|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  31  / 12 / 2015                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العام الجديد .. العام الثالث عشر ..!

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

بحساب السنين لم يبقى من العام الثاني عشر على سقوط الدكتاتورية الا ساعات، وبحساب الأيام لم يبقى على التاسع من نيسان سوى (مائة) يوم، ندخل بعدها الى العام الثالث عشر من زمن الديمقراطية، وقد تحمل الشعب النتائج السلبية لاداء السلطات في كلا الزمنين، واستمر بدعواته وامنياته في مثل هذه الأيام من كل عام، بانتظار عام جديد أقل قسوة ومصائب من سابقه، ولكن دون جدوى.

ان الخراب في زمن الدكتاتورية هو الناتج الطبيعي للسياسة الفردية لرأس النظام، وللأساليب القمعية المعتمدة في ادارة البلاد، لكنه في زمن الديمقراطية كان ناتجاً عن ضعف الاداء للسلطات المنتخبة بمثلثها (التشريعي والتنفيذي والقضائي)، وبالدستور الذي كُتب ومُرّر وأعتُمد على عجل، بالرغم من أحتوائه على (عُقد) خطيرة وتعقيدات تعرقل تعديل بعض مواده، الا باجماع القوى السياسية، وهو شرط لم يتحقق الى الآن، ولن يتحقق في ضوء التقاطعات الاقليمية والداخلية التي تتصاعد في المنطقة بوتائر غيرمسبوقة، اعتماداً على الانقسام الطائفي الخطير الذي يعتمده الارهاب والدوائر الداعمه له، منهجاً لادامة الصراع .

لقد ذهبت كل الامنيات التي كان يُطلقها العراقيون في نهاية الاعوام الاثنتي عشر الماضية أدراج الرياح، فبعد حروب الدكتاتورية وقمعها المنظم جاءت حروب الارهاب والتفجيرات والاغتيالات، وبعد سنوات الحصار والقحط الذي فرضه النظام الدكتاتوري بعد انتفاضة الشعب عادت سياسة شد الحزام على بطون الفقراء من العاطلين عن العمل والمتقاعدين والسواد الاعظم من الموظفين، وبعد سيطرة بضعة افراد من عائلة الدكتاتور على ثروات العراق تعاضمت ثروات شريحة من السياسيين وبطاناتهم وتحولوا الى أثرياء بين ليلة وضحاها نتيجة سرقتهم للمال العام دون رقيب انساني ولاقانوني، وقائمة المقارنة تطول بالامثلة في جميع القطاعات والمواقع الحكومية وفي العاصمة وجميع المدن ، والتي (أهّلت) العراق الى تصدر قائمة البلدان (الأكثر فساداً) على مستوى العالم .

المفارقة أن العام القادم بعد ساعات، هو العام (13) الثالث عشر الذي ننتظر فيه (الفرج) في زمن الديمقراطية، مع ما يحيط بهذا الرقم من (رهاب) التشاؤم في الذاكرة الانسانية، لدرجة أن البعض لا يستخدمه في ترقيم الدور السكنية وغرف الفنادق والمستشفيات ليقفز الترقيم من (12) الى (14)، وبعض شركات الطيران لا تدخله في أرقام رحلاتها، والأغرب من ذلك هو الاعتقاد بأن (آدم) أكل تفاحة (حواء) يوم 13، وأن (قابيل) قتل (هابيل) في هذا اليوم !.

لكن بالرغم من ذلك لازال الأمل بتحقيق الأمن والاستقرار هو أعز وأكبر أماني العراقيين، وهو العنوان الكبير لتهانيهم لبعضهم في الداخل والخارج، عسى أن يعود الوئام والحب الى العلاقات الانسانية الراقية التي كانت تجمعهم على أرض العراق .

كل عام وامنياتنا بالسلام والوئام لاهلنا في العراق ولعموم البشرية تتجدد بالأمل والعمل حتى يتحقق الغد الأفضل للبشرية .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter