| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

عامر حنا متي حداد

amirhaddad@hotmail.de

 

 

الجمعة 1/5/ 2009



المهجـــر تحت المجهـــر
(6)

عامر حنا متي حداد
amirhaddad@hotmail.de

- تتكون العاصمة الألمانية الأتحادية برلين من 21 (بيتسيرك) بلـــدية مقسمة بصورة نظامية ومرقمـــة احصائيا بصورة حضارية وتقنــية متطــورة جـــدا كافة الأبنـــية القديمة والــحديثة ، الشوارع والأزقة ، الحدائق العامة والمتنزهات حتى الاشجار المعمرة والحيوانات الألـــيفة مرقمــة ،وعمليات الصيانة والتعمـــير قائمة فيها على قدم وساق ليلا ونهارا دون انقطاع ،فالزائر الى هذه المدينة الجمـــيلة لا بــد له ان يلاحظ ظاهرة الاعمــدة المعلقة/السكاليل العمـــودية /والمركــبةعلى واجهات الابنــية من اجــل اعادة تعمــيرها بنثرها بمونــة الرمــل والأسمنت المقاوم للأملاح والرطوبة ، ثم يتم بعــد ذلك صبغها وطـــلائها بالعـــديد من الأصباغ البلاستيكية والدهنية والتي اشتهرت المانــيا بصــنع 180 نــوعا وبالـــوان قوس وقزح الزاهــية

......لتطغي شكل ابنية السكنية والخدمية كافة طابـع من المنظر المعماري والسياحي والذوق الرفيع.....في برلين تعيش أكبر جالية تركية في ألمانيا على الإطلاق، لا ينافسها في ذلك أية مدينة أخرى. إنها أكبر جالية تركية خارج تركيا. تعيش في الغرب (خاصة في منطقتي كرويتسبيرغ ونويكولن)، وليس في الشرق. وهي تعتبر جالية مندمجة في محيطها بشكل مذهل. نجاح هذا التعايش المشترك يبدو جليا في "كرنفال الثقافات"، وهو واحد من أكبر مهرجانات الشوارع بعدد من المشاركين والزوار يتجاوز الملايين. صورة مؤثرة ومثيرة لبرلين التعددية المنفتحة للجميع تعزز هذا التعايش. ولكن في الأحياء التقليدية للطبقات البسيطة والدنيا في برلين، والتي ترتفع فيها نسبة الأجانب، يزداد عدد الشبان الذين يعيشون على الهامش وليس أمامهم أية فرص للتطور والعمل. برلين مدينة فقيرة تقليديا، مدينة الناس الصغار والضعفاء والفقراء، تتحول إلى مدينة حديثة أيضا، إلى مدينة أشبه بمختبر اجتماعي للحياة في ألمانيا بشكل عام. موسيقى، فن، مسرح، متاحف – كل هذا متوفر في مدينة تعبق بروح المدينة الكبيرة، وينسى المرء فيها بسرعة أنها مازالت تحتفظ في العديد من جوانبها بروح الريف. قرية إلى جوار قرية.يغطيها جميعا سقف "الطبقة السياسية" التي انتقلت نهائيا قبل ثمان سنوات من بون للعيش هنا. مناقشات برلمانية، ائتلاف كبير بين الحزبين الأكبر في البلاد، إثارة الحياة اليومية، كل هذه الأمور تتنافس مع الكثير من الأحداث الأخرى في المدينة. ربما كانت المقارنة لمعرفة ما هو الأكثر متعة أمرا جيدا. كانت برلين أيضا بحاجة ماسة إلى جرعة من الإلهام، من الثقة بالنفس، من شعور البداية الجديدة، ومن سخرية التاريخ. وقد جاءت هذه الجرعة بالفعل، ولكن من الأرياف. وهذه هي الحقيقة التاريخية: ألمانيا الفيدرالية، اللامركزية، التي تكثر فيها المدن وتقوم على تعدد المراكز الهامة، وتعيش حياتها وحيويتها من خلال المناطق والأرياف، أعطت للعاصمة كل الإمكانات المادية والمعنوية، أعطتها كل ما كانت محرومة منه في عهد الانقسام، لتغدو على ما هي عليه الآن.

ولا شك أن هذا الأمر مرتبط بشيء من الفوضى والإثارة والارتباك التي دخلت برلين. وغالبا ما تتحرك السياسة والإعلام ضمن دائرة مغلقة. ولكن لم ينجم عن هذا الأمر "جمهورية برلين" التي تنشغل بالمدينة حتى تغدو الجمهورية بأسرها وكأنها تدور في فلك برلين. كل واحد يشعر أن برلين له، وتناسب احتياجاته، إلا أنها تصلح للآخر أيضا في ذات الوقت. هل يبني المرء "طبوغرافيا الإرهاب" لكي يظهر نفسه بكل تناقضاته لضيوفه من شتى أنحاء الأرض، أم ليتخلص في أعماقه من ماضيه الذاتي؟ المستشار شرويدر كان يرى قبل كل شيء في مثل هذه النصب التذكارية، وخاصة في برلين جزءا لا يتجزأ من التاريخ الألماني. أما خليفته أنجيلا ميركل فهي ترى في برلين صورة ممتعة من الانقسام وعودة الوحدة، وهي كانت قد عملت في شرق برلين كعالمة شابة قبل الوحدة. في الواقع لا يمكن لأحد الادعاء بأن ألمانيا قد ولدت هنا من جديد، أو أنها تحولت إلى أمة جديدة من المحبة والقومية. في برلين تجسد ألمانيا الموحدة من جديد ما تعلمته على مدى عشرات السنين، وذلك بشكل مذهل. إنها تريد المدنية وتريد أن تبقى أوروبية حقا. منذ عام 1989، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، يتم ترتيب العالم من جديد، وبناء النظام العالمي الحديث، وهذا أمر ذو مفعول رجعي. المدينة تبدو حديثة، ولكنها تظهر أيضا مسهبة. إنها صغيرة وكبيرة، جديدة وقديمة، وتقليدية ومعاصرة في آن معا. إنها تعبر عن الكثير مما يجول في خاطر الجمهورية: وقد كانت برلين دوما مكانا للتعبير عن الشكل أكثر من التعبير عن الجوهر، وسيكون من الغريب أن تتصرف الآن بشكل مغاير. هذا ما يتيح لأهالي برلين المزيد من .الحرية والمرونة: ينظر المرء إلى الداخل ويظن أنه يرى العالم بأسره، أو على الأقل مجمل الجمهورية الألمانية .أزداد بشكل لافت للنظر عدد المطاعم والمقاهي العربية في العقد الأخير في العاصمة الألمانية برلين، التي يقرب عدد سكانها من أربعة ملايين نسمة وعلى الرغم من أنها تقدم جميعها نفس الوجبات كالفلافل والشاورما، إضافة إلى الشيشة، إلا أنها تختلف في طريقة تقديم الخدمات لزبائنها. فمنها من حافظ بشكل كامل على العادات والتقاليد العربية، ومنها من مزج عاداته العربية بالعادات الألمانية، ومنها من اتجه تماماً نحو العادات الألمانية.

 

فمقهى أم كلثوم مثلاً الواقعة في شارع "الزونن آليه" وهو شارع يتميز بكثافة الوجود العربي فيه، تعتبر أول مقهى عربي في برلين، فقد افتتحت عام 1998 وتفردت بطابعها العربي ،ومعظم روادها من العرب، الذين يقصدوها ليعيشوا أجواء المقاهي العربية الشعبية، إذ يبلغ عدد العرب في برلين بضعة عشرات الآلاف.أما مقهى شهرزاد فتتخذ منحى آخر، إذ يمكن إدراجها تحت "شيشة بار"، التي تعد موضة دارجة هذه الأيام.

والشيشة بار عبارة عن مقهى على الطراز الغربي ولكنها تتميز أنها تقدم لزبائنها الشيشة الشرقية. وقد أراد صاحب المقهى الذي يقع في حي "برنتسلاور برج" ذي الغالبية الألمانية منذ البداية أن يتوجه للزبائن الألمان في المقام الأول، فجاء تصميم المحل شرقياً خالصاً أما ما يقدمه من مشروبات كحولية وكوكتيلات فكان غربياً بامتياز.

ويحتل مطعم سنابل في حي "كرويتسبيرج"، موقعاً وسطاً، فهو يرى أنه لابد من المزج بين التقاليد العربية والألمانية وهو حسب رأيه سر نجاحه ويبدأ المزج عند محمود بألوان المطعم ولوحاته وطاولاته ويصل هذا المزج إلى خلطات الأكل الشرقي كالفلافل مثلا وعلى الرغم من وجود فوارق شتى بين النماذج الثلاث المذكورة إلا أن ثمة قواسم مشتركة تجمعها سواء تتمثل بالموقع الحيوي داخل العاصمة برلين والموسيقى العربية وكرم الضيافة...........والى اللقــــــــاء
 

برلـــــين
 

¤ المهجـــر تحت المجهـــر (5)
¤ المهجـــر تحت المجهـــر (4)

¤ المهجـــر تحت المجهـــر (3)
¤ المهجـــر تحت المجهـــر (2)

¤ المهجـــر تحت المجهـــر (1)

 

 

free web counter