|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  27  / 9 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

استقالة الوزير بعد اقالته .. !

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

الاحداث في العراق لا تشبه مثيلاتها في اي مكان في العالم، لا بالتوقيتات ولا بالاساليب ولا بالادوات ولا بالاسباب ولا بالنتائج، وعلى نفس المنوال لا تجد تشابهاً بالاسس والسياقات والبرامج والاهداف وعموم طرق الاداء الحكومي بالمقارنة مع تجارب العالم بكل تصنيفاتها ومشاربها الفكرية، وكأن أحزاب المنطقة الخضراء وقادتها حريصون على تقديم (نظرية) ادارة جديدة ومبتكرة للحكم يصفق لها العالم ! .

يُسجل لهؤلاء (القادة المتضامنون) نجاحهم في امتصاص زخم الحراك المدني وتحجيمه، من خلال تشكيل ما يسمى بـ (جبهة الاصلاح) التي تحول نوابها فجأةّ الى وطنيين حقيقيين يستجوبون الوزراء (الفاسدين) ويصوتون على اقالتهم ، وكأنهم كتلة جديدة مستوردة من الخارج فوجئت بتفشي الفساد وتبنت سياسة التصدي له واسقاطه !.

هؤلاء (الفرسان) الجدد لازالوا أعضاء في كتلهم وأحزابهم التي جاء منها الوزراء المقالون، وسيأتي منها كذلك بدلائهم، وفق المحاصصة الطائفية التي تبناها وتمسك بها وفرضها قادة كتلهم منذ سقوط الدكتاتورية، وهم ملزمون بالخضوع لضوابطها رغم انوفهم، وما الضجيج الاعلامي (الوطني) المفتعل والمثير للاشمئزاز، منهم ومن ابواقهم الساندة، الا نماذج للدجل والتضليل الذي لم يعد ينطلي على عموم الشعب، قبل المراقبين للاحداث .

لقد تم اقالة وزير الدفاع وبعده وزير المالية بعد استجوابهم في البرلمان، والمفروض أن الاقالة تؤكد تهم الفساد وسوء استغلال السلطة، وعلى هذا كان يجب تقديم المقالين للقضاء حسب الدستور والقوانين النافذة، لكن ذلك لم يحصل، وبدلاً عنه تم اعتبارهما لاحقاً مستقيلين (ليتمتعا بحقوقهما المالية)، وتتم مساواتهما مع الوزراء المستقيلين منذ اشهر، وقد جرى كل ذلك بعيداً عن الاعلام، وخضوعاً لاتفاقات المحاصصة الطائفية التي دمرت العراق .

الى الآن لم تبادر (جبهة الاصلاح) لفتح ملفات اداء الوزراء المستقيلين، على الرغم من تصريحات قادتها باستشراء الفساد في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكأن الوزير المستقيل معفى من الملاحقة القانونية، لتكون الاستقالة ملاذاً للفاسدين .

لقد انفرط عقد كابينة العبادي منذ شهور، وجاءت اقالة وزيري الدفاع والمالية ضربة مضافة لوزارته، وهناك مواعيد جديده لاستجواب وزراء آخرين تمهيداً لاقالتهم، وعليه تهيئة مرشحيه لوكالة الوزراء المقالين (عفواً.. الذين سيستقيلون بعد الاقالة)، بانتظار نهايات متوقعة لمسلسل ترشيح وزراء جدد، الذي ينافس المسلسلات التركية في امتداد حلقاته اشهراً طويلة، ويختم في كل مرة دون تغيير !.

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter