|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  16  / 10 / 2020                                 عادل حبة                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

"هرمون الحب" ضد فيروس كورونا

كيريل ستاسيفيتش (*)
ترجمة : عادل حبه
(موقع الناس)

الفيروسات التاجية

يمكن أن يساعد الأوكسيتوسين (Oxytocin) ونظرائه الاصطناعيين في مواجهة COVID-19. ويمكن إضافة مادة أخرى إلى قائمة العوامل المحتملة المضادة للفيروسات التاجية - وهو الأوكسيتوسين، وبشكل أكثر دقة، أحد نظائره الاصطناعيين. لقد كان يُعتقد أن الأوكسيتوسين ضروري فقط للولادة، لأنه يعمل على عضلات الرحم. ثم اتضح أنه يلعب دوراً كبيراً في العلاقات الاجتماعية. لذا، فإن الحب بين الأم والطفل يعمل حرفياً على الأوكسيتوسين: فالسلاسل العصبية المسؤولة عن مشاعر الأم للطفل والطفل للأم تستخدم كناقل عصبي.

بعد ذلك، اتضح أن الأوكسيتوسين يساعد في التواصل ليس فقط مع الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال، ولكن أيضاً للأصدقاء والأزواج في تعميق الحب، ولهذا السبب أطلق عليه اسم "هرمون (أو الناقل العصبي) للحب". ومع ذلك، فإن هذا الاسم يبالغ في تبسيط الصورة – فـ"هرمون الحب" يمكن أن لا يسبب الحب فقط، ولكن أيضاً العداء.

وللأوكسيتوسين تأثيرات أخرى أيضاً. على سبيل المثال ، يمنع الالتهاب في الجهاز التناسلي ويساعد على وقف النزيف بعد الولادة. ويتم وصف نظائر الأوكسيتوسين الاصطناعية للحوامل لتجنب مثل هذه المضاعفات بعد الولادة. ومن ناحية أخرى، من المعروف أن الأوكسيتوسين يساعد على الحد من السموم والالتهابات في الرئتين. وأخيراً. فقد أظهرت التجارب التي أُجريت على الخلايا البشرية أنه إذا كانت الخلايا تحتوي على عدد قليل من مستقبلات الأوكسيتوسين ولا تدرك إشاراتها، فعندئذ سيكون لديها إجهاد مؤكسد أقوى وسيكون لديها المزيد من البروتينات الالتهابية.

كما نعلم جميعاً، فإن عدوى فيروس كورونا COVID-19 خطيرة بسبب الالتهابات المفرطة في الرئتين. ومن خلال كبح الاستجابة الالتهابية المناعية القوية جداً، يمكن إنقاذ العديد من المرضى المصابين بـ COVID-19 الحاد. على سبيل المثال، تلك الطريقة التي يعمل بها الستيرويد ديكساميثازون، الذي يثبط جهاز المناعة، ويمنع جهاز المناعة من قتل المريض ويقلل الوفيات بين المرضى المصابين بأمراض خطيرة مثل فيروس كورونا-19.

ويرى فريق من الباحثين في جامعة توليدو إن هناك أحد النظائر الاصطناعية للأوكسيتوسين المسمى كاربيتوسين كعامل مضاد للالتهابات. وليس هذا هو الدواء الوحيد من نوعه، وكانت مهمة الباحثين هي التحقق من أي من نظائر الأوكسيتوسين هي الأفضل.

في حالة الالتهاب بفيروس "كوفيد"، يتغير نشاط الجينات المختلفة، التي يعتمد عليها فعالية الخلايا المناعية وتكوين الإشارات الالتهابية. لكن الأدوية الشبيهة بالأوكسيتوسين تغير أيضاً من فعالية الجينات. أي أنك تحتاج إلى اختيار دواء من شأنه أن يغير النشاط الجيني بطريقة معاكسة لمرض كوفيد -19. يقوم Carbetocin بعمل ذلك بشكل أفضل عن طريق تقليل مستوى الجزيئات الملتهبة مع تحفيز الخلايا T لإزالة لإلتهاب. وعلاوة على ذلك، يُشار في مقال عن علم الجينات الفسيولوجي إن تأثير الكاربيتوسين على فعالية الجينات هو مشابه لكيفية تأثير الجينات على لوبينافير Lopinavir-- أحد الأدوية المضادة للفيروسات الذي يبدو أنه واعد للغاية من حيث مكافحة فيروس كورونا الجديد.

ومع ذلك ، ولكي نقتنع بفعالية الأوكسيتوسين ومثيلاته في مكافحة فيروس كورونا، فإن تحليل النشاط الجيني لا يكفي لوحده. فهناك حاجة إلى تجارب سريرية يتم فيها إعطاء الأوكسيتوسين، أو الكاربيتوسين، أو شيء مشابه للمرضى ، وإذا بدأ المرضى بعد ذلك بالفعل في التعامل بشكل أفضل في مواجهة المرض، فيمكن عندئذ تسمية الأوكسيتوسين بحق بأنه الدواء الشافي.




(*) صحفي روسي متخصص في علم البيولوجيا
مجلة العلم والحياة الروسية

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter