| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

عامر حنا متي حداد

amirhaddad@hotmail.de

 

 

الأثنين 23/2/ 2009



المهجـــر تحت المجهـــر
(1)

عامر حنا متي حداد
amirhaddad@hotmail.de

.. منذ نعومة اظفاري وانا في بلدي ومسقط رأسي ارى وجوها غريبة واماكن مختلفة ، انتقل من بيت الى اخر ، من مدرسة او جامعة.. دائرة ومؤسسة حكومية الى اخرى... ومن اصدقاء الى أخرين وفقدت الاحساس بالأستقرار والسكون... مازلت اعيش حالة طارئة ابحث عن ماء من تحت رأسي او تحت التراب ، لم تنقذني الافكاروالأيدولوجيات / الاشتراكية ، القومية ، البراغماتية .................. والمسارات الواضحة في الحياة او حتى طول انتظاري لرؤية مايسمى الضوء عند نهاية النفق المظلم ، لذا فقدت الاحساس بالمكان / الوطن / والثبات ، حيث المحرمات فيه لا تعد ولا تحصى ولا يمكنني الاقتراب منها / السياسة ، الجنس ، الدين / والقمع الفكري والنفسي والجسدي جار على قدم وساق ، كنتيجة حتمية لقمع نظام الحكم ومؤسساته وصولا الى القمع الأسري المستشري في العائلة الواحدة / ضرب الزوجة... ضرب الأباء لأبنائهم عدوان الاولاد الأقوياء على الأطفال الصغار....

ولم تسعفني الحالة الجماعية التي تسير بوتيرة واحدة وهي مطأطئة الرؤوس امام الحالات التراجيديـة فأصبحت مرفوضا في مكاني الأصلي وهامشيا اقف على حافة المجتمع ولا يجــوز لي اقتحامه والدخول اليه ، واصبحت من الجيل المرفوض في ارضه ، اصبح المجتمع لا يتبنى ابناؤه ، واصبحت من جيل الشتم ، فتركت بلادي هاربا وهائما على وجهي في اصقاع الدنيا باحثا عن الامن والامان وخفقة حنـين ؟. راضيا ومقتنعا بالقليل من كل شيء.. حاضري ومستقبلي مجهول..؟. لــم.لا ؟ ما دامت كل الحالات هي ملكي وانا ملك نفسي .

يهمني الانسان ، النفس الكامنة فيه.. كل واحد يستنشق الهواء بطريقته... ويرى الارض والسماء ...يعانق الحزن والفرح... بطريقته الخاصة ، لسنا كتبا يؤلفها الأخرون ولا جوقة موسيقية تحتكم بعصا المايسترو ، ولا تهمني زمانية المكان والأهداف بقدر ما تهمني حركية الحركة نفسها ، آلية الحــركة خطوات تسيّرني فكل حركة فيها ما يكفي من الأهداف والنهايات ، ابتدع لنفسي مجتمعا ارتضيه انا ،وابتدعه كما اشاء بعيدا عن مكاني الحقيقي ، متعدد الأعراف والتقاليد والضوابط الأجتماعية، هيئات واشكال مختلفة ، وان ارى الأختلاف في الشيء نفسه ،/ ان اكون او لا اكون / اسير او لا اسير / اعطي او لا اعطي / ان اكون في منتصف الطريق يسير بي الى ما لا نهاية... يسير بي الى الحيـــاة والوجـــود لم اتعلم يوما ان اهب نفسي لمكان واحد وحيـد فأصبحت منتميا الى عالم المغتربـين .../ باحثا عن متع زائلة او رغبة في ثراء سريع او الأعتراف من الأخرين بأنسانيتي وحقي في المشاركة في الحياة العامة في المنفى استمع الى الأغاني العراقية القديمة والحديثة، واطهو طعامي اللذيذ ، واتأمل بعض الأخبار المتشعبة والمتعددة، واكتب عن افكاري وخلجات نفسي وارهاصاتي ومن ثم اقتل ما تبقى من اوقات حياتي بأحتساء الجعة / البيرة والخمر ، وللتفكير بماضي لم يعد موجـودا والحاضر ها هو آت....وبالمستقبل المجهول... الهروب الى اين...الى اين؟؟؟؟؟؟

....للحديث بقيـــة...

 

برلـــــين

 

free web counter