|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  28  / 2 / 2015                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأمانة لا تحتاج الى صراع ..!

علي فهد ياسين

لا زال قرار رئيس الوزراء القاضي باقالة أمين بغداد (بالوكالة) وتعيين أميناً  (بالاصالة) يتفاعل بتداعيات معبرة عن واحدة من صور الصراع السياسي الذي مازالت تخوضه الأحزاب التي أرتقت لمنصة السلطة بعد سقوط الدكتاتورية ،رغم خطورة الوضع العام الذي تمربه البلاد منذ أحتلال عصابات داعش لما يقرب من ثلث الأراضي العراقية في العاشر من حزيران الماضي،ورغم التحضيرات القائمة الآن لمعركة فاصلة ضدها لتحريرالموصل !.

المعلوم أن ( أُمناء العواصم ) هم شخصيات اعتبارية، يُفترض أن يجري أختيارهم ليمثلوا رموزاً تتناسب مع طبيعة العواصم وتأريخها الحضاري ، بعيداً عن الصراعات السياسية، دون أن يتقاطع ذلك مع أنتمائهم لأحزاب في البلدان المستقرة سياسياً وأمنياً، شريطة أن لا يتداخل عملهم في هذا المنصب مع ذلك الانتماء، كي لا تجيير أنشطتهم لصالح جهة دون أُخرى، لأنهم في الأصل يمثلون العاصمة وسكانها وليس الحزب الذي ينتمون اليه، لكن كل ذلك لم يُعتمد في العراق منذُ اكثر من نصف قرن، والبغداديون أعرف منا بذلك .

اننا نزعم أن اختيار العنوان الوظيفي ( الأمين ) لم يأتي عبثاً ، فقد جرى تمييزه عن كل العناويين في الشبكة الوظيفية السياسية والفنية والادارية التي تشتمل عليها المؤسسات في الدول، وتعريف الأمانة ودلالاتها لا تحتاج الى اجتهاد ، لكن جميع الاجتهادات التي تبنتها احزاب السلطة في العراق بخصوص هذا المنصب كانت لا تمت بصلة الى أهميته الحقيقية والأعتبارية ، بقدر ما ذهبت به الى مدارات أخرى لتساويه مع غيره من المناصب التي وزعتها بينها على اسس طائفية تخدم منافعها الخاصة ، رغم خصوصيته التي يفترض أن تبعده عن هذه التقسيمات .

لقد عجز المتحاصصون طوال السنوات الماضية عن تبرير فشلهم في قيادة البلاد، وملفات أمانة بغداد وملفات جميع الوزارات شواهد على ذلك ، وليس من الحكمة أن يشغلوا الشعب في هذا الوقت بالذات بصراع على ترشيح ( أمين بغداد ) ، بقدر ما يتوافقوا على تعبئة الجهود والامكانات لمواجهة الارهاب الذي أكل ومازال من قلوب العراقيين ، وأمانة بغداد ليست هي ساحة المعركة مع الأرهاب ، والأمانة كصفة لا تحتاج الى صراع !.

 






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter