|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  5  / 3 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وداعاً أيها الشاعر (الطالع من نخل آذار) .. وداعاً زهير الدجيلي

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

في لحظة عراقية حزينه، مضافة الى الحزن العراقي المستمر عبر التأريخ، (أُغلقت) نوافذ تواصل الأنسان والشاعر والمبدع (زهير الدجيلي) مع الحياة، ومع عائلته ومحبيه والعراق (شاغله الأكبر) وعنوان وطنيته وانسانيته النظيفة من الملوثات، عبر تأريخه السياسي الحافل بالابداع الثقافي الرصين، بشهادة مجايليه والأجيال التي نهلت من منتوجه الثرخلال عمله في العراق وخارجه، بعد أن أُجبر على مغادرة وطنه الذي أحب، حين تحول العراق الى (مزرعة) للدكتاتورية البعثية البغيضة، التي اعتمدت مبدأ (تحويل الشعب الى قطيع لضمان استمرار قيادته!)، نهاية سبعينات القرن الماضي .

كان زهير الدجيلي يحترم حروفه ومفرداته في قصائده ومجمل نصوصه الابداعية المنشورة في وسائل الاعلام (أغاني ومسلسلات وتمثيليات وأفلام مختلفة الأغراض) عبر تأريخه الطويل، لأنه المتمسك بأمانته للمبادئ الوطنية والأنسانية التي نذر نفسه للدفاع عنها، بالرغم من كل معاناته بسببها، أمام موجات الأرهاب الفكري المعلن والمقنع خلال عمله في العراق، وفي محطات الغربة، ليقدم نموذجاً متميزاً للمثقف العراقي الأصيل، الذي لا يساوم على مبادئه وقناعاته، ويبقى عنواناً ابداعياً شجاعاً أمام ضغوطات المتحكمين بمصادر القرار في مواقع العمل، ممن اعتادوا على التلاعب في (خلطة) العجين الوطني العراقي كي لا يكون بطعم خبز (باب الأغا)!

الراحل الكبير الذي أغمض عينيه في الكويت عصر الخميس الماضي (الثالث من آذار)، بعد غربة أربعة عقود، سيرقد بين أحضان تراب العراق المتشوّق لدفئه، بعد أن أوفى باستحقاقات وطنه وشعبه عليه، وهو الذي نذر نفسه من أجل حرية وكرامة شعبه وقدسية ترابه، سيعود شهيداً و(ذنب غربته) برقاب الدكتاتورية والأحتلال والفاسدين المتسلطين على رقاب العراقيين، الذين حرموه من حقوقه في العيش الكريم الذي يستحقه في وطنه .

اليوم تُقيم الناصرية مجلس عزاء مهيب لأبنها البار زهير الدجيلي، يليق بتأريخه الوطني المشرف، ويستذكر الوطنيون من أبنائها أصالته في حب الوطن والشعب، ويرفعون علماً باسمه في ذاكرتهم، يخطّون عليه بقلوبهم نماذج من شعره، وفاءاً وعرفاناً وأحتراماً له ولمدينتهم التي أنجبته .

انا الشاعر الطالع من نخل اذار عثك برحي ..
وانت نخلتي الما حالت وما طاحت ابميله ..
انا الشاعر الطالع من فرات الناصرية
الزهت في ميلادك وظلت تغنيله ..
أبوقت من ثار ريسان وغدت شمسك
تلاصف بيرغه وهوسة مهاويله ..
أبوقت أول بيان أبخط فهد اسس لميلادك
يميلاد الحقيقة الما طفت
صارت نجوم الوطن في ليله ...
ابوقت من ثارت البصرة على الأجنبي والمحتل
وعمالك على الميناء شالوا للوطن رايات تزهيله ..
بوقت من غدت الشطرة مقرات الحزب
ويا مكثر أبيوت الحزب عند الفلح والفلح تبنيله ..
انا المهوال في اعيادك السبعين والتسعين والميّة
اذا طال العمر يدعيلي وأدعيله ..
الوطن ديوانك العامر بأهاليك اليحبوّك
وأحسّ كلّ القصايد ما تّكفّيلّه ّ...

الذكر الطيب للراحل الكبير زهير الدجيلي، والعزاء لعائلته ومحبيه وللوطنيين العراقيين المفجوعين برحيله .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter