|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  1  / 10 / 2020                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الوثائق تتكلم عن الحرب العراقية الإيرانية
حزب توده إيران هو الحزب الإيراني الوحيد الذي طالب بوقف الحرب

كراريس "پرسش وپاسخ"
من وثائق حزب توده ايران
إعداد وترجمة : عادل حبه
(موقع الناس)

تظهر وثائق تعود لحزب توده الإيراني أن هذا الحزب يكاد أن يكون الحزب الوحيد من بين الأحزاب الإيرانية الذي عارض بشدة استمرار الحرب بعد استعادة خرمشهر من الجيش العراقي. فقد اعتبر الحزب بشكل قاطع إن استمرار الحرب مع العراق خطأً تاريخياً بعد تحرير المحمرة، وأبلغ قيادة الجمهورية، وكان ذلك الموقف في صميم الدوافع والحجج لاحقاً وراء الهجوم على حزب توده ايران من قبل السلطات الإيرانية.

وبالعودة إلى وثيقتين - وهي كراس الأسئلة والأجوبة الدوري الصادر في 3 يوليو 1982 وآخر كراس سؤال وجواب للسكرتير الأول لحزب توده إيران، نور الدين كيانوري، في 20 تشرين الثاني عام 1982 ، حيث تلقي نظرة على معارضة حزب توده الإيراني وتحذيره من استمرار خوض الحرب، وإصرار قيادة الجمهورية الإسلامية على الإستمرار بالحرب :

أ- من كراس سؤال وجواب، من نشرات دورية لحزب توده ايران، بتاريخ 3 تموز 1982:
يورد نور الدين كيانوري ان "الولايات المتحدة تريد فرض حرب استنزاف طويلة الأمد على ايران. بعد أربعة أسابيع من انتصار مدينة خرمشهر في 24 أيار عام 1982، نشر مركز جامعة جورج تاون للدراسات الإستراتيجية مقالاً مثيراً للاهتمام حول الحرب العراقية الإيرانية. إنه أهم مركز للدراسات الإستراتيجية في الولايات المتحدة ويقدم إرشادات للحكومة الأمريكية. تقرير هذا المركز هو المسار المستقبلي للحرب العراقية الإيرانية. يتضمن هذا التقرير ما يلي:

1- إن حرب الخليج العربي تصب في مصلحة السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ومن غير المرجح أن يفقد صدام حسين السلطة بسبب انتصارات إيران على قواته.
2- ستخلق الحرب علاقات أوثق بين العراق والأنظمة المحافظة في الخليج، وقد أدت التهديدات الإيرانية بالفعل إلى تشكيل محور الأردن والعراق والمملكة العربية السعودية، واليوم أصبحت علاقات العراق مع دول الخليج العربي في ذروتها.
3- استدرج مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية بغداد إلى برنامج التخطيط النفطي. وانهت الهزائم العسكرية تهديدات العراق للمملكة العربية السعودية والخليج العربي، ولكن إيران لا تزال تشكل تهديدا لدول الخليج الصغيرة.
4- أدت الحرب العراقية الإيرانية إلى زيادة حماية المصالح الأمنية لإسرائيل من خلال الحد من التهديد العربي وعزل سوريا.
5- من المرجح أن تقوم إيران والعراق بتحديث أسلحتهما. وسيبدأ سباق تسلح من المحتمل أن تشارك فيه القوى العظمى.
6- في غضون ذلك، إذا سقط صدام وأصبح الوضع في العراق غير مستقر، فإن المصالح الاقتصادية للغرب ستتعرض للإضرار.
7- ستستمر العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في الاتساع، وستتوطد العلاقات بين بغداد وواشنطن بسبب إحجام موسكو عن إرسال أسلحة إلى العراق خلال الحرب.

ودعا التقرير الحكومة الأمريكية إلى زيادة دعمها لتركيا وباكستان لمواجهة الضغوط المحتملة على دول الخليج العربي.

ويُظهر هذا التقرير الفظ أن خطة الإمبريالية الأمريكية هي فرض حرب طويلة الأمد على إيران من خلال إرسال جميع أنواع المساعدات إلى العراق حتى يتم إضعاف إيران اقتصادياً وعسكرياً لدرجة أن تُجبرها على الاستسلام.

إن رأي حزب توده الإيراني في هذا الصدد هو نفسه الذي كرره مراراً وتكراراً، رغم تعرضه للإهانة والشتائم باستمرار.

ب: ونقلا عن آخر كراس سؤال وجواب لسكرتير الحزب نور الدين كيانوري، في 20 تشرين الثاني عام 1982:
"هل دقق استراتيجيو الجمهورية الإسلامية بالحسبان لمرات عديدة بمدى قدرة البلاد بالاعتماد على قوة الجماهير والدعم الإلهي!!، عبر الانخراط في حرب استنزاف قصيرة الأمد، وتوجيه ضربات قوية للعدو، في حين أن إيران لا تواجه البعث وحده في العراق؟".

فالدول الإمبريالية بأسرها ستقف بوجه المعتدي وتسقط مخططاته. عندها لا يمكن الحديث عن "القوة الأبدية للجماهير"، وقد لا تكون أبدية وليست لها القدرة على معاقبة المعتدي مرة أخرى، لأن العراق لم يعد العدو الوحيد بنفوسه البالغة أربعة عشر مليون نسمة.

ويرى حزب توده الإيراني أن اللحظة الحالية هي أكثر اللحظات ملائمة في الماضي والمستقبل لقبول بسلام مناسب، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة الجوانب واعتبار بعض الجوانب السلبية مرتبطة أيضاً. وهذا ليس سلاما مفروضا. إن عدم قبول السلام في هذا الوقت سيكون خطأ استراتيجياً كبيراً من جانب جمهورية إيران الإسلامية. إن السياسة الخبيثة للولايات المتحدة هي أن ممثلي اليابان وباكستان وتركيا يأتون إلى إيران من ناحية، وعلى الرغم من حقيقة أن الثلاثة يمثلون الإمبريالية الأمريكية، فإنهم يعدون بمساعدة إيران والتعاون معها. وسيتوجه المندوبون أنفسهم إلى العراق بعد أيام قليلة ومن المرجح أن ينقلوا دعم بلادهم لصدام حسين ".
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter