|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  17  / 12 / 2016                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حرب النفط والغاز الدموية في سوريه

"یونگه ولت" الألمانية
ترجمة : عادل حبه

بدأ هجوم أمريكا على افغانستان تحت شعار "الحرب ضد الإرهاب" منذ 11 أيلول/سبتمبر عام 2001. وفي الوقت نفسه اعتبرت قوى اليسار هذه الحرب على أنها "حرب النفط".

إن المعلومات التالية تشير إلى دوافع الحرب الجارية في المنطقة :
فمنذ عام 1990 جرى البحث في مد انبوب لنقل النفط والغاز من تركمنستان مروراً بأفغانستان وباكستان وينتهي بالهند، وينقل من هناك عن طريق البحر إلى موانيء المحيط الهندي. وطبقاً لهذا البرنامج، يتم نقل النفط والغاز من تركمنستان إلى الموانيء الباكستانية الواقعة على المحيط الهندي. وجرى التخطيط بأن تنضّم الهند إلى هذا المشروع على مدى السنوات التالية. وقد اتخذ المشروع أسم "
TAPI".

في سنوات التسعينيات، جلب هذه المشروع اهتمام الشركات المتعددة الجنسيات، ومن بينها الشركة الأمريكية "
Unocal" التي بادرت إلى فتح الحوار مع منظمة الطالبان من أجل مد هذا الانبوب. ففي ذلك الوقت كان الطالبان هم الذين يمسكون بزمام الأمور وشكلوا حكومتهم في كابول. وقد جرت عدة جلسات بين الطالبان والشركات الأمريكية. ومن أجل تحقيق الشركة الأمريكية "Unocal" أهدافها قبل المباحثات وبعد انتهاء الجولة الأولى من المباحثات، استعانت باللوبي ، ومن ضمنهم هنري كيسنجر. وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015، وعلى الرغم من شروع تركمنستان ببناء الخط، توقف على حين غرة تنفيذ المشروع وأصبح في دائرة النسيان.

لقد جرى التخطيط للحرب على سوريا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها نتيجة لمعارضة بشار الأسد لمرور الأنبوب عبر الأراضي السورية، حيث كان الغرب يسعى إلى نقل الغاز القطري عن طريق سوريا ليصل إلى أوربا واسرائيل. وقد عارض الأسد ذلك المشروع في عام 2009 بسبب تنسيق الحكومة السورية مع برامج نقل الغاز الروسي إلى أوربا. إن أسم هذه الحرب بالأساس هو "حرب مد الأنابيب في سوريا". إن الخطأ الثاني لبشار الأسد بعد رفضه لمرور انابيب الغاز القطري عير الأراضي السورية، من وجهة نظر الغرب، هو عقده اتفاقية مع كل من العراق وسورية لمد أنبوب نقل الغاز في عام 2011، هذا الخط الذي يقوم بنقل الغاز الايراني عن طريق العراق وسوريا والأردن والذي عمل الغرب على الوقوف ضده. علماً إن كلا المشروعين الوارد ذكرهما، أي الانبوب القطري والايراني أعلاه يقومان في البدء على نقل الغاز الايراني إلى اوربا، وينتهي عند الأراضي التركية حيث يتم وصله بـ"انبوب باكو الجديد"، وهو الخط الذي يقوم بنقل الغاز الطبيعي من منابع بحر قزوين عن طريق آذربايجان وجيورجيا وتركية  وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وينتقل إلى جميع الدول الأوربية. والهدف من كل هذه المشاريع هو الحد من اعتماد اوربا على روسيا من أجل تأمين الوقود.

انبوب نفط "باكو الجديد"

وقد دعمت غالبية دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة هذا المشروع، مما يعني أن جميعهم كان لهم ضلع في الحرب في سوريا. لقد اقترن الشروع بتأسيس "خط انابيب باكو الجديد" بخلافات متعدة، ولم يتم الاتفاق على المشروع إلاّ في عام 2013.

لقد تم استخدام اصطلاح "حرب أنابيب النفط" لأول مرة في عام 2000 في مقالة نشرها روبرت . أف . كندي، شقيق جون أف كنيدي رئيس الجمهورية الأمريكي الأسبق الذي اغتيل في عام 1963. علماً إن روبرت . أف . كنيدي هو الآخر تعرض لمحاولة اغتيال نجى منها في عام 1968. كان عنوان مقالة روبرت . أف . كنيدي هو "
Syria: Another Pipeline War" والتي جلبت انتباه المحللين السياسيين واعتبروه مرجعاً. فقد كتب الصحفي "گارث پورتر" المتخصص بالبحوث السياسية مقالة نشرت في الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر هذا العام في موقع الانترنت "Truthout" جاء فيه أنه في سنوات 2010 و 2012 كان من المقرر أن يصل الغاز القطري إلى أوربا مروراً بالأردن وسوريا والغرب بحماية سعودية. وسعت قطر التحرر من سلطان العربية السعودية والظهور بمظهر الدولة المستقلة القادرة على تصدير الطاقة إلى أوربا وأمريكا. ويشير المراسل الصحفي المذكور إلى أن الرئيس بشار الأسد عبّر عن ندمه عن عدم التعاون من أجل تنفيذ مشروع مد أنابيب الغاز القطري في عام 2009. ويشير المراسل إلى أن التغيير في موقف الأسد لم يجر نشره في أي من وسائل الإعلام. واكتفت وكالة فرانس برس بإيراد خبر مقتضب حول الموضوع من بين العديد من الأخبار العالمية التي نشرتها الوكالة.

ونشرت وكالات الأنباء في التاسع من تموز/ جولاي عام 2013 خبراً حول المحادثات التي جرت في الأول من تموز/جولاي عام 2013 بين فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وبين رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان. وقد اقترح الأمير السعودي على بوتين عقد اتفاقية بمبلغ 15 مليار دولار لشراء أسلحة والقيام بتوظيفات اقتصادية ضخمة في روسيا مقابل التخلي عن حماية بشار الأسد. وقد رفض بوتين هذا العرض. وفي 24 حزيران عام 2011 وقعت اتفاقية تمهيدية بين ايران وسوريا. وقد جرى التأكيد في هذه الاتفاقية على مد خط أنابيب الغاز عبر العراق والأردن ثم سوريا ومنها إلى أوربا خلال ثلاث سنوات. وقُدرت كلفة المشروع بمبلغ 10 مليار دولار. يمكن أن تكون كلفة المشروع باهضة بالنسبة إلى إيران، خاصة وإن إيران كانت تعاني من برنامج الحصار الاقتصادي الأمريكي ضدها، خاصة وإن أمريكا قد هددت كل أصحاب الصناعات الذين يتعاونون مع إيران بتعرضهم للأضرار. ولهذا تراجعت الشركات المعنية بشؤون النفط والغاز عن المشاركة في المشروع.



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter