|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  27  / 8 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحصانة كنزٌ لا يفنى .. !

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

تعرضت المفاهيم في العراق الى تشويه وتحريف من قبل القائمين على مواقع القرار لضمان بقائهم في السلطة، حتى تحول الأمر الى ظاهرة عراقية بامتياز، في زمنين متقاطعين حلت فيهما الديمقراطية بديلاً للدكتاتورية .

اذا كان طبيعياً أن (تفصّل) الدكتاتورية القوانين على مقاساتها، فأن من أولى مهام بديلها الديمقراطي اعادة الامور الى نصابها، باعتماد القوانين فيصلاً في ترميم نفوس الضحايا وتقييم الاضرار ووضع برامج اعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الضامن لتجاوز الآثار السلبية للدكتاتورية، كما حصل في البلدان التي سبقتنا في التخلص من انظمتها القمعية .

لكن ما حصل في العراق لا يشبه غيره من البلدان لاسباب يتصدرها في التأثير والأهمية تعدد الولاءات غير الوطنية لعناوين سياسية كبيرة في مواقع القرار، تحولت خلافاتها في السنوات الاولى الى (صراع ديكه) حقق مصالح المقامرين على حساب مصالح الشعب، ثم تحول الصراع السياسي بينها الى (أفلام) معدة سلفاً لتضليل العراقيين !.

من جملة المفاهيم التي تشوهت في العراق هو مفهوم الحصانة النيابية، فقد استغل مزاياها الكثيرمن النواب لاغراضهم الشخصية ولمصلحة احزابهم وكتلهم النيابية، ولا تزال في ذاكرة العراقيين (أصوات صراخ) نماذج من هؤلاء كانوا (نجوماً) في وسائل الاعلام خلال الدورات السابقة، ولهم (اشقاء صراخ) في الدورة الحالية، أثبتت الايام أنهم كانوا مدعين ودجالين وممثلين بارعين ومتقنين لادوارهم المرسومة والمباركة من قبل قادة كتلهم (الميامين)، وقد حققوا من ذلك ثروات طائلة لم يحاسبوا عليها الى الآن، بالرغم من انتهاء (صلاحية) حصانتهم النيابية منذ سنوات، وهي فضيحة تؤكد أن (الحصانة كنزٌ لا يفنى) في العراق، طالما أن رؤوس الفساد لازالت هي التي تتحكم بمصيرالبلاد ..!.
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter