|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  6  / 7 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ظافر العاني .. شكراً لأنك فضحتنا .. !

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

ردود الافعال (الصاخبة) على تصريح النائب في البرلمان العراقي لأكثر من دورة (ظافر العاني) حول مجزرة الكرادة، تعبر بصدق عن الظاهرة الصوتية للاحتجاج غير المجدي في المشهد العراقي منذ سقوط الدكتاتورية، عملاً بمبدأ الديمقراطية التي تحولت في العراق الى عناوين وأفعال لاعلاقة لها بأصلها وقوانينها المتعارف عليها في البلدان التي اعتمدتها منهجاً في اعادة البناء، بعد سقوط الدكتاتوريات على مدى العقود الثلاثة الماضية .

لقد (تعودنا) على مهاجمة الأذيال، تاركين الرؤوس المسؤولة عنها، لتكون النتائج باهتة وغير فعالة ولا تمس جوهر الدمار الشامل الذي نعيشه من الأداء السياسي المشلول في البلاد، نتيجة المحاصصة الطائفية المقيتة التي فرضتها علينا الكتل والاحزاب الحاكمة في المنطقة الخضراء، على الرغم من أن (منتجات) أفعالها كانت وما زالت تدل على توافقها المستمر على تأمين مصالحها على حساب مصالحنا كشعب كما ينص الدستور !.

الأصل في مصائبنا المستمرة هو امتثالنا لـ ( أوامر) بانتخاب هؤلاء واعادة انتخابهم لدورات متلاحقة، دون حساب وتدقيق لنتائج أدائهم بعد كل دورة انتخابية، وعدم الانتباه الى سياساتهم النفعية التي قادتنا الى الانقسام الطائفي والمذهبي والقومي على حساب وحدتنا الوطنية، التي وضع اسس تمزيقها النظام الدكتاتوري الساقط، واستخدم نفس الاسس حكامنا الجدد منصةً لبقائهم في السلطة، معتمدين الدجل الاعلامي وخانعين لاجندات المحتل ودول الجوار، التي لا تخدم مصالحها ومصالحهم نهضة العراقيين لبناء بلدهم المكتنز بالثروات والعقول، بعد عقود من الخراب الذي افضت اليه سياسات الحاكم الارعن وجوقة مسانديه .

يُحسب لظافرالعاني (وغيره) من عناوين كبيرة في المنطقة الخضراء، أنهم لازالوا ( أمينين) لمنهجهم الذي تربوا عليه خلال سنوات خدمتهم للدكتاتور، التي وفرت لهم المزايا غير المستحقة على حساب اقرانهم من غير المنتمين للبعث، وهؤلاء يعرفهم العراقيون، مثلما يعرفهم من تصدر مراكز القرار من ضحايا البعث، اولئك الذين انتخبهم الشعب أملاً بانصافه من فضاعات الدكتاتورية، قبل أن تصدمهم تشكيلات حكومات التغيير التي تربع فيها أمثال ظافر العاني على كراسي المسؤولية، عملاً بالديمقراطية التي أمتطى حصانها الجلاد والضحية في العراق !.

المسؤولية الأولى عن مآسينا تقع على عاتقنا كشعب، فقد امتثلنا لدعوات الدجل السياسي خلال دورات الانتخابات التي شاركنا فيها بكثافة عالية، وكررناها أكثر من مرة، من دون أن نختار ممثلينا على أُسس الوطنية العراقية التي تحمينا من مخططات وبرامج الطائفيين والنفعيين ومتعددي الولاءات، أولئك الذين وافقوا على وجود ظافر العاني وأمثاله في سدة الحكم، تحقيقاً لمصالح احزابهم، التي غادرت مضامين بياناتها الموثقة في مؤتمراتها المنعقدة خارج العراق ضد الدكتاتورية .

لقد فضحنا ظافرالعاني في تصريحه (الوقح) حول مجزرة الكرادة، لأنه وضعنا وجهاً لوجه أمام خيباتنا في انتخاب ممثلينا غير الجديرين بمناصبهم طوال السنوات الماضية، وهو يستحق الشكر(خارج السياقات المتعارفة) هذه المرة على صلفه ، لأنه يضع (أصابعه) في عيوننا وعيون ممثلينا في السلطات ؟!، فهل نردها له ولامثاله (الراقصين) على دماء ضحايانا الابرياء، ولنوابنا واحزابهم الكبيرة في الانتخابات القادمة؟!، أم نمارس هوايتنا في نسيان الماضي ونعيد انتخابهم، لنمهد للمجازر الجديدة التي تقع خارج المنطقة الخضراء دائماً؟!.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter