال متنوعة مع التركيز على حفظ صورة الولايات المتحدة كمدافع عن الديمقراطية. "إلى الحد الذي لا تضع فيه الأنظمة والقيم الديمقراطية الولايات المتحدة في وضع غير موات ... ولكنها تجعل الولايات المتحدة أيضًا شريكاً أكثر جاذبية".

في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي في 25 مارس 2021، قال نائب وزير الدفاع للعمليات الخاصة والصراعات منخفضة الكثافة كريستوفر ماير إن "قوات العمليات الخاصة أحرزت تقدماً في تكييف قدراتها مع تحديات القوى العظمى الصين وروسيا". وأوضح قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية، الجنرال ريتشارد كلارك ، أن خمسة آلاف جندي من القوات الخاصة ينتشرون في 62 دولة في العالم.

وهذا يعني أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية ستلعب دوراً مركزياً ضد الصين وروسيا، بما في ذلك "تنفيذ عمليات الحرب النفسية، وإشراك مواطنين أجانب بنشاط في مكافحة الدعاية المعادية والمعلومات المضللة ومكافحتها". وهذا يعني أن المشرعين الأمريكيين أعطوا الضوء الأخضر لتوسيع العمليات السرية في الخارج. ويعني ذلك الخوض في"الحرب الدعاية" والقيام بسلسلة من العمليات المعلوماتية الهادفة إلى تشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية بما في ذلك استخدام الروبوتات والمتطفلين على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويؤكد رئيس القيادة الإلكترونية الأمريكية، الجنرال بول ناكاسوني، أن "روسيا تعتبر خصم إلكتروني متطور. ولقد أثبتت قدرتها على إدارة حملات مؤثرة قوية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. لقد دمجت موسكو الأنشطة الإلكترونية في استراتيجيتها العسكرية الوطنية…. ولا تزال روسيا كما في السابق تركز على أن تلعب دورها في الأحداث العالمية، واستغلال الشبكات والأنظمة الإلكترونية للولايات المتحدة".

إن خصوصية روسيا كخصم إلكتروني يسعى إلى أن يلعب دوره في "تشكيل المشهد العالمي"، ويُنظر إلى ذلك في الولايات المتحدة على أنها إحدى وظائف القوى السيبرانية للولايات المتحدة نفسها.



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter